علىٰ هامش ٱلتَّعليم شيء من ٱلْمسْتقْبل

تابعنا على:   20:27 2022-04-07

أحمد عبد الحكيم البكري

أمد/ ينتابني كثيراً من ٱلْعجب وأنا أتابع ٱلتَّراشق بين  خريجي كليات ٱلتَّربية، وخريجي كليات ٱلآداب ،وغيرها من ٱلكليات ،وموطن نزاعهم من ٱلْذي أحق بٱلتّدريس في مدارسنا ٱلْحكومية من غيره؟! ثم يأتي نزاعٌ آخر بين المتطوعين ،وغيرهم ؛بأنهم أحق من غيرهم .ووجهة نظر ٱلتَّربويين، وٱلْمتطوعيين لا تخلو من ٱلصَّواب غير أنها نظرة قاصرة لأنهم ينظرون إلى ٱلْأمر بغير ٱلْعين ٱلْتي ينبغي أن ينظرواْ إليه بها فلا يخفىٰ على ٱلْقارئ أن ٱلتَّربية فن ،وعلم فينبغي أن يمتلك ٱلْمدرس ٱلْموهبة ٱلْفنية من حيث هي سمات لصيقة بشخص المدرس، ثم هو ينمِّيها من خلال ٱلْعلم ،وٱلْمعرفة فيصْقل ٱلْعلم تلك ٱلسِّمات ٱلْفنية، وٱلْملكات ٱلشَّخصية، وٱلْذي يدرسه ٱلطَّالب في كلية ٱلتَّربية في أربع سنواتٍ في ٱلْجوانب ٱلتَّربوية يدرسه طلاب ٱلْكليات ٱلأخرىٰ في سنةٍ واحدةٍ في ٱلدِّبلوم ٱلْعام في ٱلتَّربية، وربما كان خريج ٱلكلية ٱلأخرىٰ يمتلك سمات ٱلْمدرس وهيئته فيصقل ما وهبه ٱللّٰه بتلك ٱلدِّراسة ٱلنَّظرية فيكون أحق بالتَّدريس من أبناء كليات ٱلتَّربية أنفسهم، وٱلسُّؤال ٱلْذي يطرح نفسه ٱلآن ماهي جدوي وجود كليات ٱلتَّربية؟ وهذا سؤال أتخذه مدخلاً لما أنادي به من تنظيم جديد لكليات ٱلتّربية ؛لكي نحقق به ٱلْجدوىٰ من وجودها فينبغي إلغاء كليات ٱلتَّربية من حيث كونها تقبل ٱلطَّلاب في مرحلة ٱلْليسانس بعد ٱلْمرحلة ٱلثَّانوية بكل تخصصاتها لتصبح كلية ٱلدِّراسات ٱلْعليا في ٱلتَّربية فتقبل جميع خريجي ٱلْكليات ٱلأخرىٰ بدأ من خريجي كليات ٱلطّب إلىٰ خريجي ٱلْمعاهد ٱلْعليا ،وذلك بعد تكوين لجنة تربوية علمية من أساتذة ٱلتَّربية ،وتكنولوجيا ٱلتَّعليم ،وٱلْلغة ٱلْعربية ،وٱلْلغة ٱلإنجليزية بكل كلية ،وعمل ٱلإختبارات ٱللآزمة ،وقبول أفضل ١٠٠ طالب متقدم. وٱلأفضل أن يتم ٱلْقبول في حدود ٱلْخطة ٱلثُّنائية للمحافظة حيث أن ٱلدّراسة تكون على ٱلنَّحو ٱلتَّالي: دبلوم عام تربوي -ودبلوم خاص تربوي كل دبلوم لمدة عام يدمج فيها  ٱلدِّراسة ٱلنَّظرية مع ٱلتَّطبيق ٱلْعملي ،فيكون ٱلْعدد ٱلْمقبول هو إحتياج ٱلْمحافظة من ٱلْمعلمين بعد عامين فقط، فلا نرىٰ في ٱلْحقل ٱلتَّربوي إلَّا من كان به شغوفاً ينظر إلىٰ ٱلتَّدريس كرسالة يؤدِّيها للأجيال لا وظيفة يجتني منها ٱلْمال،وبنظرةٍ أكثر شمولية نعرض لمشكلة أخرى، وهي ربط ٱلنِّظام ٱلتَّعليمي بسوق ٱلْعمل حتىٰ لا تفقد ٱلشِّهادات ٱلْقيمة ٱلْعلمية ٱلتي تمنح للخريجين، ولكي نصل إلىٰ هذه ٱلْقيمة علينا بعمل خطة سبعية بعد ٱلشَّهادة ٱلْإعدادية ،وتكون درجات ٱلْقبول في ٱلثَّانوي ٱلْعام خاصةً طبقاً للعدد ٱلّذي نحتاجه بعد