الحرب الهجينة.. العالم في خطر

تابعنا على:   16:28 2022-05-15

محمود مشارقة 

أمد/ ربما تكون روسيا حققت انتصارا عسكريا في المنطقة الشرقية لأوكرانيا المعروفة باسم دونباس ووفرت الحماية اللازمة لسكان مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك ذات الأغلبية الروسية وخسرت في مواقع أخرى أبرزها كييف، لكن الحرب تبدو في بداياتها وعلى العالم الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد بين موسكو والغرب . 
الشروط الستة التي وضعتها روسيا لإنهاء الحرب وهي: إعلان حياد أوكرانيا والتعهد بعدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ونزع سلاح كييف مع ضمانات أمنية متبادلة، واجتثاث النازية في أوكرانيا، ورفع القيود على استخدام اللغة الروسية ، بالإضافة إلى الاعتراف باستقلال شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس لم يتحقق أي منها ، ما قد يدفع بسيناريو حرب عالمية شاملة ، أطلق عليها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اسم الحرب الهجينة والتي يصعب التنبؤ بمدتها، حيث سيشعر بتداعياتها الجميع دون استثناء.
الطابع الجديد للحرب لن يكون تقليديا، أنه مزيج من حروب تبدأ عسكرية عبر حملة خاصة وتمتد الى الاقتصاد والطاقة والغذاء وتزيد فاتورة كل شيء و مستويات التضخم القياسية العالمية. 
الجميع خاسر في المعركة الدائرة رحاها  حاليا في أوكرانيا، وهناك استقطابات عالمية كبرى تتشكل  وتعتمد على المصالح السياسية والاقتصادية، لذا ليس غريبا أن تحاول موسكو في مواجهة العقوبات الساحقة ضدها عبر بناء شراكات أعمق مع حلفاء متضادين في مختلف القارات في مقدمتهم الصين والهند ودول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
الخسارة التي لحقت بروسيا بمصادرة نصف احتياطاتها من العملات الأجنبية البالغة 640 مليار دولار، ستؤدي  إلى عزوف كثير من الدول عن المخاطرة بوضع استثماراتها في الأوراق المالية الأمريكية ، وهذا يعني ضمنيا إمكانية حدوث تحول جذري  في حركة رؤوس الأموال العالمية وتراجع حصة الدولار واليورو في التعاملات الدولية لصالح قوى صاعدة أبرزها الصين ويوانها.
حرب سلاسل الامداد هي أبرز الحروب الهجينة بين الغرب وروسيا، وبدأت بحرب الحظر الاقتصادي والمصادرة وامتدت في مسمياتها الى حروب الطاقة والنفط والغاز والغذاء ، وأخيرا حرب "القمح" وفقا  وصف وزيرة الخارجية الألمانية في ختام اجتماعات مجموعة السبع ، والتي انتقدت دخول الهند كطرف أساسي في  أزمة الحبوب العالمية بحظرها تصديرالقمح .
 أخيرا كيف سيتم توفير الغذاء للعالم في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والعقوبات الخانقة لروسيا ؟ وهل نحن أمام أزمة جوع قادمة ؟ وهل ستحمل العالم تكلفة طاقة مرتفعة تزيد أسعار الإنتاج والتصنيع وكلف النقل؟ وهل تدخل أطراف مثل الصين والهند بشكل مباشر إلى ساحة المواجهة الشاملة؟ وما نحن العرب فاعلون في مواجهة الخطر القائم؟.. أسئلة شائكة كثيرة برسم الإجابة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار