في أسباب تصحر الحياة السياسية الفلسطينية

تابعنا على:   14:13 2022-04-04

محمد مشارقة

أمد/ يعتقد البعض ان المقاومة والكفاح المسلح الفلسطيني، هو طريق واحد متصل بالسماء والمقدس، وكل من يساءله او يناقش جدواه المرتبط م بالضرورة بقدرة الشعب على الاحتمال، يصنف على قائمة الخونة والمرتدين. ويشارك في الزفة والترهيب، شيوخ الجوامع وباعة الدواجن والخضار وانصاف المتعلمين. كل ذلك يجري باستيراد أفكار وتنظير مستهلك ولم يعد صالحا، يقول بالشرعية الثورية والطليعة التي تسبق عصرها وشعبها، ولهذا يحتاج جمهورها على الدوام الى التعليم والتوعية بمصالحه التي لا يدركها الا الثوري الطليعي، او الشيخ الذي بات اسمه داعية او عالما. لا ينطبق الامر على النخب السياسية وحسب بل ويتعداه الى عالم الاكاديميا والبحث العلمي. وتنتشر شعبوية ترهيبية تجعل المثقف يبتعد عن المساهمة الجدية في ابداع مخارج سياسية او انتقاد سياسات كارثية. وقد ساهم انتشار وسائط التواصل الاجتماعي وسيطرة الرعاع والدهماء الذي احترفوا الفتاوي والتجريم والتخوين والترهيب على المشهد السياسي والاجتماعي. يلوذ المثقف المستقل والمجتهد بالصمت او النشر بلغة اجنبية او الانعزال والتقوقع في الأطر والحلقات الاكاديمية الضيقة، خوفا وتقية ورد أذى. وفي ذات السياق، تعيد الأحزاب والفصائل السياسية وتكرر أديباتها المتقادمة والتي علاها غبار الزمن والمتغيرات، خوفا من الجدل والحوار، الذي سيفضي بالضرورة الى هز عرش القيادات الجاثمة على عروشها التنظيمية وبعضها تجاوز نصف قرن او يزيد. 
ثم يأتيك من يسأل: لماذا كل هذا التصحر والسلبية في الحياة السياسية الفلسطينية؟

كلمات دلالية

اخر الأخبار