لأريك فروم

الخوف من الحرية

تابعنا على:   22:55 2022-02-19

د. ناصر الغلبان

أمد/ قدم الفيلسوف الالماني/ الأمريكي اريك فروم Erich Fromm كتابه الخوف من الحرية في عام 1942م، والذي يدور حول حاجة البشر إلى نظام يسود حياتهم، ويشرح فروم معنى الخوف من الحرية بأنه شعور عميق بالقلق، ويتزامن مع الحرية الفردية، وليس من السيطرة الخارجية للآخرين فحسب.
وكون المؤلف حاصلاً على الجنسية الالمانية بجانب الجنسية الأمريكية؛ فلديه اهتمام كبير بكيفية نشأه النازية من مجتمع تحققت فيه الحرية؟
وبحكم أنه عالم في علم النفس؛ فقد استخدم نهج التحليل النفسي في مناقشة آليات الحرية والتحكم التي اعتبر أن لها جذور نفسية عميقة.
وأكد في كتابه الخوف من الحرية على أن هناك تناقضاً في الأفكار؛ حيث أن الناس يكافحون من أجل الحرية، ثم يكافحون للعكس، فهم لا يعرفون ماذا يفعلون بالحرية بعد أن يحصلوا عليها، بل يجدوا ضوابط وهياكل جديدة للسيطرة عليها!!
فالحرية تبدو جذابة عندما لا يكون الناس أحراراً، فهي تجلب عدم اليقين والقلق، والافتقار اليها يجلب اليقين والراحة، ولذلك يتخذ الناس خيارات للتخلص من هذا القلق.
ويستشهد الفيلسوف فروم بثلاث خيارات أساسية يتخذها الناس عادةً في الهروب من الحرية:
• التسلط: سواء في السيطرة أو الخضوع، فالنظام الاستبدادي يزيل الاختيارات والحرية عن الفرد ويشعره بعدم القلق.
• التطابق الآلي: في حالة عدم وجود نظام استبدادي، يلتزم الأفراد بمعايير المجموعة، والتي تصبح هي السلطة الجديدة للفرد مما يخفف عن الفرد القلق المرتبط بالحرية.
• التدمير: الاشخاص الذين ليس لديهم نظام استبدادي أو قاعدة جماعية يتوجهون إلى التوافق مع التدمير الذاتي في كثير من الأحيان، ويظهر هذا في تدني احترام الذات والسلوك المدمر لها، مثل الجريمة أو الادمان أو الانتحار.
ويعتقد فروم أنه مهما كانت السلبيات الناتجة عن هذه الاختيارات، الا أنها تعد أفضل من القلق وعدم اليقين الذين تجلبهما الحرية، وفي ذات السياق يستكشف فروم مناهج أكثر صحة للحرية، فيعتقد أن الاستخدام الأنسب والأفضل للحرية هي تحقيق الذات، ومعرفة من أنت، وأن تحقيق الذات يتجلى في النشاط الابداعي والعفوي المتوافق مع مواهب الفرد واهتماماته وظروفه.

اخر الأخبار