بعد مقتل 7 مدنيين منهم 4 أطفال..

الأورومتوسطي يطالب بإجراءات عاجلة لحماية المدنيين في سوريا

تابعنا على:   18:29 2022-07-22

أمد/ جنيف: طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين من الغارات العشوائية التي يشنها الطيران الروسي شمال غربي سوريا، والتي أدى أحدثها إلى مقتل سبعة مدنيين منهم أربعة أطفال أشقاء.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الجمعة إنّ الطيران الحربي الروسي أطلق عدة صواريخ اليوم تجاه تجمعات سكنية في قريتي الجديدة واليعقوبية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا.

وأشار إلى أن جهات محلية وثقت قصف طائرة حربية روسية صباح يوم الجمعة الموافق 22 يوليو/تموز الجاري، قريتي اليعقوبية والجديدة بريف إدلب الغربي.

ووفق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)؛ فإن الغارات على قرية الجديدة أسفرت عن مقتل 7 مدنيين، بينهم 5 أطفال منهم 4 أشقاء على الأقل، وإصابة 13 آخرين، أغلبهم من عائلة واحدة.

واطّلع الأورومتوسطي على صور ومقاطع نشرها ناشطون محليون لآثار الحادثة، حيث دمر القصف منزلاً سكنيًّا على الأقل، وانتشلت جثامين الأطفال من تحت الأنقاض حيث بدا عليهم الشحوب وعلامات الهلع، وأكدت مصادر محلية أن القتلى الأطفال أشقاء، ووالديهم بين المصابين.

وقال الأورومتوسطي إن الحادثة قد ترقى لجريمة حرب، حيث استهدفت الطائرات بشكل عشوائي على ما يبدو أحياء سكنية مكتظة بالسكان ويتواجد فيها نازحون من ريف محافظة حماه.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الحادثة تمثل شاهدًا جديدًا على استباحة المدنيين في النزاع المسلح، مضيفًا أنه كان من الممكن إنقاذ الكثير من الأرواح في حال قررت الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة تفعيل مبدأ المحاسبة على الجرائم التي تقترف بحق المدنيين في سوريا.

ونفذت القوات السورية والقوات المتحالفة معها منذ بداية العام الحالي عشرات الهجمات الجوية والبرية على مناطق شمال غربي سوريا، استهدف مناطق مكتظة بالسكان تشمل مبان سكنية ومنشآت خدمية، وأسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.

ورأى المرصد الأورومتوسطي أنّ تحقيق العدالة للضحايا في سوريا لا يزال أمرًا ممكنًا إلى حد كبير، ولكن يشترط لذلك توفّر الإرادة الدولية، وتنحية جميع الحسابات التي قد تمنع بعض الأطراف من الانتصار للقيم الإنسانية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

وانتقد المرصد الأورومتوسطي الازدواجية الفجة في المعايير التي تتبعها الأطراف الدولية المؤثرة تجاه العمليات العسكرية الروسية في سوريا والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، إذ تداعت تلك القوى إلى إدانة العمليات الروسية في أوكرانيا وفرضت بسببها عقوبات مشددة على روسيا، بينما تواصل الأطراف ذاتها اتخاذ مواقف غير حاسمة من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، والتي تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 12 ألف سوري منذ عام 2015.

ويشكل قصف المناطق المدنية انتهاكًا واضحًا لحقوق الفئات المشمولة بالحماية في النزاعات المسلحة، إذ يحظر القانون الدولي الإنساني بالمطلق استهداف المدنيين، كما تنص المادة (38) من اتفاقية حقوق الطفل الدولي على أن "تتخذ الدول الأطراف (..) جميع التدابير الممكنة عمليًا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح.

وجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته مؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمجتمع الدولي بإحداث تحوّل حقيقي في تعاملها مع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتجاوز مواقف الإدانة نحو إطلاق جهود جادة ومنظمة لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المحتملة، وفرض عقوبات حقيقية تقوّض قدرة النظام السوري على الاستمرار في ممارساته غير الإنسانية.

وحث المرصد الأورومتوسطي على دعم الجهود المبذولة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا من خلال مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي تعتمده محاكم وطنية في أوروبا، ورفع دعاوى قضائية أمام تلك المحاكم بحق أولئك الذين يشتبه في مشاركتهم في الاعتداء على أرواح المدنيين السوريين أو التسبب لهم بأي شكل من أشكال المعاناة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار