التنصت على رئيس الحكومة..

إقالة مديرة المخابرات الإسبانية بسبب فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس

تابعنا على:   15:01 2022-05-10

أمد/ مدريد: نقلت صحيفة "إل باييس"، عن مصادر حكومية، أن مديرة المخابرات الإسبانية باز إستيبان، أُقيلت من منصبها يوم الثلاثاء، بموجب قرار من مجلس الوزراء.

وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إقالة إستيبان جاء على خلفية فضيحة تجسّس السلطات المغربية على مسؤولين إسبان بينهم رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.

وقالت الصحيفة إنّ “القرار اتخذ بسرعة، مما يدل على رغبة بيدرو سانشيز في إنهاء أزمة بيغاسوس في أسرع وقت ممكن”.

ويرتقب أن تعلن وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز في مؤتمر صحفي عن قرار إقالة مديرة المخابرات، بعد إنهاء اجتماع مجلس الوزراء.

أصل الحكاية

وكُشفت قضية التجسس 18 أبريل الماضي، عندما نشر "مختبر المواطن" (Citizen Lab) للأمن السيبراني التابع لجامعة تورونتو الكندية تقريرا حدد 65 شخصا -أغلبيتهم من إقليم كتالونيا الإسباني- تم التنصت على هواتفهم النقالة بين عامي 2017 و2020 بواسطة برمجية "بيغاسوس"، والتي طورتها شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية لاختراق الهواتف النقالة، ومن بين الهواتف التي جرى التنصت عليها هاتف رئيس حكومة كتالونيا بيري أراغونيس.

وعقب كشف فضيحة التجسس، قال حزب "إيه آر سي" (ARC) اليساري المؤيد لانفصال إقليم كتالونيا، والحليف الرئيس لحكومة الأقلية في مدريد، إنه لن يدعم حكومة سانشيز قبل أن تتخذ إجراءات لاستعادة الثقة.

وبمجرد تحميله على هاتف جوال، يتيح "بيغاسوس" التنصت على مستخدم الهاتف من خلال الاطلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد. وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قالت إن برمجية "بيغاسوس" قد تكون استخدمت في قرصنة نحو 50 ألف هاتف نقال في العالم، من بينها هواتف لرؤساء وملوك وسياسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين.

تعرض سانشيز للابتزاز من المغرب بعد التجسس عليه

وفي 9 ماي 2022، علقت الحكومة الاسبانية على شكوك أثارتها أحزاب بشأن إمكانية تعرض رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لابتزاز من النظام المغربي، بعد التجسس على هاتفه، بشكل نتج عنه تغيير موقفه من نزاع الصحراء الغربية.

ونقلت صحيفة “ألموندو”، عن مصادر حكومية تأكيدها إن السلطات لا تنفي ولا تؤكد تورط المغرب في مسألة التجسس، لكنها تنفي وجود علاقة بين هذه القضية وتحول موقف سانشيز من دعم استفتاء تقرير المصير إلى تأييد طرح الرباط حول الحكم الذاتي.

بيغاسوس مجرد أداة واحدة لحملات تجسس ممنهجة للنظام المغربي

من جهتها، كشفت صحيفة إسبانية أن بيغاسوس مجرد أداة واحدة لحملات تجسس ممنهجة قادها النظام المغربي ضد السياسيين والناشطين في الداخل وفي اسبانيا.

وأوضحت صحيفة “الاندببندنتي”، في مقال لها بعنوان “هكذا تعمل خدمات التجسس المغربية: “بيغاسوس مجرد واحدة من أدواتهم”، أن الكشف عن إصابة هواتف بيدرو سانشيز ووزرائه بفيروس بيغاسوس، وكذا قضية دخول الزعيم الصحراوي إبراهيم غالي إلى اسبانيا واعتداء المهاجرين على سبتة جعل المغرب المشتبه الرئيسي في التجسس.

وأضافت الصحيفة، أن الشكوك توجهت للجانب الآخر وكشفت أن مملكة محمد السادس تمارس عمليات تجسس ممنهجة ضد رعاياها وكذلك ضد المسؤولين الأجانب.

