رسائل الحب والحرب

تابعنا على:   15:23 2022-02-27

حميد قرمان

أمد/ كنت من ذلك الجيل الذي شاهد علامات (X) المعمولة بشريط اللصق على النوافذ خشية من صواريخ نظام صدام حسين التي ارسلها الى كيان الاحتلال الاسرائيلي، ليبدأ وعيي السياسي يتشكل بحصار العراق وانتفاضة الاقصى، وضرب برجي التجارة العالمي في نيوريوك، وما تلاها من حرب على نظام طالبان والقاعدة في افغانستان، ومن ثم احتلال العراق، وحروب الوكالة بين حزب الله وحماس ومن جهة واسرائيل من جهة آخرى، وكنت اتساءل متى ستكون الحرب العالمية الثالثة، وهل سيعيد التاريخ نفسه وتتصارع الدول بهدف السيطرة على العالم وانهاء الهيمنة الأمريكية له، ولعلي لم أجد جوابا على سؤال الا اليوم.. ونحن نرى الحرب مستعرة بين روسيا والغرب على الارض الاوكرانية، فما نشهده الآن لم يأتي مثله منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فيقيني السياسي بان العالم بحاجة لحرب ودمار وقتل.. كسنياريو مكرر ليعيد ترتيب اوراقه من جديد، وليتشكل بخريطة سياسية واقتصادية وجغرافية جديدة اما ان تسمح لولايات المتحدة الامريكية ان تبقى متربعة على عرش العالم كاقوى دولة أو ان يتحول العالم الى الاقطاب المتعددة متصارعة ومحدودة النفوذ فيما بينها.

لا جديد.. هذا واقع العالم.. لسنا بحاجة الى تحليلات سياسية واستراتيجية أو قراءات ودراسات تاريخية، عالمنا لا يعرف الهدوء، صراعنا أكبر من سلامنا.. وحاجتنا للموت أكبر من حاجتنا للحياة.. عالم قائم على الغاء الآخر.. ونكذب على انفسنا بمعتقداتنا الفكرية والثقافية سبيلنا الامثل نحو عالم يسوده التعايش، فالجميع لديه ذات الرؤية النازية.. بان مجتمعه ودينه اسمى من الجميع.. اما اسفي وخوفي فهو على جيل ابنائنا.. الذي سيرث الحقد والدمار والعنف والتخلف كوسيلة للعيش.. ليبقى رهاننا الحقيقي والوحيد هو نقل الثقافة بجميع تجليلاتها ومرتكزاتها لهم.. كسلوك ومعيار ورثناه ولم نستطع البناء عليه للارتقاء الأمثل للانسانية المنشودة.. ففي الثقافة وحدها يحيا الانسان سعيدا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار