ركلة في وجه الانسانية..
اعتداء تركي على مسنة سورية.. غضب يجتاح مواقع التواصل واعتذارات رسمية من أنقرة- فيديو وصور
أمد/ أنقرة- تقرير إخباري- صافيناز اللوح: اغتربوا عن الوطن، وغابت خطوات أقدامهم عن ترابهم السوري، عنوة أو بإرداتهم هرباً من القصف الذي أجبره عليه من أطلقوا على أنفسهم ثوار، لكنهم قسّموا الوطن، وأعلنوا الحرب على الاستقرار، وارتكبوا ما لم يتركبه بحقهم أي محتل غريب عن هذه البلاد.
تفرق السوريون إلى بلاد القُرب والغَرب، علّها تكون أمناً واستقراراً لهم بعدما هربوا من أزيز الرصاص والقصف، والموت الذي زُرع بين أزقة الشوارع الدمشقيةـ وظناً منهم أنّ أصحاب الأراضي التي ذهبوا إليها سيحتضنونهم ويحمونهم من الموت الذي انتشر في البيوت قبل المدن والقرى، ولكن لم يجد اللاجئ السوري، أمناً خارج أسوار وحدود بلاده أكثر من القهر والذل والألم الذي تعرض له.
عدد اللاجئين السوريين المسجّلين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا، وصل إلى 3 ملايين و 710 آلاف، بينما وصل حاملي إقامات العمل والدراسة إلى مليون و 207 آلاف، وذلك وفق إحصائية صرّح بها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، منتصف أيلول الماضي.
ركلة في وجه الانسانية
قبل أسبوع، انتشر فيديو لإحدى كبار السن السوريات اللواتي يعانين عقلياً، وتجلس على كرسي في إحدى الحدائق بمحافظة غازي عنتاب التركية، ليأتي مواطن تركي ويركلها بقدمه في عينها، أثناء استجوابها تحت ذريعة خطفها لطفل، ليتضح بعد ذلك أنّها ليست الفاعلة.
المسنة السورية اللاجئة ليلى محمد التي تبلغ من العمر 70 عاماً، تقدمت بشكوى رسمية ضد المعتدي عليها بالضرب.
منصات التواصل الاجتماعي تداولت فيديو الاثنين الماضي، يظهر فيه اعتداء أحد سكان ولاية غازي عنتاب التركية، على مسنة سورية بركلة من قدمه على وجهها، بحجة اختطافها أحد الأطفال في الولاية.
وأحدث هذا المقطع، موجة غضب عالمية، حيثُ اعتبروا هذا الأمر يمثل إهانة لكل اللاجئين في كافة بقاع الكرة الأرضية، بينما رأى آخرون، على أنّه تصرف فردي لا يجب تعميمه أو يمثل تعامل الدولة.
من هو الرجل الذي اعتدى على المسنة السورية؟
الجاني فهو شاب تركي يدعى شاكر شاكير يبلغ من العمر 39 عاماً، تبين في السجل العدلي لديه 9 سجلات جنائية سابقة. فضلاً عن ذلك متهم بالتحريض على الدعارة والوساطة، وغيرها من الجرائم.
وألقت السلطات التركية، القبض شاكير، فيما اعترضت النيابة التركية الثلاثاء الماضي، على إطلاق سراحه، فعادت الشرطة واعتقلته مرة ثانية.
واستجوت الشرطة المتهم بعد اعتقاله، ثم اقتادوه بعربة مصفحة إلى حيث وجه إليه قاض محلي تهمة "التسبب بإصابة متعمدة" لحقت بالمسنة، وبعدها احتجزوه في سجن بالمدينة، سبق أن حل ضيفا فيه مرتين.
و في ترجمة لما ذكره موقع "Bölge Gündem" التركي، ذكر الجاني أثناء التحقيق معه، أنه كان في حي اسمه "Düztepe" بالمدينة، حين سمع حشدا من الأشخاص يتحدثون عن محجبة خطفت طفلا، في لحظة وجد نفسه قريباَ من امرأة جالسة على بعد أمتار، ومحجبة أيضا، فظنها الخاطفة المقصودة، وحمّشه ظنه عليها، فركلها بعنف في وجهها. الا أنها لم تكن سوى سورية عجوز "معاقة عقلياً" وشعر سريعاً بالندم على ركلها واعتذر.
حملة عنصرية ضد اللاجئين
شهدت تركيا مؤخراً، عدداً من الحوادث العنصرية بحق اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، وذلك مع زيادة ملحوظة لنسب البطالة في البلاد، وتراجع قيمة الليرة التركية وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
مسألة اللاجئين في تركيا تعتبر ملفاً ساخناً في الانتخابات الرئاسية والنيابية، حيث التي ستشهدها البلاد في صيف العام القادم 2023. خصوصا أن الأحزاب المعارضة تحاول إرضاء الناخبين المطالبين بترحيل السوريين إلى سوريا لكسب أصواتهم في الانتخابات.
ومع قيام عدد من السياسيين وقادة أحزاب المعارضة بحملات لفرض قيود أكثر صرامة عليهم، ومن أبرزهم زعيم "حزب النصر"، أوميت أوزداغ وشخصيات أخرى كإيلاي أكسوي التي كانت سابقا ضمن صفوف "حزب الجيد".
وينشر هؤلاء بصورة متكررة، وبشكل يومي، معلومات مضللة بخصوص السوريين المقيمين في تركيا، مستهدفين ملايين المواطنين الذين يتابعونهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "تويتر".
رد الجهات الحكومية في دمشق وأنقرة على حادثة ركل المسنة السورية
"المجلس الإسلامي السوري"، مقره تركيا، بياناً استنكر فيه الحادثة، معتبراً أنه تصرف فردي لكنه “إفرازٌ لخطاب عنصري مقيت ممنهج يمارسه بعض الساسة بقصد استغلال ملف اللاجئين في الحملات الانتخابية”.
وحذر البيان من ردود فعل “عاطفية” خارج إطار القانون والنظام العام، معتبراً أن أي رد فعل سلبي سيعود على الجميع بالخطر والضرر.
🚨ركل فاشي تركي مسنة #سورية على وجهها-أُعتقل وزارها نائب والي#غازي_عنتاب-وأطلقت حملة تضامن #ŞakirÇakırTutuklansın
— عبدالله الشايجي (@docshayji) May 31, 2022
🚨مؤسف ذل السوريين بعد
11 عاماً من معاناتهم من النظام وروسيا وإيران والمليشيات-نصفهم لاجئي ونازح ومشرد!بينما يرحب الغرب بلاجئي #أوكرانيا المتحضرين الذين يشبهونهم🧐 pic.twitter.com/QYmgekesNE
رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، تواصل مع عائلة المسنة ليلى التي تعرضت للاعتداء في عنتاب أمس الإثنين.
وأكد المسلط أن الاتصال جاء للاطمئنان على وضعها الصحي وللتأكيد على متابعة قضيتها حتى ينال الجاني جزاءه.
وأشار المسلط في حديثه “ماحصل يمسنا جميعاً ولا يمكن القبول به، ونحذر من الشخصيات التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة للعلاقة بين الشعبين الشقيقين”.
حاكم غازي عنتاب داود غول بياناً قال فيه إنه تم التعرّف على المعتدي والقبض عليه. كما أعلن أنه تم مساعدة المسنّة السورية في منزلها، وقد شدد على عدم سماح السلطات التركية بمثل هذه الأعمال الإجرامية. بالإضافة إلى تقديم اعتذاره للسيدة بقوله: "آسفون".
وزار غول يوم الثلاثاء، المسنة ليليى محمد السورية التي تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات الولاية، ووعد بمحاسبة الشاب التركي التي اعتدى بالضرب عليها، مؤكداً إلقاء القبض عليه والتحقيق معه.
Leyla teyzemizi darp eden kişi tutuklandı.
— Davut GÜL (@gul_davut) May 31, 2022
Hastaneye yatırılarak kontrolleri ve tedavisi başlatıldı.
Eşim ve mesai arkadaşlarımızla birlikte teyzemizi ziyaret ederek Aziz milletimizin geçmiş olsun dileklerini ilettik.
Zalimin karşısında mazlumun yanındayız🇹🇷 pic.twitter.com/3NYMkkAZ2L
أما المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جيليك فقد صرح بقوله:"العنف ضد والدتنا ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاما قد أحزننا جميعا، إذ أن الوحدات القضائية والإدارية تقوم بالإجراءات القانونية ضد الجاني شاكر شاكير. أيضا كل أفراد أمتنا في تركيا يتضامنون ويقفون إلى جانب الوالدة السورية الضحية.
وأشار زعيم حزب العمال المعارض التركي "إرجومانت أكدينيز" إلى أن مسألة الكراهية والعنصرية لا يتم حلها عبر تبني وسم (#SakirCakirTutuklansin)، بل عندما يتم تجفيف منابع خطاب الكراهية المناهض للاجئين في تركيا.
Mesele #ŞakirÇakırTutuklansın demekle bitmiyor. Günlerdir mültecileri hedefe koyan şoven söylemleri unutmayalım. Bataklık kurutulmadan sineklerle uğraşmak sonuç vermez. Bataklığa bulaşanların vicdan gösterisi iki gün sürmez.
