الإحتلال والعنصرية المهزومة

تابعنا على:   20:22 2022-04-01

عدنان الصباح

أمد/ ابدا لن تستطيع اجهزة امن الاحتلال ان تكتشف ذلك الفلسطيني الذي سيشهر سلاحه وسط احد اسواق تل ابيب فجأة ودون سابق انذار مهما امتلكت من عدة وعتاد وامكانيات فهناك الفلسطيني الملتحي واليهودي الملتحي ... الفلسطيني الاشقر واليهودي الاشقر وكذا الاسمر والحنطي وما شابه فيوجد فلسطيني بعيون زرقاء كما ان هناك يهودي ببشرة سوداء فكيف اذن ستحمي دولة الاحتلال مواطنيها من الدرجة الاولى دون ان تتمكن من ايجاد اليات لاكتشاف الفلسطيني من النظرة الاولى.
على دولة الاحتلال الصهيوني ان تتذكر جيدا ماذا فعلت بهم الدول العنصرية وفي مقدمتها المانيا الهتلرية حين اجبرتهم على وضع اشارات على ملابسهم تدل على انهم يهود فهل ستلجأ دولة الاحتلال الصهيوني لإلزام الفلسطيني بلبس اشارة تعريفية لتتمكن من اتخاذ الاحتياطات من نواياه وهل يمكنها ذلك بالفعل.
في فلسطين التاريخية يعيش الفلسطينيون واليهود مناصفة أي ان هناك 7 ملايين فلسطيني مقابل سبعة ملايين يهودي والفارق الوحيد والخطير بينهم ان هناك سبعة ملايين قنبلة فلسطينية موقوتة بسبب اجراءات الاحتلال وهذا الامر لا ينطبق على اليهودي وهذه القنابل الموقوتة لأي سبب كان سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا او دينيا او فكريا لن تجد متنفسا لها الا الاحتلال ومن يحميهم هذا الاحتلال.
العنصريون عميان البصر والبصيرة عادة وهم لشدة غطرستهم ينسون كل شيء ولا يدركون الحال الا كما يتمنون واذا لم تتمكن دولة الاحتلال من التخلص من احلامها العنصرية والقبول بالدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة كدولة مدنية ديمقراطية فإنها تحكم على نفسها ورعاياها من اليهود بالدمار اجلا ام عاجلا.
الصهيونية هي دين دولة الاحتلال وليست اليهودية ابدا والا لاعترفت هذه الدولة بحقيقة الامر وقبلت بالعودة الى فلسطين التاريخية التي قبل شعبها ولا زال يقبل بمشاركة اليهود ارضهم واذا لم تتمكن هذه الصهيونية من الاعتراف باستحالة تطبيق افكارها على ارض الواقع فعلا فإنها حتما ستقود ناسها الى كارثة جديدة
ليس للفلسطيني ما يخسره سوى العذاب وهو بالتالي لن يعنيه امر غيره وهي مسئولية تقع اولا واخرا على العنصريين من حملة فكر الاحتلال الصهيوني لأرض الغير وعليهم ان لا يصغوا ابدا الى تجربة اسيادهم في واشنطن ممن تمكنوا من الغاء عرق عن وجه الارض واستبداله بكشكول الشحاذين المسمى اليوم الولايات المتحدة الامريكية وهو الدرس الاخطر في تاريخهم ولولا ان اسيادهم قد استفاقوا باكرا بإلغاء العنصرية الداخلية ومحاربتها بما في ذلك تلك التي كانت موجهة ضد اليهود انفسهم ذات يوم واعتنقت الديمقراطية مبدأ علنيا لها لما كان لها ان تواصل وجودها.
ان الرسالة الاخطر التي تركها المقاومين الفلسطينيين في النقب والخضيرة وتل ابيب هي ان لا مجال لكم للهروب منا ومواصلة قمعنا والتنكر لحقوقنا وان السلام ممكن فقط حين يكون سلاما يمنح الفلسطيني ارضه وكرامته وحقوقه كاملة غير منقوصة بما يشمل كل ارضه من حيث عاش ولا زال يعيش وسيبقى فليس للفلسطيني من مكان يعرفه سوى وطنه ولا من مكاسب يخسرها سوى وجعه اليومي المتواصل بفعل الاحتلال.

كلمات دلالية

اخر الأخبار