وكالة يابانية تكشف دوافع اغتيال لشينزو آبي: السبب الصادم!

تابعنا على:   08:05 2022-07-09

أمد/ طوكيو: تتعدد الدوافع الكامنة خلف عمليات الاغتيال السياسية في مختلف الدول، ولكن أن يكون ”سوء الفهم“ أو ”معلومة خاطئة“ هي السبب في اغتيال رئيس وزراء دولة ما فهنا تكون الأمور غير اعتيادية بل وصادمة.

وكانت الصدمة الأكبر في السبب الذي تذرع به المشتبه به ودفعه لارتكاب جريمته، فبحسب مسؤول كبير في الشرطة: ”أقر المشتبه به بأنه كان حاقدا على منظمة معينة، وبأنه ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق آبي على ارتباط بها“.

وذكرت وكالة أنباء كيودو، نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيق، أن المسلح الذي أطلق النار على رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي خطط أصلا لمهاجمة زعيم جماعة دينية.

وفي وقت سابق، ذكر موقع قناة "NHK" أن تيتسويا ياماغامي البالغ من العمر 41 عاما، والذي تم القبض عليه بتهمة قتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، قال إنه باستهداف آبي أراد معارضة وتوجيه رسالة لجماعة معينة يُزعم أن آبي كان ينتمي إليها.

وتعرض شينزو آبي للهجوم صباح الجمعة في مدينة نارا اليابانية أثناء أدائه خطابا لعملية إطلاق نار من الخلف تسببت في إصابته ووفاته.

وأطلق المهاجم تيتسويا ياماغامي البالغ من العمر 41 عاما رصاصتين من خلف السياسي الياباني، من مسافة حوالي 10 أمتار، وبعد الطلقة الثانية سقط آبي.

وذكرت المصادر أن آبي أثناء الهجوم أصيب بعيار ناري في الجانب الأيمن من رقبته، ولوحظ نزيف بعد ذلك. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل نزيف في منطقة الصدر على اليسار، منوهة بأنه كان على وعي عند إصابته، ولكن أثناء عملية نقله، أصبحت حالته حرجة "مع سكتة قلبية ورئوية".

واعتقلت الشرطة والقوى الأمنية فورا مطلق النار، تيتسويا ياماغامي (41 عاما). ولم يبد أي مقاومة أثناء الاعتقال.

وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن ياماغامي خدم في قوات الدفاع الذاتي البحرية للبلاد لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2005.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة أن منفذ الهجوم على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي لم يكن راض عن آبي وأراد قتله.

مسيرة شينزو أصغر من تولى رئاسة الوزراء

وفارق رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، وهو أطول رئيس وزراء ياباني بقاء في سدة الحكم، الحياة اليوم، عن عمر 67 عاماً، بعد إطلاق النار عليه في أثناء قيامه بحملة لانتخابات برلمانية.

وكان قد سعى إلى انتشال الاقتصاد الياباني من انكماش مزمن عن طريق انتهاج سياسة جريئة أطلق عليها اسم ”آبينوميكس“ أو (اقتصادات آبي)، كما سعى إلى تعزيز قدرات الجيش ومواجهة النفوذ المتنامي للصين.

وشغل النائب البرلماني شينزو آبي منصب رئيس الوزراء لأول مرة في 2006، واستمر في المنصب عاما واحدا فقط قبل أن يعود لفترة ثانية نادرة في 2012، حين تعهد بإنعاش الاقتصاد الذي أصابه الركود، وتخفيف قيود الدستور السلمي، الذي تمت صياغته في أعقاب الحرب العالمية الثانية، واستعادة القيم التقليدية.

وتولى آبي منصبه لأول مرة في 2006 وكان أصغر رئيس وزراء ياباني منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد عام ابتلي فيه بفضائح سياسية وشهد حالة من الغضب بين الناخبين بسبب فقدان سجلات معاشات التقاعد، وهزيمة حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي بسبب اعتلال صحته.

وبعد مرور خمس سنوات على استقالته، التي أرجع سببها إلى التهاب القولون، أعاد آبي الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ إلى السلطة بعد الإطاحة به في 2009.

ولعب آبي دورا أساسيا في فوز طوكيو باستضافة أولمبياد 2020، إذ كان يأمل أن يرأس الألعاب الأولمبية إلى درجة ظهوره في صورة شخصية ألعاب الفيديو ماريو في أثناء تسلم رئاسة الألعاب الأولمبية في ريو التي استضافت الألعاب في 2016.

وفي نوفمبر تشرين الثاني 2019، أصبح آبي أطول رئيس وزراء بقاء في المنصب باليابان، ولكن بحلول صيف 2020 تراجع الدعم له بسبب طريقة تعامله مع جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى سلسلة من الفضائح كان من بينها اعتقال وزير العدل السابق.

واستقال آبي في سبتمبر أيلول من نفس العام دون تحقيق هدفه الخاص بتعديل الدستور أو رئاسة الألعاب الأولمبية، التي تم تأجيلها إلى 2021 بسبب الجائحة.

لكنه ظل حاضرا ومهيمنا على الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، وسيطر على أحد فصائله الرئيسية. وكان يقوم بحملة لانتخابات مجلس الشيوخ التي تقام يوم الأحد عندما تم اغتياله.

ثم أطلق استراتيجية ”آبينوميكس“ المكونة من ثلاث مراحل لمواجهة الانكماش المستمر وإنعاش النمو الاقتصادي عن طريق التيسير في السياسة النقدية والإنفاق المالي، إلى جانب إجراء إصلاح هيكلي للتعامل مع تقلص عدد السكان ومعظمهم من كبار السن.

ومع ذلك، كان الانكماش الاقتصادي قويا وعانت استراتيجيته للنمو في عام 2019 من زيادة ضريبة المبيعات والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتسببت جائحة كوفيد-19 في العام التالي في أعمق ركود اقتصادي في اليابان.

وفي بداية الوباء، استغرق آبي بعض الوقت لإغلاق حدود اليابان وتطبيق حالة الطوارئ التي تم بموجبها دعوة الناس إلى البقاء في المنازل، وحث أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها. ووصف منتقدون لاستجابة آبي رد فعله بأنه غير مناسب وقالوا فيما بعد إنه يفتقر إلى القيادة.

وعندما استقال آبي مستندا إلى نفس المرض، كان معدل الوفيات بسبب كوفيد-19 في اليابان أقل بكثير من العديد من الدول المتقدمة الأخرى.

اخر الأخبار