تقرير: "جدري القرود".. إلى أي مدى يجب أن نقلق؟

تابعنا على:   21:00 2022-05-24

أمد/ غزة - دينا شهوان: حالة من الترقُّب المستمر الممزوج بالقلق تسيطر الآن على جميع دول العالم، من جرَّاء اندلاع مفاجئ لمرض نادرًا ما يظهر خارج إفريقيا، وقد بدأت حالة القلق هذه في الانتشار بعد أن رصدت السلطات الصحية في دول أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا عددًا من حالات الإصابة بمرض "جدري القرود" الفيروسي خلال الأيام الأخيرة؛ فهذه هي المرة الأولى التي ينتشر فيها المرض بين أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا إلى إفريقيا.

ويراقب مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم احتمالات ظهور المزيد من تلك الحالات التي جاءت غالبيتها بين فئة الشباب، إلا أنه جرى في الوقت ذاته تأكيد أن "المخاطر لا تزال منخفضةً فيما يتعلق بعامة السكان".

ما هي الأعراض ؟

ينتمي جدري القرود إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإصابة بمرض الجدري المعروف، ولكنه يسبب أعراضًا أكثر اعتدالًا؛ إذ يعاني معظم المرضى من الحمى وآلام الجسم والقشعريرة والتعب، وقد يطور الأشخاص المصابون، بمستوى أكثر خطورةً للمرض، طفحًا جلديًّا وبثورًا على الوجه واليدين يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتبلغ فترة حضانة الفيروس (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدوه ومرحلة ظهور أعراضها) المسبب لهذه الإصابات من حوالي خمسة أيام إلى ثلاثة أسابيع، ويتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع دون الحاجة إلى دخول المستشفى، لكن يمكن أن يكون جدري القرود قاتلًا بنسبة تصل إلى واحد من كل 10 أشخاص، كما يُعتقد أنه يكون أكثر حدةً عند الأطفال والحوامل ومَن يعانون ضعف المناعة.

ويعد جدرى القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا.

وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر وهو ما يعني إنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.

منظمة الصحة العالمية تطمئن..

بعد أيام من القلق عاشها العالم على وقع انتشار فيروس جدري القردة في عدد من الدول، صدرت تصريحات مطمئنة نسبيا عن منظمة الصحة العالمية بخصوص المرض.

وقال مسؤول كبير بمنظمة الصحة العالمية إن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة إفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره.

وأوضح ريتشارد بيبودي، الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، في مقابلة مع "رويترز" إنا لإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبيا.

وجاءت تصريحات بيبودي بينما أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنها في طور إطلاق جرعات من لقاح (جينيوس) لاستخدامها مع حالات لمرض جدري القرود.

هل هناك جائحة قادمة؟

أكد مدير الطب الوقائي بصحة حماس في قطاع غزة، د. مجدي ضهير، أن هذا المرض بالحقيقة هو مرض قديم وليس بجديد ومتوفر بالعديد من الدول الافريقية في وسط أفريقيا من سبعينات القرن الماضي وقبل خمسينات القرن الماضي وتم اكتشافه في العديد من الحيوانات القوارد وهذا المرض أعراضه معروفة وطرق انتقاله معروفة ويخرج من خلال البضائع وتجارة الحيوانات، والتعامل مع هذا المرض معروف عالمياً.

وقال ضهير في تصريحات صحفية، ما حدث اليوم أن هذا المرض خرج عبر المسافرين والبضائع إلى العديد من دول العالم وموجود بها بكل عام وهذا الأمر كان متوقع وحدث في عام 2003 وعام 2014وعام2013 وعام 2019وعام2021 وكان يشمل حالات خارج موسمه.

وأضاف" في هذا العام سجلت أعداد أكبر وبالتالي لن يكون هناك جائحة بمستوى جائحة قرود عام2019 وجائحة انفلونزا الخنازير والطيور ولن يكون بمستوى جائحة فايروس كورونا".

وعن المرض قال"طرق انتقال فايروس جدري القرود محدودة وتحتاج الي اختلاط لفترات طويلة وقدرته على الانتشار محدودة".

وبين أن تخوفات العالم بأن يتحول مرض جدري القرود إلى جائحة كبيرة تهدد العالم لحتى اللحظة غير قائم.

وعدّ ضهير، يعتبر هذا المرض معدي وكل الأمراض المعدية المعروفة لها استراتيجيات تعامل ونحن نتعامل مع الأمراض المعدية بقواعد عامة معروفة،وخططنا جاهزة للتعامل مع الحالات ولا داعي للقلق من هذه الناحية.

أكد ضهير عدم تسجيل مصابًا بمرض “جدري القرود” في قطاع غزة.

كما وأشار إلى أن وزارة الصحة على أتم الجهوزية للتعامل مع المرض وأن حضانة مرض “جدري القرود” تتراوج بين 2 إلى 3 أسابيع، وأعراضه تتمثل في ارتفاع في الحرارة، وظهور طفح جلدي يختفي مع الشفاء التام.

كلمات دلالية

اخر الأخبار