ذكرى رحيل شمس الشهداء "أبو عمار"

تابعنا على:   00:33 2013-11-11

سامي إبراهيم فودة

قائدي أبو عمار.. الشموخ لا يليق إلا للعظماء وأنت لا تحتاج أن تكون عظيماً فأنت الشموخ بنفسه يا سيدي..

بســـــم الله الرحمن الرحيم

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} "صدق الله العظيم"..

سلامٌ عليكَ والدي الغالي..وقائدي المبجل..وزعيمي الحاني.....

تهلُ علينا نسائم شذا روائح المسك والعنبر والياسمين..مناسبة وطنية عزيزة علينا مؤثرة ومؤلمة وموجعة تخفق وترق لها الأفئدة في كل حين..وتدمع لها العيون من كل المحبين والمعجبين..ذكراك ستبقى محفورة في ذاكرة الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني أجمعين..ومدونة في سجلات التاريخ على مدار الزمان رغم أنف الحاقدين..وضريحك سيبقى مزاراً لكل الزائرين..ذكرى رحيل صاحب الابتسامة المطلقة المفعمة بالدفء والحنان والأمن والسكينة والاستقرار..صاحب القلب الطيب الكبير الذي يحتوي على كل كبيراً وصغير..صاحب الأيدي الطاهرة الممدودة والتي ما أفشلت كل غني وفقير..صاحب النظرة الحنونة والوجه البشوش السمح والطلة البهية والسمعة الطيبة والخلق والأخلاق الرفيعة من رضي رب العالمين..والتي غمرتنا بالقوة والصلابة ومازالت كالشمس والقمر والنجوم التي لا تغيب عن سماء فلسطين....

إنه صاحب الطلقة الأولى ومفجر الثورة ورمز العزة والشموخ والكرامة والإباء والهوية الفلسطينية الشماء..إنه صاحب البزة العسكرية والبندقية وغصن الزيتون والكوفية السمراء.. إنه رجل الرجال وثائر الثوار وضمير الشعب والرقم الصعب ورعد العاصفة وصانع التاريخ وقائم الدولة الفلسطينية وسيد الشهداء وشيخهم الجليل..إنه القائد ياسر عرفات .. إنها الذكرى التاسعة لرحيل شمس الشموس الرئيس الشهيد ياسر عرفات' أبو عمار' قائدي ومعلمي ملهب القلوب وشاغل العقول وملك الجماهير..سيدي يا شمس الشهداء ونور الثوار وأمل وبصيرة كل الشرفاء الأحرار..أقسم بالله الذي لا اله إلا هو صاحب العرش العظيم الذي بسط الأرض ورفع السماء وخلق الخليقة من عدم ونفخ الروح في الجنين وأحيا العظام وهي رميم وأحيا وأمات سيد الأنبياء خاتم المرسلين وخير الخلق أجمعين .. قلتها ومازلت أقوالها يا سيدي.. بأنك مازلت تسكن القلوب والعقول والمقل مهما تغيرت مصاريف الزمن وتحركت أجرام السماء في دورانها وتلاطمت أمواج البحر.. فأنت بفكري وبعمق الفكر..رغم البعاد وعمق السفر.. فوجهك المضيء المشرق مازال يحكي العبر.. فأنت قائدي ومعلمي وأبي الحاني رغم العواصف والرعود والزوابع وزخات المطر.. فلن يأتي قائداً من بعدك يقول أنا ياسر من بعد ياسر البطل ...

قائدي المبجل..وزعيمي الحاني..يا شمس الشموس وسيد الشهداء..

