متعارضا مع تحقيق أرجنتيني..

الموساد الإسرائيلي يبرئ إيران ويتهم حزب الله بالهجمات ضد "يهود الأرجنتين" 

تابعنا على:   09:00 2022-07-23

أمد/ تل أبيب: تفاصيل غير معروفة، ظهرت عبر تحقيق جديد أجراه الموساد الإسرائيلي عن تفجيرين اهتزت بهما العاصمة الأرجنتينية في تسعينيات القرن الماضي.

واتضح من التقرير الإسرائيلي، أن حزب الله هو المسؤول الوحيد عن التخطيط والتنفيذ، وليس إيران، بحسب ما توصل إليه من استجوابات قام بها مع مشتبه بهم، كما بالمراقبة والتنصت على المكالمات والوكلاء، إضافة إلى مقابلات أجراها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في يوليو الجاري مع 5 من كبار مسؤوليه الحاليين والمتقاعدين.

أحد الهجومين استهدف السفارة الإسرائيلية في 17 مارس 1992 ببوينس آيرس، فقتل 29 وجرح 242 آخرين، معظمهم مدنيون أرجنتينيون، وفقا للفيديو المعروض. ولم يقتل إلا 4 إسرائيليين، بينهم زوجتا القنصل والسكرتير الأول بالسفارة.

وبعد ذلك، استهدف الهجوم الثاني في 18 يوليو 1994 مقر "جمعية التعاضد اليهودية- الأرجنتينية" المعروفة بأحرف AMIA اختصارا، فاقتحمه إبراهيم حسين برّو بسيارة "فان" مكتظة بأكثر من 300 كيلوغرام متفجرات، فقتل 85 شخصا وجرح 300 آخرين في ما كان ولا يزال أعنف عمل إرهابي شهدته "بلاد التانغو" في تاريخها.

وأهم الجديد من المعلومات، بحسب ما استنتجه تقرير عن التحقيق نشرته يوم الجمعة صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية،  وهو أن "الهجمات نفذتها خلية تابعة للحزب، من دون مساعدة مسؤولين أرجنتينيين أو عملاء إيرانيين في بوينس آيرس" وهو ما يتعارض مع نتائج تحقيقات قامت بها الأرجنتين والولايات المتحدة وإسرائيل سابقا، وأشارت من خلالها ومرارا، إلى أن لطهران دورا عمليا على الأرض في الهجومين، وهو ما كانت طهران تنفيه دائما.
"المنفذون يقيمون حاليا في لبنان"

إلا أن الموساد استمر لا يبرئ إيران تماما في تحقيقه الجديد، بل يشير فيه إلى أنها وافقت على الهجومين وموّلتهما، وقدمت التدريب والمعدات. أما المنفذ، فالحزب الذي قام بهما "انتقاما للعمليات الإسرائيلية ضد الميليشيات الشيعية في لبنان" حيث استخدم بنية تحتية سرية شيدها لسنوات في بوينس آيرس وأماكن أخرى بأميركا الجنوبية للتحضير والتنفيذ (..) وأن المواد الكيميائية المستخدمة بصنع القنابل، اشترتها شركة تجارية أسسها للتغطية على عملياته في أميركا الجنوبية".

من الجديد أيضا، أن المسؤولين عن الهجومين "لا يزالون على قيد الحياة، ويقيمون في لبنان، وأن أيا منهم لم يتم تقديمه للعدالة أبدا، ولم يقتل في الهجمات المختلفة التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله" فيما تم التعرف إلى اثنين منهم، صدرت بحقهما نشرات حمراء من الإنتربول، تضمنت بأنهما من عملاء الحزب. وهناك طرف ثالث مطلوب للولايات المتحدة. أما قائد عمليات الحركة، عماد مغنية، القتيل فيما بعد بعملية إسرائيلية- أميركية مشتركة في 2008 بدمشق، فورد ذكره بتحقيق الموساد على أنه كان رئيس الخلية التي نفذت الهجومين.

ووفقًا لما استنتج الموساد، فإن حزب الله أرسل عناصره بدءا من 1988 إلى دول عدة في أميركا الجنوبية "لاكتساب خبرة تسمح لهم بفتح أعمال تجارية مشروعة وامتلاك واجهات تجارية قوية للتنقل بين دول مختلفة" وحين أقدمت إسرائيل في 16 فبراير 1992 على اغتيال زعيم حزب الله، عباس الموسوي، كانت ردة فعل الحزب الانتقامية سريعة: أرسل ضابطا بارزا فيه، اسمه حسن كركي، ووصل إلى بوينس آيرس بجواز سفر برازيلي مزور، واشترى سيارة "الفان" المستخدمة في الهجوم على السفارة.

وتزامن وصوله، مع وصول نائب قائد وحدة عمليات حزب الله ذلك الوقت، طلال حمية، الذي التقى بمحمد نور الدين، وهو لبناني عمره 24 عاما، سبق وهاجر إلى البرازيل قبل سنوات قليلة من تجنيده انتحاريا، وهو من قاد "الفان" وفجرها بنفسه وبمبنى السفارة، ثم غادر حمية وكل عملاء الحزب الأرجنتين في اليوم التالي، وبعدها في 2017 عرضت الولايات المتحدة 7 ملايين دولار للحصول على معلومات تتمكن بها من حمية، المعتقد أنه أصبح قائدا للجناح العسكري بالحزب، وقتلت الخلية 12 يهوديا في الجو

وبحسب تحقيق الموساد، فإن عناصر الخلية الحزبية المسؤولة عن تفجير مقر AMIA المجتمعي في بوينس آيرس، هم من كانوا وراء إسقاط طائرة ركاب بنمية في اليوم التالي، وقتل 21 كانوا فيها، بينهم 12 يهوديا، وغطت "العربية.نت" خبرها بتحقيق موسع، حين طلب FBI الأميركي في أكتوبر 2020 معلومات عن لبناني اسمه Ali Hage Zaki Jalil البالغ حاليا 53 سنة، اشتباها بأنه العقل المدبر بتفجيرها، وكانت طراز Embraer EMB 110 برازيلية الصنع، أسقطها انتحاري بتفجير قنبلة وهي بالجو، فهوت فيه وبمن عليها وتحطمت.

وما ورد وقتها عن "علي حاج زكي جليل" عبر مكتب التحقيقات الفيدرالي، أنه حاصل على الجنسية الفنزويلية، وكان طيارا ومظليا بقواتها الجوية، وسافر إلى كولومبيا وكوستاريكا ولبنان، وهو المرشح أكثر من سواه ليكون الصديق الذي استخدم سيارة "مازدا" استأجرها لبناني آخر باسم علي جمال حوا، البالغ وقت التفجير بين 25 إلى 28 سنة، لأنه الراكب الوحيد الذي لم يسأل عنه أحد بين القتلى، ولأن اسمه كان مزورا، ولأن صديقه علي حاج زكي جليل، اختفى بعد التفجير، وللآن لا يزال مختفيا لا يظهر له أثر.

اخر الأخبار