ريهام العيماوي.. فلسطينية تصادمت مع الحياة واتخذت من الفن والتطريز طرقاً للنجاة - صور

تابعنا على:   17:00 2022-06-26

أمد/ رفح- صافيناز اللوح: سارت خطواتها نحو الأمل، واستدركت دقات أقدامها أنّ الحياة لا يمكن أن تسير على خط مأزقها وعقباتها إلا بالتحدي والإصرار، كي تصل إلى ما تطمح وتتمنى وتحلم خلال سنوات أنوثتها البريئة التي أرهقها غبار أشخاصٍ اعتبرتهم من الداعمين لها ولأفكارها المنفردة.

ريهام يوسف العيماوي 29 من مدينة رفح جنوبي قطاع عزة، خريجة فنون وحرف يدوية من الكلية الجامعية. تخرجت عام 2015، ومن ذلك الوقت وهي تحارب شبح البطالة وقلة فرص العمل معتمدةً على جهدها الذاتي.

الفن هواية قامت العيماوي بتنميتها من خلال دراستها في الجامعة بالتخصص الذي أحببته، فلم تأخذ دورات في الرسم، لأنها لم تجد أحداً ذو كفاءة كي أستفيد منه، هكذا تحدثت العيماوي مع "أمد للإعلام".

وأضافت، "قمت بفتح فيديوهات تعليمية عبر يوتيوب لتغذية بصري، وشاهدت رسم لوحات، كي أدرب نفسي بنفسي حتى وصلت إلى المستوى الذي راضية به".

*مشاريع ودورات تدريبية..*
وتابعت لـ"أمد"، تقول ريهام، إنّها عملت في أول مشروع ممول من والدها والثاني من القنصلية الأمريكية، وبعد ذلك عملت بنظام اعطاء دورات فنية.

وأكدت العيماوي، "أعمل حالياً بمركز للبرامج النسائية في تل السلطان برفح، وأعطي دورات تطريز برازيلي  ورسم على مستوى قطاع غزة".

وشددت، عندما تخرجت من الجامعة افتتحت زاوية فنية بنظام الهدايا  وبعد ذلك دخلت في مشروع مع مؤسسة أمريكية بمشروع ممول، وفتحت مكتب فنون من خلاله عملت بنظام الهدايا والرسومات على الخشب وعلى الكاسات والأواني وغيرها.

وأوضحت، أنها كانت تقوم ببيع اللوحات الفنية التي كانت تأخذ من وقتها مدة طويلة حتى يكون المُخرج النهائي قادرًا على جذب الزبائن لشرائها، ولكن قلة الطلب عليها جعلها تتعلم فن جديد وهو فن التطريز البرازيلي.

وأضافت، أن هذا الفن مأخوذ من دولة البرازيل وخيوطه تختلف عن فن التطريز الفلاحي الذي هو فلسطيني بالأساس، وكل فن له خواصه وخطوطه وطريقة مختلفة في حياكته وصولاً إلى شكله النهائي.

وتابعت لـ"أمد"، إنها بعدما أتقنته فكرت بتعليمه لنساء أُخريات من خلال عقد سلسلة دورات امتدت إلى جميع محافظات قطاع غزة، وبأسعار رمزية تناسب الوضع الاقتصادي للجميع في القطاع الذي يعاني من محدودية الدخل الأسري.

وأكدت، على أن حوالي 80% من السيدات اللواتي تعلمن على يديها فن التطريز البرازيلي استطعن أن يقومن بإنشاء مشاريعهن الخاصة، وتحسين مستوى الدخل لديهن.

*أحلام ورسائل وردية..*
وتطمح العيماوي بحسب حديثها مع "أمد للإعلام"، لنجاح هذا المشروع، وافتتاح سلسلة محلات على مستوى قطاع غزة والذي من شأنه فتح الباب لتحسين الوضع المادي لكثير من السيدات.

وفي رسالة قدمتها للأهالي، أن يهتموا بقصة التعليم المهني، لأنه شيئاً أساسياً في أغلب الدول العربية ومن ضمنهم الجزائر التي يتم تدريب وتدريس الطلاب من الصف الأول بحصص مهنية.

وقالت، المفترض أن يركز الأهالي بفترة إجازة الأطفال بتعليمهم مهنياً حتى لو جار عليهم الزمن ولم يحصلوا على وظائف بعد تخرجهم من الجامعات مستقبلاً، حينها سيجدون عملهم المهني من ينشلهم من أزماتهم.

صنعت الريماوي حكايتها مع الحياة بنفسها، بصعوبات وعقبات مرت بها، مسجلةً اسمها في تاريخ الإبداع وطرقاته، ومتمسكة بالأمل رغم كل الطرق الالتفافية التي تواجهها.

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار