صحف عالمية: مخاوف من مؤامرة للاستيلاء على كييف.. والتعليم ينهار بلبنان

تابعنا على:   09:23 2022-02-15

أمد/ عواصم: تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الثلاثاء، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية والعربية، وجاء في مقدمتها الأزمة الأوكرانية وسط تقارير تحث الدول الأوروبية على التصدي للدعم الصيني المعلن للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا.

وتحدثت الصحف عن ”مؤامرة“ يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذها للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية.

وسلطت الصحف الضوء على الشأن اللبناني، وسط تحذيرات من انهيار نظام التعليم في البلد الممزق بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وتحذيرات أخرى من ضياع جيل كامل من الطلاب.

دور أوروبي

رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن الدعم الصيني المعلن للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا يجب أن يكون له تداعيات وعواقب وخيمة من الولايات المتحدة، ومن الدول الأوروبية، مشددة على أنه ”يجب أيضًا أن يؤدي دعم بكين لموسكو إلى إعادة التفكير في العلاقات الصينية الأوروبية“.

وأشارت المجلة في تحليل لها إلى أن الوضع أصبح مختلفًا الآن عن ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث كان دعم الصين الاقتصادي والسياسي لروسيا محدودًا.

وقالت إنه بالرغم من أن بكين أدانت العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، فإن البنوك التجارية الصينية التزمت بتلك العقوبات لتجنب الانقطاع عن الأسواق المالية الأمريكية والنظام المصرفي الدولي.

وأكدت المجلة أن الصين وروسيا أصبحتا اليوم، أقرب لحد كبير، مشيرة إلى أن دعم بكين لمواقف موسكو بشأن النظام الأمني ​​الأوروبي واضح بشكل غير عادي، داعية الولايات المتحدة وأوروبا لعدم السماح للدعم الصيني للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، أن يمر دون تكاليف.

وأشارت المجلة أيضًا إلى ”تنسيق دبلوماسي واضح“ بين الجانبين، حيث ظهر ذلك جلياً عندما أعلن سفير روسيا في بكين أن البلدين يدرسان بالفعل طرقًا للتخفيف من تأثير العقوبات الغربية المحتملة، إذا نفذت بلاده غزوها لأوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المجلة أن الدعاية الصينية الآن أصبحت تشبه نظيرتها الروسية، وتصف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه مصدر الصراع الذي يلوح في الأفق، فضلاً عن تكرار المعلومات المضللة حول زيادة القوات الأوكرانية على نطاق واسع.

وذكرت ”فورين بوليسي“ أن ”هناك بعض العوامل التي ما تزال تحد من دعم بكين لموسكو. إن للصين مصالح تجارية في أوكرانيا، بالإضافة إلى علاقات أخرى في أوروبا تهم مصالحها. ولن يكون من السهل على بكين الالتفاف على بعض العقوبات التي يجري التفكير فيها“.

وأضافت: ”من الحكمة الآن أن تتوقع الولايات المتحدة وأوروبا أن تتقارب الدولتان في كافة المجالات المهمة، مثل التطوير المشترك للأسلحة، ويمكن للبنوك الصينية أيضًا أن تقدم تمويلًا موسعًا أكثر مما قدمته في السنوات التي تلت ضم شبه جزيرة القرم“.

وعن الدور الأوروبي لمكافحة هذا التقارب، تابعت المجلة: ”يمكن لتهديدات الولايات المتحدة بإنفاذ عقوبات صارمة أن تؤثر بالتأكيد على كيفية تعامل الجهات الفاعلة في القطاع المالي والتكنولوجي الصيني مع روسيا. لكن الكثير من الزخم على المستوى السياسي يجب أن يأتي من أوروبا.

وأردفت: ”يحتاج القادة في جميع أنحاء القارة إلى أن يكونوا أكثر وضوحًا مع بكين في أن تسهيل التحركات الروسية سيكون له ثمن كبير للعلاقات الصينية الأوروبية، ليس فقط بسبب أوكرانيا، بل أيضاً ضد أي محاولة روسية أوسع لإعادة تشكيل المشهد الأمني ​​الأوروبي“.

واستطردت المجلة: ”يجب على القادة الأوروبيين تكرار التحذير الأخير من قبل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بأن الدعم الصيني لغزو روسيا لأوكرانيا سيكون له تكاليف على بكين. يجب أن تتبع هذه التصريحات مداولات داخل أوروبا حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد الصين“.

”مؤامرة بوتين“

في سياق متصل، ذكرت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية أن قادة المخابرات الغربية يخشون أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا في أماكن متعددة لعزل كييف عن أفضل الوحدات القتالية في البلاد والاستيلاء على العاصمة سريعًا.