— Ercüment Akdeniz (@ErcmentAkdeniz) May 30, 2022
"الرابطة الدولية لحقوق اللاجئين" من جهتها تكفّلت بمتابعة قضية "ركل وضرب المسنة السورية المعوقة ذهنيا في غازي عنتاب"، لافتة إلى متابعة جميع الشكاوى الجنائية والإجراءات القضائية بشأن المعتدي حتى النهاية، من قبل محامي الرابطة.
DUYURU📍
— Uluslararası Mülteci Hakları (@multecihakder) May 30, 2022
Gaziantep te zihinsel engelli Suriyeli yaşlı kadına tekme atarak darbedilmesi ile ilgili süreç derneğimizce takip edilmektedir.
Saldırgan şahıs hakkında tüm suç duyurusu, şikayet ve mahkeme süreçleri bizzat dernek avukatlarımız tarafından sonuna kadar takip edilecektir. pic.twitter.com/I2y6qob7Ig
حملة تضامنية عالمية
ناشطون وسياسيون أتراك وسوريين وعرب ودول العالم، أطلقوا وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ (#SakirCakirTutuklansin)، للمطالبة باعتقال الجاني "شاكر جاكر" وتقديمه إلى العدالة.
ونشر سوريون صوراً لهم وهم يغطون عينهم اليمنى كنوع من التضامن مع المسنة السورية، بينما انتقد أتراك هذا الاعتداء، مطالبين بتطبيق أقسى العقوبات على المنفذ، وحتى الأشخاص المحيطين به.
متضامن مع أمنا #ŞakirÇakırTutuklansın#suriyeli #Gaziantep #ırkcılığahayir pic.twitter.com/632MWNtD1j
— تمام أبو الخير (@RevTamam) May 31, 2022
الشاعر التركي "دورسون علي أرزينجانلي"، عبر عن أنه لم يستطع نشر الفيديو على حسابه بسبب قساوة المشهد: "لم أستطع نشر الفيديو، ليس للمظلوم إلا الله، رُكلت امرأة مضطهدة ومضطربة عقلياً".
Videoyu yayınlayamadım.
— Dursun Ali Erzincanlı (@dalierzincanli) May 30, 2022
Allah Teâlâ’dan başka kimsesi yoktur mazlumun.
Hem mazlum, hem de zihinsel engelli bir kadını tekmelemek!
Yaşattığını yaşayacaksın, yaşattığını yaşatacaklar!!! #ŞakirÇakırTutuklansın pic.twitter.com/IFLiiRgwS8
وتوجه الكاتب الصحفي التركي "ثروت بيكي" بأصابع الاتهام إلى خطاب زعيم حزب النصر التركي "أوميت أوزداغ"، المعروف بعدائه للاجئين الموجودين في تركيا.
Ümit Özdağ ve zihinsel faşist kafalıların ırkçılığı körüklemesinden cesaret alan ahlaksız sadist, sabıkalı insan müsveddesi,
— Servet BEKİ (@bekiservet) May 30, 2022
Zihinsel engelli yaşlı kadına tekme atıyor!
Bu müsvedde hiçbir şekilde affedilmesin,
Zira Zalime merhamet,
Mazluma zulümdür!
#ŞakirÇakırTutuklansın
#SakirCakırTutuklansın
— أحمد بريمو | Ahmad Primo (@PrimoAhmad) May 31, 2022
تلك الركلة لم تصب رؤوسنا كما يقول البعض في سياق جلدنا أو التباكي على هواننا.
تلك الركلة مصدرها نحن، لم نهن إلا بسكوتنا عن التحريض والسماح للآخرين باستغلالنا كورقة سياسية.
تلك الركلة لم تكن من عنصري، ولا معارض، تلك الركلة جزء من "حماية مؤقتة". pic.twitter.com/pEFjWYfqDm
#ŞakirÇakırTutuklansın
— Inas ALNAJJAR (@EnasALNAJJARA) May 31, 2022
Türklerin tümü ırkçı bir halk değil elbet, fakat bu tur ırkçı saldırıların olmaması için herkesin müdahale etmesi ve mücadele etmesi gerekir. pic.twitter.com/IUH62sBtzN
كل قصصنا تُكتب بماء القهر والألم، وكل الأماكن أصبحت تُشكّل خطر علينا.. لا شيء يزداد سوى عجزنا، أمام أنفسنا، كبيرنا وصغيرنا.
— Molham Team | فريق ملهم التطوعي (@molhamteam) May 31, 2022
كل التضامن مع الخالة ليلى محمد التي تعرّضت للاعتداء بالضرب، الذي لا يُمثّل سوى انتهاكاً لكل معاني الإنسانية في العالم.#ŞakirÇakırTutuklansın#NoToRacisim pic.twitter.com/VDDbTCdswU