وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي يوقع كتابه "في قلب الأحداث"

تابعنا على:   21:55 2022-04-01

أمد/ القاهرة: وَقع وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي كتابه "في قلب الأحداث" الذي انطلق بالجامعة الأمريكية.

وقال: إن "العمل العام أمانة ومسئولية تجاه المؤسسة الحكومية بالكامل، مضيفا أن الوضع العربي من حيث التوازن السياسي أو فيما يتعلق بمعدلات التنمية يتراجع"، مضيفًا أن ذلك كان دافعا لكتابة في قلب الأحداث.

وتابع أنه مع الاضطراب الدولي نجد أن العالم العربي بدأ يسعى لتحريك الأمور بنفسه وليس بالاعتماد على الدول الأخرى.

وعن التواريخ توقف عن 1967 التى اعتبرها نهاية القومية العربية كما جاء في الكتاب، مؤكدا أن الوحدة العربية انتهت عام 1990 بغزو الكويت، مضيفا أن العمل المشترك والواقعي أفضل كثيرا من اللجوء إلى الشعارات.

وقال إن توازن القوى في الشرق الأوسط ليست فى صالح العرب، مضيفًا أنه لا يوجد حل إلا التضامن العربي للحفاظ على الأمن القومي العربي.

وأضاف أن الريادة المصرية تتطلب طرح سبل التعامل مع الواقع العربي المعاصر، مضيفًا أن مصر هي الدولة الوحيدة التى يمكنها قيادة الحوار العربي من كافة الجوانب.

وأوضح أن العلاقات مع أمريكا لا بد أن تفهم من زواية أن الأمريكان يتسمون بشعور بالتميز على الغير، فضلا عن أن المصالح الاقتصادية هي ما تحكم تحركات وتوجهات أمريكا  السياسية.

وقال إن اختلاف الأولويات هو ما يفرض الخلاف بشأن بعض القضايا، لافتا إلى أن مصر على سبيل المثال عارضت دخول الأمريكان العراق عام 2003.

وعن العلاقات مع روسيا قال إن الدرس الذي يجب فهمه من الغزو الروسي لأوكرانيا هو أنه لا بد من تنويع البدائل الدبلوماسية إلى روسيا والصين بجانب أمريكا، لافتا إلى أن موقفه الشخصي هو رفض الغزو الروسي، مشددا على أن الغرب تغاضى عن تجاوزات عديدة تجاه روسيا ثم كانت هذه هي النتيجة.

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية ووزير الثقافة اللبناني الأسبق، غسان سلامة إن مذكرات الوزير والسفير نبيل فهمي تعد ثرية لمن يسعى لتعزيز معرفته بنصف القرن المنصرم من الدبلوماسية المصرية، كما من سياسات الدول في منطقتنا من العالم، ثرية لدرجة يحار القارىء معها أي مسألةٍ يتوقف عندها للدلالة على دقة الكلمة، وصدق العرض، وجودة الاضافة.

وأكد سلامة أنه عند قراءة الكتاب فيجب التطرق إلى 3 محاور، الأول يتعلق بقضية ورثها نبيل عن ابيه، وبجدارة، وهي معضلة انتشار السلاح النووي، ذلك أن تملك إسرائيل لذاك السلاح عدٌل نوعياً من ميزان القوى معها، سعت دول عربية احياناً لحيازة ذلك السلاح هي أيضاً، ولكنها جوبهت، على عكس إسرائيل، بمعارضة دولية حاسمة حرمتها من هذا الخيار، كان الطريق الآخر المتاح إعلانُ الشرق الاوسط منطقةً خاليةً من السلاح النووي، وهذا كان خيارُ مصر التي عملت عليه عقوداً ولم توفق فيه.

وقال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة د. أحمد دلال، إننا في القلب من مناسبة خاصة لتكريم إحدى الشخصيات البارزة في الدولة المصرية، والتي لعبت أدوارا محورية في المجال الدبلوماسي والسياسة الخارجية على مدار عدة عقود، وأن استضافة تلك المناسبة تمنحنا شرفا خاصا لمناقشة كتاب العميد المؤسس لكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية، والتي تصنف ضمن أفضل الكليات بفضل جهود وزير الخارجية السابق نبيل فهمي.

وتابع: "يدور حديثنا اليوم حول كتاب "في قلب الأحداث"، والذي يتناول ما وقع وجرى طوال حوالي نصف قرن من الدبلوماسية في العالم العربي، وقد نشأ الوزير الأسبق نبيل فهمي في بيت الدبلوماسي المعروف بنزاهته إسماعيل فهمي والده الغني عن التعريف، وأن كلا منهما قد خدم بلاده بشكل مشرف".

وواصل: علينا تسليط الضوء على نبيل فهمي كـ"معلم"، وأن الرغبة الأساسية وراء الكتاب تتمثل في نقل تجاربه إلى الجيل الأصغر، وأن أدواره المهمة كمعلم لا تقل أبدا عن إسهاماته كدبلوماسي، وأنه قد عمل دائما في جميع الأحوال باعتزاز بالغ ببلاده وسط حرص دائم على بناء الجيل القادم من الدبلوماسيين المصريين والقادة في مصر والمنطقة العربية.

وقال وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: "علينا تهنئة الوزير الأسبق نبيل فهمي في يوم إطلاق كتابه "في قلب الأحداث"، فالعديد من الأواصر تربطني بنبيل فهمي، فكان والده إسماعيل فهمي "أستاذي"، وكان هو "تلميذي، ثم زميلي، ثم وزيري"، وأنه في جميع تلك المراحل كان ولا يزال "صديقي"، وعند إطلاعي على نسخة مبكرة من الكتاب فقد تم تذكيري بأحداث مهمة ذات صلة بمصر حاضرا ومستقبلا، وذكريات استدعيتها بأدبياتها ووقائعها."

وأضاف: "خرجت من قرائتي للكتاب بـ"خلاصتين"، أولهما أنه يعكس جهدا متميزا في مجال المذكرات السياسية، وثانيا أنه يشكل إضافة مهمة لما كتبه وزراء وسفراء سابقون عن مسارات السياسة والدبلوماسية المصرية، وأن تلك المؤلفات أشبه بـ"سلسلة" يشد بعضها بعض، يستوجب معها توصية "شباب الدبلوماسيين" أن يستفيدوا منها وأن يطلعوا عليها ويدرسوها، حيث تتيح كما من المعلومات وقدرا كبيرا من الرؤى لمسار السياسة المصرية لما سبق فترة الرئيس مبارك وسنوات حكمه الثلاثين، وما تلا ذلك من أحداث وتطورات."

وأشار موسى إلى أن المنطلق الفكري للكتاب في خطه العريض، وفي مختلف تجلياته إنما يؤكد أن تلك المذكرات جميعا بالأحداث التي تضمنتها إنما تشكل "مدرسة فكرية"، تتعلق بالسياسة المصرية في مرحلة ذات حساسية خاصة وما أمتدت إليه من تأثيرات تتعلق بحاضر مصر ومستقبلها القريب قبل البعيد.

وأكد رئيس مكتبة الإسكندرية د.مصطفى الفقى على أهمية الاحتفاء بكتاب وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى، مشيرا إلى أهمية الدور الذى يلعبه الناشر إبراهيم المعلم، الذى استطاع أن يجعل من كتاب الوزير الأسبق نبيل فهمى «مادة جذابة»، ضمن عديد من الإصدارات والمطبوعات المهمة، والتى جاء من أهمها مذكرات وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، بجزأيها، وبذلك نرى أن دار الشروق تقوم بإكمال دورة كاملة لما يجب أن يكون عليه العمل الثقافى.

وأضاف: إن الحديث عن كتاب «فى قلب الأحداث»، لا ينفصل عن الحديث عن المؤلف الذى يعد ابنا للوطنية المصرية، صاحب الكبرياء الوطنى وأن والده إسماعيل فهمى يمكن اعتباره مؤسسا للمدرسة الدبلوماسية المصرية الحديثة، والذى ظل أيقونة وزارة الخارجية حتى الآن، ومدرسة استقلال الخارجية والكبرياء الوطنى تضم أيضا قامات بحجم نبيل فهمى وعمرو موسى.
وأوضح الفقى، أن الحديث عن إسماعيل فهمى لا ينفصل عن ابنه نبيل، لأن الأخير قد ورث من الأول الكبرياء الوطنى والأمانة والكرامة بشكل ملحوظ،

مضيفا: علاقتى بوزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى «طيبة للغاية»، وأنه قد بدأ يلمع حينما بات مستشارا لوزير الخارجية عمرو موسى، ليصبح قريبا من عقل الوزير، ويتخطى مساعديه بأدوار مهمة، ويقوم بإعداد ما يلزم الوزير من ممارسة مهام منصبه، وأن فهمى استطاع ترسيخ مقولة أن «معيار الكفاءة» يغلب على «معيار الأقدمية»، واستطاع أن يجد لنفسه مساحة قيمة فى كل مايقوم به.

واستطرد، أن الكتاب هو جزء من كتب السير الذاتية التى انتعشت فى الأعوام الأخيرة، وأنه حسنا فعلت دار الشروق بنشر هذا الكتاب الذى وثق للوقائع التاريخية المهمة، وأننى قد بدأت فى التعاون مع الدار، خلال بداية الثمانينيات، عبر كتابى «الأقباط فى السياسة المصرية»، وشرفنى بمراجعة الكتاب الوالد الراحل «محمد المعلم»، والذى اعتبره «مناضلا» وليس مجرد كاتب أو صحفى، وكانت قيمته كبيرة للغاية، وأن المهندس إبراهيم المعلم ورث عنه جميع صفاته العلمية والثقافية والفكرية.

وتابع: "مذكرات نبيل فهمى يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل، الأولى الخاصة بعمله فى وزارة الخارجية، بكل ما فيها، ومرحلة كونه سفيرا فى اليابان وواشنطن، قبل أن يشغل المنصب المرموق وزيرا للخارجية، والذى تولاه فى ظروف صعبة للغاية، خلال سياق بالغ الصعوبة والتعقيد، وفى رأيى أنه استطاع أن يعبر بنا فى هدوء، وأن يتعامل مع شخصية عاقلة كالمستشار عدلى منصور، وأن يتعامل مع زملائه بقدر كبير من النبل، ووسط ذلك كله لم يفرّط فى أى موقف من مواقفه، وهى الصفة التى ورثها من والده إسماعيل فهمى، والأخير قد سبق واعتذر عن منصبه اعتزازا بوجهة نظره."

وواصل الفقى: "ظل نبيل فهمى متمسكا بمواقفه، ومتسقا معها، ودوما ما يضع أمام عينيه، ما يمليه عليه كبرياؤه ومكانته واسمه، لذا أدعو الأجيال الجديدة أن تقرأ وتطالع كتاب «فى قلب الأحداث»، والذى تتلمس معه فورا أن من كتبه «دبلوماسى قدير»، لأنه مكتوب بلغة دبلوماسية، طغت عليه المصداقية أكثر من «الجاذبية» التى لا يخلو منها أيضا، وأننى أهنئه لما كتبه، وأنه قد استطاع أن ينضم لصفوف وزراء الخارجية العظماء، الذين دونوا وكتبوا مؤلفات تبرهن على أن المدرسة الدبلوماسية المصرية عريقة للغاية،" صاحبة الخبرات التى استقرت فى ذهن الشعب المصرى.

اخر الأخبار