وأوضحت الصحيفة أن القوات الأوكرانية الأكثر تدريباً وأفضل تجهيزًا تتواجد في شرق البلاد، ويخشى أعضاء ”الناتو“ أن تهاجم القوات الروسية كييف من الشمال بينما تهاجم أهدافًا من الشرق في غزو متعدد المحاور.

وأشارت الصحيفة إلى أن حجم القوات الروسية التي تقدر بـ30 ألف جندي في بيلاروسيا، بالإضافة إلى وحدات القوات الخاصة من النخبة، وطائرات ”Su-35“ المقاتلة ونظام الدفاع الصاروخي ”S-400″، يعني أن المسؤولين الغربيين يخشون أن تتعرض العاصمة الأوكرانية للهجوم في غضون أيام من بداية الغزو.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها: ”لوحظ اقتراب القوات الروسية في بيلاروسيا من الحدود مع أوكرانيا، ما أثار مخاوف من أنها تستعد لعملية عسكرية كبيرة. ومن المستبعد جدًا أن يأمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشن هجوم فردي على كييف، ويعتبر القادة العسكريون أنه من الضروري أن توقف القوات الروسية القوات الأوكرانية في الشرق إذا أرادت السيطرة على العاصمة بنجاح“.

وأضافت: ”يُعتقد الآن أن روسيا لديها 100 كتيبة تكتيكية – تشكيلات من حوالي 1000 جندي، مصحوبة بالدفاع الجوي والمدفعية والدعم اللوجستي – على الحدود مع أوكرانيا، وتشير تقييمات استخباراتية إلى أن 14 مجموعة أخرى من المقرر أن تنضم إليهم خلال الأيام المقبلة“.

النظام التعليمي في لبنان

وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة ”هآرتس“ العبرية أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان قد جعلت نظام التعليم هناك على شفا الانهيار، حيث أضرت الأزمة بشدة بالمدارس والجامعات على كافة المستويات سواء للطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.

وأضافت الصحيفة أن الضرر الذي لحق بالنظام المدرسي اللبناني كان شديدًا بشكل خاص، ليس فقط بسبب الوباء، بل أيضاً بسبب تراجع رواتب معلمي المدارس الحكومية بشكل كبير مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية، مشيرة إلى أن المعلمين لم يعد لديهم القدرة على دفع تكاليف الذهاب إلى المدارس.

وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى ذلك، فقد توقف تمويل تطوير المؤسسات التعليمية وصيانتها بسبب العجز الحاد في الميزانية، وترك عدد كبير من المعلمين أماكن عملهم بعد عدم تلقي رواتبهم لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر على الأقل، وفي بعض الحالات تصل المدة إلى عام.

وتحت عنوان ”تداعيات أزمة السيولة في لبنان“، أوضحت الصحيفة العبرية في تحليل لها أن متوسط ​​راتب المعلم في المدارس الحكومية يبلغ حوالي 90 دولارًا شهريًا دون مزايا اجتماعية؛ مثل خدمات الرعاية الصحية أو بدلات السفر أو التأمين الاجتماعي، وعلاوة على ذلك، يعمل حوالي 70% من هؤلاء المدرسين بعقود مؤقتة ويمكن فصلهم في أي وقت.

وأضافت: ”إن الوضع في المدارس الخاصة خطير بنفس القدر. وفي العام الماضي، انتقل أكثر من 26 ألف طالب من هذه المدارس إلى الأخرى الحكومية، حيث يتم توفير التعليم مجانًا، ولكن بمستوى تعليم أقل. ولا يتلقى الطلاب في العموم التعليم المناسب الذي من شأنه أن يهيئهم للدراسة على المستوى الجامعي، أو التدريب المهني المتقدم الذي يمكن أن يوفر لهم في المستقبل مناصب مرموقة“.

وتابعت الصحيفة في تحليلها: ”يضطر العديد من الطلاب لترك مدارسهم للعمل ليساعدوا في إعالة أسرهم، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. وبالنسبة لمئات الآلاف من الطلاب في لبنان، بدأ العام الدراسي هذا الشهر، لكنهم غير متأكدين من أنهم سيتمكنون من إكماله كما هو مقرر“.

ونقلت الصحيفة عن أحد مديري المدارس قوله: ”لن ينهار النظام فحسب، بل نخسر جيلاً كاملاً من الطلاب اللبنانيين“.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤول كان يشير ليس فقط إلى طلاب المدارس الابتدائية والثانوية، ولكن أيضًا إلى الطلاب في الجامعات أيضًا، مشيرة إلى أن الجامعات باتت غير قادرة على تحمل نفقات الصيانة الدورية، أو تمويل الدراسات البحثية أو تقديم منح دراسية للطلاب، فضلاً عن عدم دفع رواتب هيئات التدريس أيضًا.

اخر الأخبار