روسيا تشن هجومًا جديدًا لعزل مدن رئيسية في شرق أوكرانيا

تابعنا على:   19:21 2022-05-25

أمد/ موسكو: شنت روسيا هجوما جديدا، يوم الأربعاء، على أبعد مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في الشرق بمنطقة دونباس، فيما يهدد بإغلاق آخر ممر هروب رئيسي للمدنيين في طريق التقدم الروسي.

وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين.

وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية. وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوجانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطاب في وقت متأخر من الليل: “كل ما تبقى من قوة لدى الجيش الروسي يتركز الآن على هذه المنطقة”.

وذكر مكتبه أن الروس شنوا هجوما على سيفيرودونتسك في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء وأن البلدة تتعرض باستمرار لقصف بقذائف المورتر.

وقال حاكم منطقة لوجانسك، سيرهي جايداي، إن 6 مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية على الأقل، معظمهم بالقرب من الملاجئ في سيفيرودونيتسك. وأضاف أن الطريق الرئيسي للخروج ما زال يتعرض للقصف، لكن المساعدات الإنسانية ما زالت تصل.

وقال الجيش الأوكراني إن القتال للسيطرة على الطريق ما زال مستمرا وإنه صد أمس الثلاثاء تسع هجمات روسية في دونباس. وذكر أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا في ضربات بالطائرات وراجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون.

وفي بوكروفسك، وهي مدينة في دونباس تخضع للسيطرة الأوكرانية وأصبحت مركزا رئيسيا للإمدادات وعمليات الإجلاء، أحدث صاروخ حفرة في طريق للسكك الحديدية وألحق أضرارا بالمباني المجاورة.

وكانت ليديا أوليكسييفنا تزيل الغبار والرماد الذي غطى مطبخها نتيجة القصف الذي تسبب في تطاير زجاج النوافذ وتدمير الجدران الخارجية. وقالت “لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إنقاذ المنزل”.

وفي كراماتورسك، بالقرب من خط المواجهة، كانت الشوارع مهجورة إلى حد كبير، بينما في سلوفيانسك إلى الغرب، استغل العديد من السكان ما وصفته أوكرانيا بأنه توقف مؤقت للهجوم الروسي للمغادرة.

وقالت فيرا سافرونوفا، التي كانت تجلس في عربة قطار وسط أشخاص تم إجلاؤهم “لقد قُصف منزلي، ولا أملك أي شيء”.

منع تصدير الغذاء

تستهدف روسيا أيضا جنوب أوكرانيا، حيث قال مسؤولون إن القصف أسفر عن مقتل مدني وإلحاق أضرار بعشرات المنازل في زابوروجيا ودمرت الصواريخ منشأة صناعية في كريفي ريه.

وفرضت موسكو حصارا بحريا على جنوب أوكرانيا التي كانت عادة ما تصدر الحبوب وزيت دوار الشمس عبر البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم.

وألقت روسيا باللوم على العقوبات الغربية في أزمة الغذاء.

وقالت اليوم الأربعاء إنها مستعدة لتوفير ممر إنساني للسفن التي تحمل الغذاء لمغادرة أوكرانيا، لكن يتعين رفع العقوبات في المقابل.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قوله إن موسكو على اتصال بالأمم المتحدة و “لا تستبعد إمكانية إجراء محادثات عالمية لفتح موانئ أوكرانيا”.

وكرر وزير الدفاع البريطاني بن والاس رفض الغرب لفكرة رفع العقوبات للإفراج عن الحبوب. وقال “هذه الحبوب للدول الجائعة”.

وفي أحدث دلالة على خطط موسكو لتعزيز قبضتها على الأراضي التي استولت عليها، وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما يسهل عملية حصول سكان المقاطعات التي تم الاستيلاء عليها حديثا على الجنسية الروسية وجوازات السفر.

وبعد 3 أشهر من الغزو، لم تحقق روسيا مكاسب تذكر للكشف عنها مقابل أسوأ خسائرها العسكرية منذ عقود، بينما عانى جزء كبير من أوكرانيا من الدمار حيث كثفت موسكو قصفها بالمدفعية لتعويض تقدمها البطيء.

وألغى البرلمان الروسي اليوم الأربعاء الحد الأقصى لسن الخدمة التعاقدية في الجيش، مما يبرز الحاجة إلى قوات لتحل محل القوات المفقودة.

ضغوط اقتصادية

فرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على روسيا. وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء إنها لن تمدد إعفاء من المقرر أن ينتهي اليوم الأربعاء والذي مكّن روسيا من مواصلة الدفع لحاملي السندات الأمريكية.

وقد يدفع القرار موسكو إلى حافة التخلف عن السداد، على الرغم من أن موسكو لا تعاني من نقص في المال. وبلغت عائدات النفط والغاز 28 مليار دولار في أبريل نيسان وحده، بفضل ارتفاع أسعار الطاقة.

وأصبحت سلسلة متاجر التجزئة البريطانية ماركس أند سبنسر اليوم الأربعاء أحدث شركة تعلن انسحابها من روسيا بالكامل، لتواجه خسارة قدرها 31 مليون جنيه إسترليني (39 مليون دولار).

وفي كلمة عبر رابط فيديو لكبار الشخصيات في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا بمحادثات مباشرة بينه وبين بوتين.

وقال إنه “كخطوة أولى نحو المحادثات”، يتعين على روسيا الانسحاب إلى خطوط ما قبل غزوها في 24 فبراير شباط. كانت روسيا سيطرت قبل الغزو على شبه جزيرة القرم الأوكرانية بينما احتل الانفصاليون الموالون لها أجزاء من دونباس.

ويقول أقرب حلفاء أوكرانيا إنهم يخشون أن تدفع دول غربية أخرى كييف للتخلي عن أراض. وقال رئيس وزراء إستونيا إنه لا ينبغي إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات.

وأضاف: “الاستسلام لبوتين أخطر بكثير من استفزازه. كل هذه التنازلات التي تبدو صغيرة للمعتدي تؤدي إلى حروب كبيرة. لقد ارتكبنا هذا الخطأ بالفعل ثلاث مرات: جورجيا وشبه جزيرة القرم ودونباس”.

اخر الأخبار