سبع سنين من ٱلْموظَّفين ،وٱلْباقي يقسَّم علىٰ مدارس ٱلتَّعليم ٱلْفني ،فلا يجد ٱلْحاصل علىٰ ٱلدِّبلوم ٱلْفني غضاضةً في أنْ يعمل فني، أو عامل في ٱلْقطاع ٱلْخاص ،وعند ٱلْحديث عن ٱلتَّعليم ٱلْفني ينبغي لنا أنْ نلقي ٱلضَّوء علىٰ مدارس ٱلتَّعليم، وٱلتَّدريب ٱلْمزدوج ،وٱلتي يطلق عليها (مبارك كول) نجدها فكرةٌ ممتازة، ويجب أنْ تعمم في مدارس ٱلتَّعليم ٱلْفني، ولكن يأتي ٱلْخطأ في ٱلتَّطبيق حيث يوجد ٱلْعديد من ٱلْمثالب نعالجها بأنْ يكون ٱلْتدريب في مصانع خاصة بٱلْقطاع ٱلْعام ،أو إنْ شئْنا من ٱلممكن أنْ يكون ٱلتَّدريب في مصانع ٱلْقطاع ٱلْخاص، ولكن بضوابط صارمة كأن يكون ٱلتَّدريب في مصانع متخصصة تبعاً للتخصص ٱلذي يدرسه ٱلطَّالب، ولاينبغي أن نغفل أمر ٱلْمقابل ٱلْمادي ٱلذي يتحصل عليه ٱلطَّالب ،فٱلْمقابل ٱلْمادي ضئيل ،وفي تخصص غير ٱلذي ينبغي للمتدرب أن يتدرب عليه يفقد تلك ٱلْمدارس ٱلْقيمة ٱلتي من أجلها أنشئت تلك ٱلْمدارس، وتغدو هذه ٱلْمدارس بلا مردود واقعي يساهم في خفض ٱلْبطالة، وكثرة ٱلْإنتاج، وتوفير ٱلْأيدي ٱلْعاملة ٱلْجيدة، ويبقى أمر في غاية ٱلْخطورة ،وهي ٱلْغاية من ٱلْعملية ٱلتَّعليميَّة. ينبغي أن تكون ٱلْغاية بناء فكري متكامل ينشئ إنساناً سوي في ٱلنَّواحي ٱلْإجتماعيَّة ،وٱلثَّقافيَّة، وٱلْإقْتصاديَّة، وٱلسِّياسيِّة ،ولا تكون ٱلْغاية من ٱلْعملية ٱلتَّعليميَّة هي ٱلْحصول علىٰ وظيفةٍ مرموقةٍ ،ورفاهيةٍ يتمتع بها إنساناً خاوياً من مقومات ٱلْإنسانية لايستطيع ٱلصُّمود في مواجهة ٱلتَّيارات ٱلْفكرية ٱلْمعاصرة، وهذا ٱلْأمر يقودنا إلىٰ ٱلْحديث عن علوم ٱلْآلة في بعض ٱلْكليات ،فلابد لنا أن ننهج نهج كليات ٱلْهندسة، فنخصص ٱلْفرقة ٱلأولىٰ لعلوم ٱلآلة ،ولنأخذ كليات ٱلْحقوق نموذجاً بحسبي أحد أبنائها فينبغي أن يدرس ٱلطَّالب في ٱلْفرقة ٱلأولىٰ علوم ٱلآلة بٱلنِّسبة للدراسة ٱلْقانونية كعلم ٱلنَّحو ،وٱلصَّرف، وٱلْبلاغة، وٱلْفلسفة، وٱلْمنطق، وأصول ٱلْفقة، وهذا ٱلأمر كان موجوداً في ٱلْجامعة ٱلْمصريَّة ٱلْقديمة بل أزيدك من ٱلشِّعر بيتاً حينما تعرف أنَّ بعض رواد ٱلْجامعة ٱلْقديمة كان مقيداً في كلية ٱلْآداب بقسم ٱلْلغة ٱلْعربية، وكليةٱلْحقوق معاً، وهو ٱلدُّكتور /محمد مندور .وإنك لتعجب أيضاً حينما تعرف أن ٱلْجامعة تغيِّر لوائحها من أجل طالب بٱلْقسم ٱلْعلمي في ٱلثَّانوية ٱلْعامة ،وتقبله في صفوف كلية ٱلْآداب قسم ٱلْلغة ٱلْعربية، ورغم ذلك ترك ٱلْجامعة لم تغني عنه شيئاً ،ولم تشفي غلته أنه شيخ ٱلْمحققين أبوفهر محمود محمد شاكر .فٱلْجامعة في هذا ٱلْوقت كانت جامعة لمن يستحق أن تجمعه مانعة لمن يستحق أن تمنعه فكان لخرِّيجها وزناً ،وقيمةً في ٱلشَّارع ٱلْمصْريّ ،وٱلْعربيّ أنذاك .

اخر الأخبار