كم أشتهي أن ألتقيكم

تابعنا على:   09:33 2022-01-10

يسرى الرفاعي

أمد/ لا أدري هل باتت أحلامنا وأمانينا في الحياة

ليس لها أقمار ونجوم في سمائنا لتضيئ على أرواحنا من نور الله وملائكته..

كم أشتهي أن ألتقيكم ويجمع شملنا في محبة وجمعات خير وألفة لا سيما وأنتم خارج الوطن جميعا منذ فترات طويلة

كم تشتهي روحي ضم أرواحكم واحتضانها بلهفة الغائب والعائد من غربة أو الناجي من معارك محتوم الموت فيها ..

كم أشتهي أن القي برأسي المثقل بهموم الحياة على صدوركم واتكئ على أكتافكم لأفرغ مخزون شوقي وحنيني اليكم جميعا ..فالأحزان لاتمهلنا لنفرغها خارج صدورنا ونلتقي بحب وهدأة البال والسعادة . ولكن الألم والأحزان باتت تسكننا وتهرول بين أحشاؤنا والكيان بحرية كالوحش المفترس الذي يتربص بفريسته لالتهامه بوحشيةوقسوة ..

ولا أستغرب ما يحدث معي من أحزان وألم باتت تسكنني كغصن ذابل نخر فؤادي واستقر في وريدي الذي يضخ المودة والحب لمن أحبهم وأكن لهم كل ود وتقدير ..

ولكني عاتبة على أشجاري وأغصانها لم تمهلني ولم تدعني ليخضر غصن محبتي ويقوى ويلقي عليهم مشاعري كالثمار قطوفها دانية .. ولكن الذبول غلبني ولفني بين غيم الألم والأحزان ولم يتركني لأتحرر مما أصابني من إبتلاءات قربت لي الكفن قبل أن تغفو شمس نهاري وعمري لعلها تغفو قبل شموسكم وأيامكم النضرة أمد الله في أعماركم وأسعدكم في الدارين يارب. فلو تشاهدون أهداب فجري وعمري حرائق مشتعلة تحاول أمطار روحي أن تطفئها قبل أن تحرقني من الأعماق ..فؤادي تارة يغرق ويلفض الأنفاس وتارة ينجو باعجوبة ..

وأخذت من صدوركم دروع الأمان والنور والبريق علها تحميني وتضيىء بصري وبصيرتي ..

فأين نبضكم يا أحبتي وأين أنتم من أيامي الباقية

أين أنتم يا نبض عقلي وقلبي وكياني

لتنتشلوني بقوة وإرادة من أنياب الريح المصعورة

ومرروا أناملكم الرقيقة على وجناتي وامسحوا دمع حفر

الآوجان وازيلوا غبار الألم ومقارعة الأرق والليل الطويل

لا تتركوني لوحدتي كالطير المذبوح المبتور الجناح

يتجول بعجز ويتنهد الألم على أرصفة نخيل الغربة ..

ليتكم تعلمون ما يبكيني ويهمي دموعي بغزارة ليس ألمي وأبتلائي فكلها أقدار مكتوبة على الجبين ..

ولكن ما يحز في نفسي حينما أتصفح الصور وأعود بذكرياتي الى الماضي حينما كنا نعيش البساطة يضمنا قلب أم حنون وقلب أب رؤوم وجدران بيت بسيط فيه كل مقومات الحياة للعيش بسعادة دون أن تهلكنا وتمزقنا الأبتلاءات والآحزان والهموم .. في تلك الفترات كانت تفيض أغادير الحب وينابيعها حتى تروي الحقول والياسمين

أما اليوم كل ينابيع الأرض تفيض بالقهر والظلم والفساد حتى باتت تقترب أنفاسنا وقلوبنا من الانتحار والكفر والالحاد..آأه اخواني وأخواتي لم يبقى من ماضينا والزمن الجميل ألا الأسم تائه وضائع بين سطور أشعارنا وصفحاتنا البيضاء..

أه أخوأتي وأخواني وأحبابي لم يبقى لنا في دنيانا سوى التيه والأوهام لتسرح أفكارنا والخيال فيها كالضائع في زحمةالحياة وضغوطها .

.الأ تذكرون كم رسمنا ولونا من نجوم وأقمار نداعبها عن بعد ونقهقه معها ونطرز لها الطرحة ونغني للقمر كأنه أجمل وأبهى عريس ..

ولكن الألم والأحزان باتت ترتدينا ولم تعد تفارقنا حتى دفنت أحلامنا بين عواصف الغبار وصرخات الموت الصاخبة

والجراح النازفة وما آلات إليه أحوالنا ما زالت تسألني عنكم والأفراح تبتسم ابتسامة مبتورة وتتهكم على أحوالنا الصعبة التي صنعها الأنسان بنفسه وغرق في بحارها المهلكة دون تبرير .

هيا أحبتي لنمد أيدينا لبعضنا ونعمل وحدة قوية تشد من أزر قلوبنا وقلوب المكلومين عل نزيف ذاكرةالجميع تتوقف عن نزيف الأحزان والألم وتلتئم الجروح وترمم الشقوق

وتخمد براكين الأنين وتفيض بالحنين والأشواق

وتغرد سنابل الفرح وتخضر وتبتسم وتتمدد أرواحناعلى شوااطئ الأمل والحب لأن أرواحنا تستحق الحياة بجدارة ..

كلمات دلالية

اخر الأخبار