في مقام حضرة ملكوت الشهداء القديسين الخالدين في علياء السماء يصاحبني إحساساً وشعوراً عميق من رأسي إلى أخمص قدمي بالرهبة والخوف عندما نأتي على ذكر سيرة الشموع التي تضئ لنا الطريق بدماء الأوفياء..فلا نملك في هذه اللحظات العطرة أمام أرواح الشهداء الطاهرة إلا أن نطأطئ الهامات إجلالاً وإكباراً وإكراماً منا لهم لأنهم هم جنود الله البسلاء بالأرض الذين ضحوا بالغالي والنفيس وقدموا حياتهم رخيصة فداء الوطن. فهم أكرم منا جميعاً نسأل الله أن يتقبلهم ويغفر لهم ويدخلهم فسيح جناته ..فمهما عبرت بكلماتي الصادقة النابعة من أعماق قلبي فلن تجد فيها ما يكفيها من العزاء.. ومهما سطرت ما بين سطور مقالي من عبارات فلن تجد فيها ما يشفي النفس الغائرة بالجرح من الدواء.. ومهما اعتصر قلبي بالحزن والآسي والألم وأعلنت في يوم ذكرى رحيلكم عنا بالحداد ولبست من أجل فراقكم ثوب السواد فلن تجد فيها ما يعوضنا عنكم شيئاً بهذه الحياة أيها الشهداء..ومهما ابتلت أوراقي المتناثرة وغرقت بمداد سائل من دمي ودموعي من شدة الحزن والبكاء فلن تجد فيها ما يطفئ النار المتأججة بالصدر والقلب سوى الرضا بالقضاء والقدر والصبر على البلاء..

لهذا ما أعظم أن يقف المرء فينا أمام عظمة وشموخ وكبرياء هؤلاء الشهداء لأنهم حقاً يتصفون بصفات غير صفات الجبناء.. لأنهم نعم الرجال العظماء الأوفياء الصادقين النبلاء الأتقياء الأنقياء الأبرار المعطائين في زمن شح فيه الرجال من أمثالهم الشرفاء ..لأنهم صناع المجد الساطع والتاريخ المشرف وفرسان الشهادة وعشاق المقاومة فكانوا بحق خير سفراء للشهادة والاستشهاد في الجراءة والبطولة والشجاعة والتضحية والفداء والإقدام في زمن الردة والتردي والتخاذل والجبن والخنوع والبحث عن الملذات واللهث وراء الشهوات..لأنهم خير جنود الأرض إذا قالوا صدقوا في أقوالهم وإذا أئتمنوا حفظوا لأماناتهم وإذا وعدوا أنجزوا بأفعالهم وإذا عاهدوا أوفوا بعهودهم في زمن الكذب والفجور والجحود والحقد والغدر والخيانة والتدليس والنفاق والشقاق والتلون والتملق والرياء...لأنهم الطهر والعفة والنزاهة والتقوى والصرامة والالتزام والأخلاق والاستقامة والأمل والرجاء والنور والضياء في زمن الظلم والظلام والحقارة والنذالة والقذارة والوقاحة والقهر والإذلال والقنوط.. لأنهم المجهولون الذين يعملون بصمت وسكوت وسكون ويأثرون الآخرين على نفوسهم

وينكرون لذاتهم ويترفعون عن الصغائر ومهمومون بهموم الوطن والمواطن في زمن الثرثرة والفتنة والفوضى والعبث ..حقاً ما قلت فيكم لا يكفيكم فأنتم أيها الشهداء الغائبون الحاضرون في قلوبنا وعقولنا والله إن صمتكم أبلغ من الكلام وأجمل ما في الدنيا وما فيها من سراب وأوهام .....فيا أيها المارون على ضريح سيد الشهداء وشيخهم الكبير أستحلفكم بالله العلي القدير.. بأن تنثروا الورود والزهور عليه وتكسوه بالفل والمسك والياسمين وتقرأوا الفاتحة على روحه الطاهرة وتسألوا له المغفرة وأن يدخله جنان الخلد ويجمعه مع الصديقين والنبيين والشهداء الأبرار وحسن أولئك رفيقاً... لا تنسوا قراءة الفاتحة على روح الشهيد والشهداء ..

المجد كل المجد و الخلود لشهداء الفتح والثورة الفلسطينية

والشفاء العاجل لجرحانا والإفراج القريب لأسرانا والرحمة لشهدائنا

عاشت فتح ورجالها وشيوخها ونسائها وأطفالها الميامين

العهد هو العهد يا قائدي..والقسم هو القسم يا معلمي

أن نبقى الأوفياء والأمناء وإننا على العهد باقون .. وعلى الدرب ماضون

نم قرير العين يا والدي... فلا نامت أعين الجبناء يا سيدي .

ومن نصر إلى نصر..وإنها لثورة حتى النصر...

حتى النصر ..حتى النصر

[email protected]

 

اخر الأخبار