سعيد أو شقي

تابعنا على:   09:10 2022-04-03

فايزة محمد المصري

أمد/ يعمر احدهم، وآخر في اللفة يموت، كل ستسقط ورقته، فالارض خلق منها وعاش عليها ويدفن فيها، والدنيا كلها لاتساوي عندالله عز وجل جناح بعوضة ، لذا لا يحق أن يكون حزنك الدائم على الأشياء الدنيوية الرخيصة ، والجنة غالية والمؤمن الكيس الفطن لا يحزن الا على فوات الآخرة ، على كل لحظة تضيع من عمره و لم يغتنمها في طاعة الله، فالمال لن ينفع ، الا اذا استعمل فيما يقرب من الله ، والاهل لن ينفعوا ولن يغنوا عنك شيئا الا اذا اخذتوا بايدي بعضكم البعض نحو طاعة الله ، انك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث وحدك ، فاحذر رعاك الله المقام بين الجنة والنار . 

 ربّ دمعة منك تطفئ غضب ربك وقطرة من دم في شهادة تمحو زللك ونفس باسف ينسف ماسلف ، وخطوات في مرضاته تغسل الخطيئات وتسبيحة تغرس لك اشجارالخلد ، تذكر أيها الحبيب الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فالمؤمن لو كان انعم الناس فذلك بالاضافة الى ماله في الجنة كالسجن ، والكافر لوكان اشد الناس بؤسا فذلك بالنسبة الى النار جنته ، المؤمن قيد ايمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرف ، الجنة دار الخلد والنعيم تحيا فلاتموت ابدا وتتنعم ، لاتحزن على مافاتك فان عندك نعما كثيرة ، مهما كان حرمانك فهو لخير اراده الله لك وقدره تقديرا، فكر في نعم الله الجليلة الجزيلة واشكره على هذه النعم واعلم انك مغمورا بعطياته ، لاتحزن على شئ لايستحق الحزن واعرف ثمن الشئ الذي تحزن من اجله ، فان مايثبت السعادة وينميها ويعمقها ان لاتهتم بالامور التي لا سيطرة لك عليها و اهتم فقط بما يستحق الاهتمام به . 

 

    لا تهدر طاقتك أو وقتك فما يذهب من العمر لن يعود ، صاحب الهمة العالية همة الاخرة ، وتغذى على المثابرة فكل عناد ايجابي له هدف ، وان الله لايضيع اجر من احسن عملا ، المسلم يجب ان يحب الحياة حتى يبدع ويبتكر وينجز ويتطور ويفعل الطيبات فهي مزرعتة الخاصة بحصدها بالآخرة ، زلتعلم عزيزي بأن صخور لعبة الواقع ، كالرحلة مهمة كغايتها اسال نفسك رحلتك الى اين؟ ماهي وجهتك؟ ماهي محطتك الاخيرة؟ قال الله " لِمَن شَاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدّمَ أَو يَتأَخّر " لم يُذكر في الآية واقفا؛ لأنه لا منزل بين الجنة والنار. فمن لم يتقدم بالأعمال الصالحة فهو متأخر بالأعمال السيئه. [ابن القيم] ، وهنا يجدر بك استثمار الفرص ، فان اي لحظة منحة الاهية وان مسؤوليتنا ان نحقق اقصى استفادة من تلك الفرصة ، قد تتغير مسيرة حياتك التحديات الجديدة التي تستنهض و تستفز وتحفز نحو تحقيق اهدافك فالتغير والتغير نحو الإستفادة من كل فرصة بل ومن كل ثانية ربما ظننتها قصيرةومتطلبات الحياة لاتنتهي ، تشعر وكأنك ترغب في مواصلة السير ، لاخيار لك ، وربما يتجاهل المرء احدى الفرص لظنه انها فرصة بسيطة للغاية ، لانه لااحد يعرف الام يؤدي اي شئ في البداية ، كل طريق جديد فيه رهبة الاكتشاف فهو مجهول ، ردد دوما انني استطيع النجاح امتليء بالثقة وعليك أن تؤهل نفسك وتدرك ان ثمة احتمالا لان تبدا من نقطة الصفر عندما تقرر القفز في المياه الباردة ، هكذا النظرية العملية و العملية ، من لايطلب شيئا لايحصل على شئ ، كثف تركيزك على ماترغب حقا في الوصول اليه ثم وسع خلفه و وسع خلقك معه ، وتذكر كل انجاز يصنع فرصة للانجاز التالي ، كن فاعلا وان عدم الخوف من الفشل لهو درس تعليمي مرتقب ستدركه فالنجاح قادم بإذن الله فلا تنحني ، ولتحاول ذلك ، ردد بينك وبين نفسك... لابد ان اقحم نفسي في العمل نحو الانجاز ، تزود بكل من النمو الارتقاء التطور الهمة الارادة والأهم لاتحزن من فعل الخلق معك وانظر الى فعلهم مع الخالق ان الله يقول عجبا لك ياابن ادم خلقتك وتعبد غيري ورزقتك وتشكر سواي اتحبب اليك بالنعم وانا غني عنك وتتبغض الي بالمعاصي وانت فقير الي خيري اليك نازل وشرك الي صاعد فيا ايها العزيز (الجحود اقرب للانسان من العرفان والامتنان) هي ميول ودية جاذبة جيدة ايجابية ، أو ميول سيئة سلبية طاردة ونظرة قاصرة نظرة متعددة الجوانب ، صخور واقع الحياة لا تدع اهتمامك بها يهنيك ، يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ولوشاءالله لاعنتكم ، وهنا عليك وحدك أن تقرر وتختار ، ماهي محطتك الاخيرة ، سعادة او شقاء ؟ ما زالت الفرصة امامك ، تصوّر معي انك يوم القيامة واقف خائفا وسط الناس المرعوبين وسط الضجيج ودموعك تنزل على خدك تنتظر وقوفك امام الله ليحاسبك ، وتتذكر المعاصي وتقول يا لَيْتني لم افعل كذا وكذا يالَيْتني تبتُ قبل الموت ياليْتني قدمت لحياتي ، يا لَيْتني أَرْجِع الى الدنيا لأعبد الله.

لحظة انت الان ما زلت هنا على الارض قُم واسرع اهرب الى الله قبل ان تعيش تلك اللحظة ، اختار السعادة لا الشقاء.

كلمات دلالية

اخر الأخبار