السفير الصيني في فرنسا: إذا نشرت صواريخ باليستية بأوكرانيا فستصل موسكو في سبع دقائق

تابعنا على:   15:10 2022-05-16

أمد/ باريس: لفت السفير الصيني لدى فرنسا لي شاي في معرض حديثه عن المخاطر الأمنية لتوسع الناتو شرقا، إلى أن الصواريخ الباليستية في أوكرانيا ستصل موسكو في سبع أو ثماني دقائق.

وبهذا الشأن، أوضح رئيس البعثة الدبلوماسية الصينية لدى باريس في مداخلة في جامعة "جيوبوليتيك" بحضور مثقفين وأعضاء من السفارة الروسية أنه "إذا تم نشر الصواريخ الباليستية في أوكرانيا، فسوف تصل إلى موسكو في سبع أو ثماني دقائق. وإذا كان الصاروخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، فسوف لن يستغرق سوى أربع أو خمس دقائق. وهذا بمثابة توجيه المدفع إلى باب البيت لشخص ما. بالنسبة لروسيا توسع الناتو شرقا هو الآن يمس مصلحة حيوية في بالمعنى الحرفي".

وأشار السفير الصيني في مداخلته إلى أن "كل صراع جيوسياسي لديه سياق تاريخي معقد. والبحث عن أمن بلد على حساب انعدام الأمن بالنسبة للآخرين يؤدي لا محالة إلى الصراع".

ونقللي شاي عن خبراء قولهم إن "السبب الجذري للصراع هو أن الولايات المتحدة، مشبعة بعقلية الحرب الباردة، دفعت بخمسة توسعات متتالية للناتو شرقا، وشجعت أوكرانيا للانضمام الى حلف شمال الأطلسي، على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي يقلل بدرجة كبيرة من مجال أمن روسيا".

ويستشهد السفير الصيني في هذا السياق  بالعالم الجيوسياسي الجيوسياسي الفرنسي بيير إيمانويل تومان، الذي يرى أن "الولايات المتحدة تريد خلق عالم أحادي القطب وهي تحاول تأجيج الوضع في أوكرانيا من أجل إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة لإضعاف روسيا وأنا أتفق معه على أن الحرب الروسية الأوكرانية هي بالأحرى (نبوءة تحقق ذاتها) للولايات المتحدة".

واستعرض لي شاي سلوك واشنطن قبل وبعد الأزمة اندلاع الأوكرانية، مشيرا إلى أنه "في أواخر عام 2021، عندما بدأت التوترات بين روسيا وأوكرانيا تتزايد بوتيرة متسارعة، على عكس أوروبا التي سعت لإخماد الحريق، فجرت الولايات المتحدة النار، برد سلبي على طلب ضمانات الأمن الروسية، والمبالغة في التهديد بالحرب ودفع حلف شمال الاطلسي لزيادة عدد القوات في أوروبا الشرقية. حتى أن البعض يظن أن الولايات المتحدة حاولت (إغراء) روسيا على شن الحرب".

ورأى السفير الصيني أن الولايات المتحدة بعد تفجر الأزمة سارعت إلى "صب الزيت على النار وهي تشارك أكثر في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، ما أدى إلى تصعيد التوتر. الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن السلام، لكن ما يريدونه هو استخدام النزاع الروسي الأوكراني من أجل مصالحهم الخاصة والحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة. وقد أظهرت الأزمة الأوكرانية مرة أخرى أن هيمنة الولايات المتحدة هي (المفجر) الرئيسي للحروب وأكبر (مصدر مشاكل) في العالم".

وتساءل الدبلوماسي الصيني عن المنتصر في الصراع الأوكراني، وقال في معرض إجابته عن مثل هذا التساؤل: "ضع في اعتبارك العواقب الموضوعية للصراع: لقد أعيد إحياء دماغ الناتو عن طريق الحرب، والعلاقات بين أوروبا وروسيا مدمرة تماما. خلال الحرب، نلحظ: هروب رؤوس الأموال بكميات كبيرة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، في حين أن (الآثار الجانبية) الناجمة عن تدفق اللاجئين واتساع نطاق الصراعات الجيوسياسية تظل في القارة العجوز"، مشددا في هذا السياق على أن الرابح الأكبر من هذه الحرب "هو آخر من يريد إنهائها"، ويقصد بهذه العبارة، الولايات المتحدة الأمريكية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار