في يوم المسرح العالمي

تابعنا على:   12:11 2022-03-28

جلال نشوان

أمد/ في يوم المسرح العالمي ، أتمني التوفيق لأصدقائي من الفنانين المسرحيين المبدعين ، الذين حملوا فلسطين دوما في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم ، والذين قاتلوا بشراسة ، لتبقى فلسطين حاضرة بين الأمم ويرفرف علمنا في بقاع الأرض ، واقول لهم وللفنانين العرب كل عام وانتم بالف خير

وفي هذا المقام أحيي الجنود المجهولين الذين قدموا الغالي والنفيس ، لتقديم الفكرة الخلاقة والمبدعة والجميلة على خشبة المسرح الفلسطيني

وفي الحقيقة :

كم نحن بحاجة للارتقاء بهذا الفن الجميل وهنا اتذكر أصدقائي الفنانين المبدعين الاستاذ علي ابو ياسين ومصطفى النبيه وجواد حرودة وكل المسرحيين من الأحبة الذين قاتلوا بشراسة ليظل المسرح الفلسطيني ماثلاً في الوجدان

لأن المسرح وسيلةً جميلة للتفاعل مع قضايا المجتمع وبالتالي فإنّ المسرح يُعدّ وسيلةً للتأثير وإحداث التغيير في المجتمع؛ وذلك من خلال تعزيز الخطاب والحوار الاجتماعي، وإلقاء الضوء على جوانب مختلفة في المجتمع، وإظهار وجهات النظر المعارضِة، ممّا يُساهم في دراسة المشكلات المجتمعية ومحاولة إيجاد حلول لها، وعلى المستوى الأوسع فإنّ الفنون المسرحية تُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعاً على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة في المجتمع،

القضية ياسادة في منتهى الأهمية :

لأن المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية وخاصة صراعنا المرير مع الإحتلال الذي أقتلع شعبنا من جذوره واستوطن مكانه في أكبر مؤامرة دولية عرفتها البشرية

بالإضافة إلى أنه يُعنى بأداء البطولات الرائعة لمناضلاتنا ومناضلينا ، وكذلك تجسيد المواقع البطولية التي خاضها قادتنا العظام ...وياليتهم يجسدوا مسرحية جميلة الاستشهادية دلال المغربي وغيرها من شهيدات وشهداء الوطن

و يلعب المسرح دوراً هاماً و بشكل مباشر أمام الجمهور، ويتفاعل الجمهور مع الأداء الدرامي بالفكاهة ويرسم االبهجة، والسرور ويُقلّل من التوتر، ممّا يؤدّي إلى تحفيز المشاهد للعمل ويجعلنا نكتشف الذات والتعبير عنها والتحليق في فضاءات الابداع ووطرح الأفكار الخلاقة واكتشاف المهارات والقدرات

وهنا نتوجه إلى الأخوة في وزارتي الثقافة والتربية والتعليم بالعمل على تفعيل المسرح في المدرسة و تدريب الأطفال على المسرح ، لتنمية ، روح الفريق، في نفوسهم وبناء الصداقات والعلاقات القوية، و التواصل مع الآخرين، حيث يُؤدّي ذلك إلى تنمية المهارات لدى الأفراد في مختلف نواحي الحياة.

ايها السادة الأفاضل :

اغرسوا في نفوس أبنائكم حب المسرح

لأن المسرح وسيلةً لمعرفة الإنسان وجوانبه المختلفة، ويكشف عن خفايا في الشخصية الإنسانية، فبعض الأعمال الكلاسيكية تُساعد المُشاهد في فهم الأشخاص وتوقّع ردّة فعلهم على بعض المواقف، فيُصبح الفرد أكثر إدراكاً للطبيعة الإنسانية، وأقدر على فهمها وفهم نفسية الآخرين

اكتساب المهارات المختلفة لدى الأبناء ،من خلال اشتراكهم بالفنون المسرحية، ومن أبرز هذه المهارات ، التواصل مع الآخرين ، واكتساب مهارات التواصل و تطوير مهارات الاستماع ، لأنّ الأداء المسرحي يتطّلب الجمع بين الأفكار والقدرات الإبداعية لجميع المشاركين، حيث يتحدّد نجاح العرض بنجاح أداء جميع الأفراد، وبالتالي يُصبح الشخص مُشاركاً في المناقشات والتمارين الجماعية.و الرؤية بمنظور مختلف:

وغني عن التعريف يُؤثّر العمل المسرحي في منظور المُمّثل والمُشاهد على حدّ سواء، فالمُمثّل يستخدم جسده، وصوته، والجمادات بطريقة فنيّة ليوصل فكرةً ما، أو لإظهار جوانب إنسانية ودوافع مختلفة، أو لتمثيل الصراعات وحلولها، فيكون المسرح وسيلةً لإيصال أفكار جديدة ومتنوّعة، ومن المُمكن أن يُوضع المُمثّل في بعض المَشاهد في مواقف فكرية وعاطفية لن يتعرّض لها في حياته.

وانا أتحاور مع اصدقائي عن أهمية المسرح في المدرسة ، لمست في نفوسهم حجم التعاطف الذي أبداه أبناؤنا مع الشخصيات المسرحية خاصة مواقف وخلفيات وثقافات مختلفة، فتُمكّنهم من وضع أنفسهم مكان الآخرين، فيفهمون مشاعرهم ويكونون أكثر تعاطفاً وتسامحاً واحيانا ألماً

إذن نحن أمام العديد من الإيجابيات للمُشاركين في الفنون المسرحية، من أبرزها أنّهم كانوا أكثر قدرةً على احتواء وفهم مشاعر مَن حولهم لأن تحديد الأهداف: يتطلّب جُهداً جماعياً للتدّرب على المشاهد المختلفة وإتقان الصعب منها، وكلّ ذلك

وانا أتحدث مع أصدقائي ( على ابوياسين ومصطفى النبيه شعرت أن الفائدة عظيمة ، خاصة المسرحيات في المدارس لأنها تمنع التلاميذ وتولد لديهم القدرة على تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها بأفضل الطرق، سواء أكانت الأهداف جماعيةً أو فرديةً.

وفي الحقيقة ، تتمحور الفنون المسرحية حول الإبداع، إذ إنّ المجتمع الذي يخلو من الإبداع قد يُصبح ميتاً تماماً، ووفقاً للعلماء فإنّ المجتمع الذي يُعطي الفرصة للأشخاص للتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي فإنّه أكثر قدرة على الوصول إلى الأهداف ،كما أنّ الفنون المسرحية تُعتبر وسيلةً لتكوين ملاحظات جديدة، والحصول على النقد البنّاء، وتحسين مهارات الأفراد في حلّ المشكلات، وتزيد من قدرتهم على الانضباط والمثابرة.

شعبنا يزخر بالمبدعين الذين ساهموا في تطوير ادائنا ، فصديقي الشاعر سائد السويركي ألف العشرات من أغاني الأطفال ، حيث كانت كتابته ساحرة ومبدعة وياليت أن تتحول تلك الأغاني الجميلة إلى مسرحيات غنائية تمتع أطفالنا

ولن أنسى عندما وقف الفنانون المبدعون على المسرح بقيادة

جواد حرودة وزهير البلبيسي ، وكان يومها الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابوعمار رحمه الله حاضراّ ، وكان يوماً جميلاً ورائعاً

حقاً :

للمسرح مكانة مهمة وسامية فى حياة الشعوب وعلى مر العصور وفى كل الحضارات

حيث كان حاضرا كمراة يعكس ملامح المجتمع ووسيلة إعلامية جميلة فى تشكيل الوعى والفكر لدى الملتقى، وذلك من خلال محاكاته الاحاسيس وحشد الانفعالات

ومن ثم بثها على الملأ، رافعا مستويات الوعى فى كثير من الامور والموضوعات المختلفة التى تشكل المجتمع

وفى الحقيقة يعتبر المسرح فنا ساحر جميلا لما له من تأثير كبير فى وجدان المتلقى ،

، حيث استطاع هذا الفن الجميل ان يخدم قضيتنا ويوظفها اجمل توظيف وذلك من خلال العروض المسرحية فى العديد من المسارح ومنها مسرح الحكواتى وكان من رواد المسرح عظماء منهم فرنسوا ابو سالم وادوارد معلم ورائد شحاتة

وكذلك مسرح القصبة والمسرح الوطنى وعشتار وهذا يذكرنا بالفنانة المسرحية ايمان عون

لقد قدم المسرحيون الوطنيون عروض كثيرة ومنهم المبدع خليل طافش فى سوريا وذلك من خلال الفرقة القومية التى نالت إعجاب الجماهير العربية

كان لمسارح الحكواتى والقصبة وعشتار اهمية كبيرة ،حيث ازدهر المسرح فى الثمانينات والتسعينات وقدم المسرحيون اجمل ما لديهم من ابداعات ساهمت فى إعادة صياغة الكثير من الامور

اتمنى من وزارتى التربية والتعليم والثقافة العمل ووفق استراتيجية علمية تفعيل المسرح المدرسى لما له من أهمية عظيمة فى الارتقاء فكريا وعلميا وثقافيا بابنائنا

واتمنى كذلك من القطاع الخاص المساهمة الفاعلة والإيجابية فى دفع المسرح إلى الامام ،

ان المسرح هو رافعة نضالية محترمة وعلى الجميع سرعة إعادة الروح إلى هذا الفن الجميل والساحر

كلمات دلالية

اخر الأخبار