المجلس المركزي بين نزق اليمين ومرض اليسارية الطفولي

تابعنا على:   10:38 2022-01-30

د. ناصر اللحام

أمد/ إن انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير أمر في غاية الأهمية حتى لو كانت قراراته المرتقبة لا تمثل الموقف السياسي لبعض الفصائل. لان مجرد انعقاده يعتبر انتصارا للفكرة واستمرارا للقضية وشرعيتها .

اجتماع المجلس المركزي للمنظمة في رام الله يختلف تماما عن اجتماع الهيئة القيادية لاي فصيل، لان قيمته انه اجتماع للمختلفين ولجميع القوى ولممثلي القوى داخل منظمة التحرير. وان القفز عن هذه الفكرة مشكلة كبيرة.

الخلاف السياسي قائم ومشروع ومكفول بالقانون وبالأعراف الثورية بين الفلسطينيين، وهو موجود في كل العالم. كما ان الاختلاف موجود بقوة في ظروف دولية وإقليمية ومحلية تعتبر في غاية التعقيد والصعوبة.

ان الثورة الفلسطينية تمر اليوم بظروف مرّت بها جميع ثورات العالم قبل ان تنتصر , وليس على أي طرف الاعتقاد الجازم بأن ما يقوله هو الطريق الوحيد للصواب، او التشكيك بنوايا الأحزاب الأخرى. في التجارب القديمة وفي تجارب العالم العربي في السنوات العشر الماضية يثبت التاريخ أن من يبتعد عن صنع القرار كأنما ينتحر سياسيا ويترك الساحات في فوضى عارمة. وفي مثل هذا الوضع كتب فلاديمير لينين في 1917 كتابه الشهير مرض اليسارية الطفولي الذي أصاب بعض الأحزاب السوفييتية والتي رفضت خوض تجربتها الذاتية وتمسكت بتجربة الثورة الألمانية لاعتقادها ان تجربتها لا يمكن أن تنجح. ولغاية الان يدرس طلبة العلوم السياسية كتاب مرض اليسارية الطفولي كمرجع في تجاوز الخلافات وكفكرة للقفز عن حقول الألغام والوصول الى بر الأمان بقوى الثورة الذاتية وتجربتها الخاصة.

- قيمة المجلس المركزي للمنظمة أنه مجلس مركزي للمنظمة.
- مرّ على تاريخ منظمة التحرير جميع أنواع الانشقاقات والخلافات ولكن الثابت هو الجلوس على طاولة الخلاف وعدم مغادرتها.
- صحيح أن ما يميّز الاجتماع المركزي هو قراراته المعلنة ولكن غنى التجربة تكمن في طريقة اتخاذ القرارات حتى لو كانت قرارات لا تنفذ اليوم.

- من روائع العلوم السياسية انها فن الممكن، وانها صراع البقاء في غابات الفناء وأودية الموت. لذلك فان الوقت مهم لحظة اتخاذ القرارات .

- الثورة الإيرانية لها ظروفها التي تتخذ فيها قراراتها. وكذلك المقاومة اللبنانية. وكذلك الثورة الفلسطينية. وهناك فرق بين استلهام التجارب وبين النقل الميكانيكي .

- وأخيرا لا يمكن اصلاح الأوضاع وتحقيق جميع غايات الثورة بضربة واحدة، او باجتماع واحد، او بقرار صادم.. انها سلسلة تراكمية من النجاحات والاخفاقات، والطريق طويل وصعب ومحبط أحيان .

- لكننا في الاتجاه الصحيح. وفلسطين سوف تنتصر مهما طال الزمن، والاحتلال سوف يندحر ولو وقفت شياطين الأرض كلها معه 

اخر الأخبار