ونقلت الصحيفة تحذير الصحفي المغربي المنفي في فرنسا هشام منصوري، مما أسماه “استراتيجيات القمع الجديدة التي يستخدمها محمد السادس”.

ويرى منصوري المؤسس المشارك للجمعية المغربية للصحافة الاستقصائية أنه “ربما يكون المغرب قد عمل كمقاول من الباطن لإسرائيل للتجسس على رؤساء الدول والسياسيين الأوروبيين، مقابل التطبيع والتعاون الاقتصادي والإفلات من العقاب في استخدام بيغاسوس من أجل مطاردة مواطنيها في المغرب وأماكن أخرى”.

وأضاف”ما يمكنني قوله هو أن المغرب لن يجرؤ على التجسس على “أصدقائه وحلفائه  الأوروبيين دون موافقة أو طلب قوة أخرى وهذا لا يمكن تصوره”.

ويقول المنصوري إن “النظام المغربي براغماتي وطموح لكنه ليس انتحاريًا”.

وفي جويلية الماضي، كشف التحقيق الذي أجرته “فوربدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية وعدد من الصحفيين الدولين عن تسونامي ظل صامتًا عرف بالاستخدام المكثف لبرنامج بيغاسوس الإسرائيلي من قبل المخابرات المغربية.

وأظهرت المعلومات، أن الرباط كانت أحد العملاء الرئيسيين للبرنامج، المملوك لشركة NSO Group الإسرائيلية، وهي في يد الشرطة السياسية المغربية من خلال المديرية العامة للمراقبة الترابية.

سانشيز قد يكون ضحية ابتزاز مغربي بعد اختراق هاتفه

ويوم 6 ماي 2022، أكد حزب بوديموس العضو في الحكومة الاسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، قد يكون تعرض للابتزاز من طرف النظام المغربي، بعد التجسس على هاتفه لدفعه إلى تغيير موقفه من نزاع الصحراء الغربية.

ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن جاومي آسينس رئيس مجموعة “بوديموس” في مجلس الشيوخ، قوله إنه إذا تم تأكيد التجسس المغربي على هاتف رئيس الوزراء، فيجب “إعادة صياغة” الاتفاق مع الرباط بشأن الصحراء الغربية.

المغرب أول متهم في قضية التجسس على سانشيز

وفي 4 ماي 2022، كشفت وسائل إعلام أوروبية عن مؤشرات على ضلوع المغرب في فضيحة التجسّس على هاتف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن طريق برنامج بيغاسوس.

ونشرت عدّة صحف على غرار “ذ غارديان” البريطانية و”لوموند” الفرنسية، تقريرا لمنصة “فوربيدن ستوريز”، جاء فيه  أن المغرب قد يكون وراء التجسّس على أكثر من 200 هاتفا لمسؤولين في إسبانيا.

وكشف تقرير “فوربيدن ستوريز”، عن وضع برنامج بيغاسوس الذي تنشّطه شركة إسرائيلية لصالح عدّة زبائن دوليين على غرار المغرب، لهواتف الآلاف من المسؤولين بينهم مسؤولون إسبان كأهداف للمراقبة.

وأعلنت الحكومة الإسبانية يوم الإثنين أنها قدّمت شكوى بشأن التجسّس على هاتف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ووزيرة الدفاع مارغريتا روبلز.

ورجّح التقرير أن يكون المغرب وراء إدراج أكثر من 200 هاتف إسباني في قاعدة بيانات مشروع بيغاسوس للمستهدفين بالتجسّس.

يشير تقرير عن “بيغاسوس” إلى المغرب كمرتكب محتمل للتجسس على 200 هاتف محمول إسباني

وتعود حادثة التجسّس على هاتف سانشيز، حسب التقرير، إلى عام 2019. في عزّ أزمة تدفّق المهاجرين غير الشرعيين من المغرب إلى إقليم مليلية الخاضعة لسلطة إسبانيا.

كما تزامنت الواقعة مع توتر العلاقة بين الرباط ومدريد، إثر استقبال الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي لتلقّي العلاج في أحد مستشفيات إسبانيا.

أخبار ذات صلة

اخر الأخبار