رصاصة أصابت وطن !

تابعنا على:   13:57 2022-05-12

طراد أبو دقة

أمد/ إن المصاب جلل والفقد عظيم، فوجعت فلسطين صباح اليوم بخبر استشهاد أسطورة الإعلام في فلسطين، الأعلامية المناضلة في الميدان من أجل نقل الصورة الحقيقية، أستاذة الصحافة والإعلام والأخلاق والوطنية والإنسانية سيدة الميدان والشاشة شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها بشكل مباشر من قبل قناصة الإحتلال برصاصة في رأسها، على مداخل مخيم جنين، في طريقها إلى قلب المخيم للتغطية الإعلامية، لتوثيق جرائم الاحتلال الغاصب، ما أدى إلى استشهادها في الميدان من أجل فلسطين وشعبها والصورة الحقيقة لآخر الأحداث على أرض الواقع.

شيرين أبو عاقلة ولدت في مدينة بيت لحم سنة 1971 ، ترعرعت في مدينة القدس المحتلة، وانهت تعليمها في الثانوي في مدارس القدس، ثم التحقت بجامعات المملكة الأردنية الهاشمية ودرست الهندسة المعمارية وبعد تخرجها من كلية الهندسة التحقت بكلية الصحافة والإعلام بالمملكة الأردنية، ثم عملت في مجال الإعلام مع عدة قنوات إعلامية ومؤسسات وإذاعات محلية وإقليمية بعد أن أنهت دراستها الجامعية، حتى التحقت للعمل في قناة الجزيرة بعد عام من انطلاقتها سنة 1997، وأصبحت مذيعة حرب تنقل الصورة الحقيقية من الميدان في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى رحيلها صباح اليوم الأربعاء الموافق لـ 11 مايو/أيار 2022، على أبواب مخيم العزة والكرامة والصمود والتحدي..

سخرت حياتها للعمل في مجال الصحافة والإعلام، وفضح سياسات وممارسات وجرائم الاحتلال في فلسطين، التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في مختلف مناطق وقرى ومدن الوطن في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل عام 48 ، قدمت الكثير لخدمة القضية الفلسطينية، حيث كانت تخاطر بحياتها حتى آخر نفس، لنقل الصورة الحقيقية إلى العالم.

شيرين أيقونة في الإعلام العربي، مناضلة من أجل وطنها وشعبها ومهنتها، المعروفة بأخلاقها العالية، صاحبة الكفاءة المهنية المتميزة بإطلالتها وشغفها وانسانيتها ونبضها الوطني، المتميزة بابتسامتها، المتعددة الأدوار.. المتعايشة مع المسيحي والمسلم.. بروح الإنسانية والأخلاق والوطنية !

عملت كمذيعة ومراسلة حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غطت أحداث كثيرة متفرقة في الأراضي الفلسطينية على مدار 25سنة، الحروب والاجتياحات والانتهاكات من قبل الاحتلال في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، ومنها أحداث انتفاضة الأقصى الثانية، خلال عام 2002 عندما اجتاح جيش الاحتلال قرى ومدن الضفة والقطاع، وفرض حصار على زعيم الشعب الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقره بالمقاطعة بمدينة رام الله وحصار مخيم جنين وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كانت تغطية الأحداث من تحت زخات الرصاص، ومواصلة العمل ومتابعة المستجدات أول بأول خاصةً في المسجد الأقصى؛ وشوارع وأزقة الضفة والقدس تشهد على مهانيتها ووطنيتها وتغطيتها للأحداث رغم صعوبة التنقل آنذاك

إن الرصاصة التي انطلقت من قناصة الإحتلال لم تصب رأس شيرين أبو عاقلة فحسب؛ بل أصابت القدس وغزة والضفة وفلسطين بأكملها، حيث أن شيرين تعتبر نبض الحقيقة في فلسطين، عملت على مدار عقدين ونصف من الزمن في الميدان  ليل نهار، من أجل نقل الصورة الحقيقية على أرض الواقع وفضح سياسات وممارسات وجرائم الاحتلال التي ترتكب بحق فلسطين وشعبها..

جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، تأتي ضمن سلسلة جرائم الاحتلال المرتكبة ضد الفلسطينيين وكل من يسعى لكشف الحقيقة ونقل الصورة الحقيقية من الميدان، وتضاف إلى السجل الدموي للمحتل الغاصب، وهي خرق فادح لكل القوانين والمواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية، وضربها بعرض الحائط، ويجب على جميع الجهات المختصة بذل أقصى درجات الجهود لمحاسبة دولة الكيان الغاصب وفقاً للمعايير الدولية في الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين والصحافيين والمسعفين.

السلام والرحمة لروح الإعلامية الأسطورة شيرين أبو عاقلة أيقونة الصحافة والإعلام في فلسطين، صاحبة سيرة أخلاقية مهنية وطنية مليئة بالتميز والحضور اللافت، لنقل الصورة الحقيقية التي تفضح سياسة الاحتلال وممارساته وجرائمه التي ترتكب بحق الفلسطينيين..

قدمت الكثير لخدمة القضية الفلسطينية وشعبها..

نسأل الله تعالى أن يرحمها بأفضل أعمالها..

والسلام والرحمة لروحها.. 

#وداعاً_شيرين_أبوعاقلة

مع خالص التعازي والمواساة لذوي الراحلة فقيدة الوطن ،

كلمات دلالية

اخر الأخبار