ج. بوست: بايدن سيقدم كل التنازلات لإحياء الاتفاق مع إيران

تابعنا على:   20:07 2022-04-29

أمد/ واشنطن: أكد الباحث في منتدى كوهليت للسياسة ديفيد وينبرغ يوم الجمعة، أن اثنين من كبار الديبلوماسيين في إسرائيل، أرييل كاهانا وباراك رافيد، كتبا هذا الأسبوع أن الاتفاق النووي مع إيران الذي كان ينظر إليه في السابق على أنه حتمي، بات اليوم بعيد المنال.

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، تعتقد مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن فرص اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، ضئيلة.

وقالت، إنّ بايدن وجماعته يريدون وبشدة الاعتقاد أن الديبلوماسية يمكن أن تسوي الأمر، أو أنها على الأقل قادرة على تأجيل القنبلة الإيرانية حتى يصبح الوضع مشكلة لإدارة مقبلة..

زيقول صناع القرار الإسرائيليون إنه لا بد أن يدرك فريق بايدن للأمن القومي أن إيران ستبقى عدواً متصلباً لا يمكن إقناعه بالامتثال للمعايير الغربية للعلاقات السلمية. لكن وينبرغ يقول في صحيفة "جيروزاليم بوست" إنه لا ينبغي أن ينخدعوا بهذه التقارير المتفائلة.

أقصر وأضعف

وشددت، لا يعتقد الكاتب أن إدارة بايدن غيرت مسارها. هي لا تزال عازمة على التوصل إلى اتفاق نووي ناعم آخر مع آيات الله في إيران.

 ونوهت، سيجد بايدن طريقة لتفسير وتبرير أكثر الترتيبات غير المعقولة وغير المسؤولة والهشة والخطيرة مع إيران. الاتفاق آت رغم الحضيض المؤقت الذي ازالقت إليه المفاوضات. ووفق التقارير سيكون الاتفاق النووي مع إيران أقصر وأضعف من اتفاق أوباما المروع في 2015 مع آيات الله.

لماذا أضعف؟

وأضاف وينبرغ أن الاتفاق المقبل سيحفاظ على بنود الغروب العفنة ويبيض انتهاكات إيران النووية حتى اليوم مثل تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وسيسمح لإيران بالإبقاء على البنية التحتية للتخصيب النووي، ومشاريع تسليحية أخرى.

وتابع، لن يضمن الاتفاق تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنشآت النووية الإيرانية في أي وقت وأي مكان. وسيعبد الطريق أكثر أمام طهران للوصول إلى قنبلة في السنوات المقبلة.

واستدرك بالقول، لن يحصل بايدن على مفاوضات إضافية نحو اتفاق أطول وأقوى قبل أن تنتهي صلاحية الاتفاق القديم الجديد، وهو ما كانت إدارته وعدت به الجمهورين الإسرائيلي والأمريكي حين حددت أهدافها.

والأكثر إثارة للخوف هو أن الاتفاق سيمنح إيران مئات المليارات من الدولارات عبر تخفيف العقوبات ما سيسمح لها بإعادة تأهيل اقتصادها وتمويل وكلائها الإرهابيين وهيمنتها العدوانية.

سيستسلم

عوض إعادة فرض الضغط الاقتصادي الأقصى وبناء تهديد عسكري جدي، سيستسلم بايدن أمام إيران وسيقول إنه جلب السلام إلى الشرق الأوسط. ووفق لوينبرغ، ثمة سببان، سياسي وعملي، لإصرار بايدن على الاتفاق مع إيران.

أولاً وقبل كل شيء، تسعى إدارة بايدن إلى الانتقام السياسي الحزبي. هي ملتزمة بلا هوادة باستعادة الشرف الضائع للرئيس الأسبق باراك أوباما. هي متحمسة في الالتزام باسترداد بصمة أوباما في السياسة الخارجية، الاتفاق النووي مع إيران الذي انتقده الرئيس السابق دونالد ترامب بحدة وتخلص منه.

الإيرانيون يعلمون 

وأوضح، أن إعادة العمل بالاتفاق النووي تعني تبرئة أوباما بأثر رجعي ورفضاً شديداً لترامب. في الجو السياسي شديد التحزب في الولايات المتحدة، ليست العودة إلى الاتفاق النووي أقل من هدف مقدس.

وأضاف، سيفعل بايدن كل شيء، بما في ذلك تقديم أكثر التنازلات افتقاداً للمنطق لصالح إيران، لضمان بلوغ هدفه.

ولسوء الحظ، يتابع الكاتب، يدرك الإيرانيون ذلك ووضعوه في موقف صعب. هم يعلمون أن بايدن سيعطيهم في نهاية المطاف ملياراتهم وسيسمح لهم بالإبقاء على بنيتهم التحتية النووية، وكل ذلك من أجل المجد الأعظم لشبح أوباما.

مشكلة أمريكية

وأضاف وينبرغ غياب الإرادة الديموقراطية إلى هذه الحسابات. في المبدأ في السياسة الخارجية، لم يعد العالم الديموقراطي راغباً حقاً في التفكير في استخدام القوة العسكرية ضد إيران أو أي خصوم آخرين، من ضمنهم على الأرجح روسيا، والصين. إنه لا يراغب و لا حتى في تهديد عسكريجدي ضد إيران، ناهيكم عن سحق إيران عسكرياً بقاذفات استراتيجية حقيقية.

يضع الأمر أمريكا أمام مشكلة عملية لأن خمسة رؤساء أمريكيين، بمن فيهم بايدن، تعهدوا بمنع إيران من التحول إلى قوة عسكرية نووية.

تأجيل

لذلك، يريد بايدن وجماعته بشدة الاعتقاد أن الديبلوماسية يمكن أن تسوي الأمر، أو أنها على الأقل قادرة على تأجيل القنبلة الإيرانية حتى يصبح الوضع مشكلة لإدارة مقبلة.

وأشار، إلى أنّ  بايدن مصمم على الاتفاق مع إيران. وعلى إسرائيل ألا توهم نفسها بأن أي شيء غير اتفاق آخر سيئ جداً سيظهر قريباً. ونصح الكاتب إسرائيل بالاستعداد لمواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إيران ووكلائها، مع أو دون تعاون أمريكي.

اخر الأخبار