(أجراسُ البؤساء)

تابعنا على:   20:11 2022-06-06

هنيبعل كرم

أمد/ أجراسٌ معلّقةٌ فوقَ الرّياح،
أزيزٌ وطنين...
ونحن "بالنّقيفةِ" نكتبُ التّاريخ...
ثمّة طائراتٌ تراودُنا
وتعودُ سالمةَ الأشرعةِ والمظلّات!
والدّكاكينُ هنا كلامٌ يباعُ
على ناصيةِ الفقراء،
فقراء يغنّونَ حكاياتٍ من أيامِ الحربِ الكبرى،
يعرفونَ كلَّ الأسرار!
أسرار الصّحفِ و أخبار القارّاتِ
والأسيادِ والنّساءِ والقادةِ وصنّاعِ القرار!
والتّاريخُ لديهم سبّابةٌ
تحدّتِ الغيبَ، تحدّتِ الخيلَ
والليلَ والبيداءَ والدّماء...

أجراسٌ معلّقةٌ،
أجراسُ البؤساءِ تنادي نبيًّا لتصلبَه
على ساريةِ الليلِ يئنُّ،
تحتَ شرفاتِ "فلاسفةٍ"
يندبونَ بلا حزنٍ،
يرقصون بلا فرحٍ
لشارعٍ أدارَ ظهرَه للبيوتِ
حين صارَ جوازُ السّفر زورقًا
إلى بُصاقِ الأرصفةِ هناك...
كلُّ شيءٍ دائريٌّ هنا، كحيّةٍ يلدَغُ،
كلُّ شيءٍ دائريٌّ
كالوقتِ حولَ المعاصمِ
يحزُّ الشّرايينَ إلى ما لا نهايةِ السّؤال،
فيسألُ نبيٌّ صبيًّا لبسَ العشبَ جِلدًا
واعتمرَ السّماءَ والبلادَ والعباد:
"لأجلِ مَن أنزلُ عن صليبي؟"
- لا لأحدٍ، لا لشيءٍ،
بربّكَ إنزلْ لِكَيلا تنحني
حين تمرُّ فوق رأسِك الطّائرات..

كلمات دلالية

اخر الأخبار