لابيد...صورة اقتحامية القدس العتيقة رسائل سياسية قادمة!

تابعنا على:   09:40 2022-04-04

أمد/ كتب حسن عصفور/ بشكل، يبدو مفاجئا جدا، أقدم وزير خارجية دولة الفصل العنصري يائير لابيد على اقتحام باب العامود بالقدس العتيقة، تحت حماية أمنية مكثفة، ليكون أول مسؤول بمكانته الحكومية يقدم على تلك الخطوة "التي كانت يوما سببا في تفجير الأرض الفلسطينية المحتلة، وأطلقت المواجهة الأطول في تاريخ الصراع مع دولة الكيان.

يوم 3 أبريل 2022، قام لابيد، بجولته الاقتحامية للقدس، في مظهر أمني احتفالي، مبتدأ حملة ترويج ذاته كرئيس حكومة قادم بشكل مختلف عن الآخرين، وأن ما سيكون نحو تعزيز البعد التوراتي – التهويدي، قضية مركزية وأولوية سياسية حلال توليه المنصب.

رسالة لابيد للداخل الإسرائيلي، متطرفين، إرهابيين وسياسيين، أنه بدأ من حيث لم يجرؤ نتنياهو، بينيت وقبلهم براك القيام به، بالذهاب الى قلب القدس تأكيدا لرؤية صهيونية خاصة، دون أن يقيم حسابا للطرف الفلسطيني، بعدما اختبر رد فعله يوم قيام الإرهابي بن غفير باقتحام "الأقصى"، دون أن يجد ردعا شعبيا أو حراكا وطنيا.

لابيد، عبر الاقتحام، أرسل رسالته للطرف الفلسطيني، خاصة من التقاه، أنه أكثر تهويدا من "المدعيين"، وأن القدس بكاملها خارج نطاق البحث، حارقا بشكل كلي ما نص عليه الاتفاق الموقع بين منظمة التحرير وحكومة إسرائيل زمن رابين، بدلا من أن تكون القدس للتفاوض باتت القدس خارج التفاوض، وفقا لرسالة رئيس حكومة الكيان القادم من باب العامود مساء الأحد 3 أبريل.

لابيد، عبر الاقتحام، يقول لأمريكا، انه لن يسمح بفتح قنصلية خاصة لها في القدس الشرقية، وفق "وعد بايدن" للرئيس عباس وفريقه، وكأنه يستبق أي محاولة للقيام بذلك.

لابيد، عبر الاقتحام، أرسل رسالة استخفاف كامل الأركان بمن شارك في "قمة النقب – قبر بن غوريون الوزارية"، أن دولة الكيان لا تقيم وزنا ولا أهمية سوى لما تريد تقريره، وهي من يحدد ما لها وما ليس لها من فلسطين التاريخية.

لابيد، عبر الاقتحام، يؤكد لبعض العرب أن التفاهمات حول الحرم القدسي ليست "مقدسة"، وربما يستعد لتغيرات تكسر بعضا منها، زمانا ومكانا.

لابيد، عبر الاقتحام، قال لأوروبا أنها غير ذي صلة بما يحدث في القدس، وها هو من قلبها يعلن ذلك، وفي خطوة لم يقدم عليها أي مسؤول إسرائيلي بمكانته الحكومية.

رسائل "الاقتحام" لن تتوقف عند حدودها العلنية، بل قد تفتح الباب لتشجيع قوى الإرهاب الإسرائيلية لتكثيف حركة التهويد، وتعزيز الحضور اليهودي داخل قلب القدس والحرم والبراق ساحة وجدارا.

عملية الاقتحام، هي جس نبض جديد من رئيس حكومة مرتقب للفعل الفلسطيني، قبل العربي والغربي، وعليه سيرسم حدود الذي سيكون من قرارات وخطوات، ومرور الحدث كما مر اقتحام الإرهابي بن غفير، سيفتح الباب من الآن فلاحقا لقيام قادة الكيان بتعزيز وجودهم في القدس الشرقية والحرم القدسي، والانتقال لمرحلة جديدة من مراحل تكريس البعد التوراتي في المدينة على حساب البعد الفلسطيني.

مرور اقتحام لابيد، عبر بيان استنكار من جهة مرتعشة لا غير، هي رسالة تسليم فلسطيني رسمي بأن القدس الشرقية ليست هدفا مركزيا لها، وأنها قد تقبل بملامح تسوية تتوافق والبعد التهويدي، خاصة وأن الذي قام بفعل الاقتحام من يفترض أنه "شريك لهم" في مسار الضلال السياسي.

الأمر لا يقتصر على السلطة القائمة في رام الله، بل على مختلف المكونات الرسمية في بقايا الوطن، وبالتأكيد أيضا مصر والأردن وكذا الجامعة العربية، وربما تصل الى دول اتفاقات التطبيع الأخير.

الرد الرسمي الفلسطيني على "اقتحام لابيد" سيرسم ملامح الرد العام...فالصمت هدية تهويدية لا تقبل التبرير...!

ملاحظة: دولة الكيان عاملة "استعراض أمني" كأن الحرب على الباب.. بتحاول ترهب السلطة من "أي هفوة غضب" ضد دولة التطهير العرقي..والحكي عن "حارس الأسوار 2" رسالة لأمن حماس بعدم السهو ويطلع صاروخ بالغلط..الرد على زفتهم  مش بكم صاروخ حكي..فالضفة والقدس بتنادي!

تنويه خاص: شكلها إدارة بايدن زحلقت الرئيس عباس وفريقه وتناست وعودها بفتح قنصلية القدس وفتح مكتب واشنطن...بصراحة اللي صدق هيك إدارة واي إدارة من بلد "راس الحية" يا غبي يا غبي أكثر...!

اخر الأخبار