دراسة إسرائيلية تقدم أقوى دليل حتى الآن على قدرة فيتامين D على محاربة كورونا

تابعنا على:   20:22 2022-05-24

أمد/ قال علماء إسرائيليون إنهم قاموا بجمع الأدلة الأكثر إقناعا حتى الآن على أن مستويات مرتفعة من فيتامين D يمكن أن تساعد مرضى كوفيد-19 على تقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة للمرض أو الوفاة.

يقول باحثون من جامعة “بار إيلان” ومركز الجليل الطبي إن للفيتامين تأثير قوي على شدة المرض بحيث يمكنهم التنبؤ بكيفية إصابة الناس بالعدوى على أساس أعمار المرضى ومستويات فيتامين D لديهم ولا شيء أكثر.

وخلص العلماء في بحث خضع مؤخرا لمراجعة أقران ونُشر يوم الخميس في مجلة “PLOS One” إلى أن النقص في فيتامين D يزيد بشكل كبير من مستويات الخطر.

إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصريةآلتسجيل مجانا!

تستند الدراسة إلى بحث تم إجراؤه خلال أول موجتين من الفيروس في إسرائيل، قبل توفر اللقاحات على نطاق واسع، وشدد الأطباء على أن مكملات الفيتامينات ليست بديلا للقاحات، بل هي وسيلة للحفاظ على مستويات المناعة من الانخفاض.

يُعتبر النقص في فيتامين D متفشيا في الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل، حيث يعاني حوالي أربعة من كل خمسة أشخاص من نقص في الفيتامين، بحسب دراسة من عام 2011. من خلال تناول المكملات الغذائية قبل العدوى، وجد الباحثون في الدراسة الإسرائيلية الجديدة أنه يمكن للمرضى تجنب أسوأ آثار المرض.

وقال الدكتور عميئل درور، وهو طبيب في مستشفى الجليل وباحث في جامعة بار إيلان الذي كان جزءا من الفريق وراء الدراسة: “لقد وجدنا أنه من الرائع والمذهل أن نرى الفرق في احتمال أن  تصبح مريضا في حالة خطيرة عندما تفتقر إلى فيتامين D مقارنة بوضع لا تكون فيه كذلك”.

وأشار إلى أن دراسته أجريت قبل انتشار متحور “أوميكرون”، لكنه قال إن فيروس كورونا لا يتغير بشكل أساسي بين المتحورات بصورة تكفي لإبطال فعالية فيتامين D.

وقال درور لـ”التايمز أوف إسرائيل”: “ما نراه عندما يساعد فيتامين D الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد هو نتيجة فعاليته في تقوية جهاز المناعة للتعامل مع مسببات الأمراض الفيروسية التي تهاجم الجهاز التنفسي. هذا ملائم بنفس القدر لأوميكرون كما كان بالنسبة للمتحورات السابقة”.

أوصت السلطات الصحية في إسرائيل وعدة دول أخرى بمكملات فيتامين D استجابة لوباء فيروس كورونا، على الرغم من أن البيانات حول فعاليتها كانت قليلة حتى الآن.

طاقم طبي يرتدي معدات الوقاية أثناء عمله في قسم فيروس كورونا في مركز كابلان الطبي في رحوفوت، 18 يناير، 2022. (Yossi Aloni / Flash90)

في شهر يونيو، نشر باحثون نتائج أولية أظهرت أن 26% من مرضى كورونا توفوا إذا كانوا يعانون من نقص في فيتامين D بعد وقت قصير من دخولهم المستشفى، مقارنة بـ 3% ممن لديهم مستويات طبيعية من فيتامين D.

كما توصل العلماء إلى ان المرضى الذين كانوا يعانون من نقص بفيتامين D كانوا أكثر عرضة بنسبة 14 مرة، في المتوسط، لينتهي بهم الأمر في حالة خطيرة أو حرجة أكثر من غيرهم.

في حين أقر المجتمع العلمي بأهمية النتائج، ظهرت أسئلة حول ما إذا كانت الظروف الصحية الحديثة بين المرضى قد تؤدي إلى تحريف النتائج.

أثيرت احتمالية أن المرضى قد يعانون من حالات تقلل مستويات فيتامين D وتزيد من الإصابة بمضاعفات خطيرة لمرض جراء الإصابة ب كوفيد-19، مما يعني أن نقص الفيتامينات سيكون عرضا وليس عاملا مساهما في شدة المرض.

لتقليل هذا الاحتمال إلى الصفر، تعمق فريق درور في البيانات، وفحص مستويات فيتامين D لمرضاه على مدار عامين قبل الإصابة بفيروس كورونا. ووجد الفريق أن العلاقة القوية بين مستويات كافية من فيتامين D والقدرة على محاربة فيروس كورونا لا تزال قائمة، وأن مستوى الخطر المتزايد في نتائجهم الأولية ظل متطابقا تقريبا.

وقال درور: “لقد فحصنا مجموعة من الأطر الزمنية، ووجدنا أنه أينما نظرت خلال العامين السابقين للعدوى، فإن العلاقة بين فيتامين D وشدة المرض قوية للغاية”.

وأضاف: “نظرا لأن هذه الدراسة تحصل على صورة جيدة لمستويات فيتامين D لدى المرضى، من خلال النظر إلى إطار زمني واسع بدلا من مجرد وقت الاستشفاء، فإنها تقدم دعما أقوى بكثير من أي شيء شوهد حتى الآن مع التأكيد على أهمية تعزيز مستويات فيتامين D أثناء الجائحة”.

وقد ترك سيل من المزاعم المشبوهة بشأن علاجات طبيعية لفيروس كورونا، بما في ذلك نظرية تقول إن الإسرائيليين قاموا بتحصين أنفسهم من المرض من خلال الليمون وصودا الخبز، البعض متشككا بشأن المزاعم بأن الفيتامينات تمنع الفيروس.

لكن درور أصر على أن بحث فريقه أظهر أن أهمية فيتامين D لا تستند إلى بيانات غير كاملة أو مغلوطة.

وقال: “يجب أن يتعلم الناس من هذا أن الدراسات التي تشير إلى أهمية تناول الفيتامين موثوقة للغاية، ولا تستند إلى بيانات محرفة، وتؤكد على القيمة في قيام كل شخص بتناول مكملات فيتامين D أثناء الجائحة، والذي، عند استهلاكه بكميات معقولة وفقا للنصائح الرسمية، ليس له أي جانب سلبي”.

كلمات دلالية

اخر الأخبار