في دائرة الضوء (ضحايا شبكات التواصل الاجتماعي)

تابعنا على:   15:47 2022-01-09

جلال نشوان

أمد/ استيقظ الناس على جريمة بشعة إهتز على وقعها العالم العربي من المحيط الى الخليج ، جريمة الفتاة التي انتحرت بسبب نشر صور لها ، حيث قام اثنان من الوحوش الٱدمية بتركيب صور لها على النت ، ففضلت مغادرة الحياة مقهورة ، موجوعة ، لهول ما حدث لها
وهنا يجب علينا استلهام العبر والدروس من هذه الحادثة المفجعة ، وهي( الحذر ثم الحذر ثم الحذر ) من تلك المواقع التي باتت تشكل خطراً على المجتمعات
خلف هذه المواقع التي تضم الملايين ، هناك من الشباب المنحرفين الذين يصلون الليل بالنهار لاصطياد فرائسهم ،وهنا يجب على الدعاة في المساجد والجامعات والكنائس والمدارس ، إعطاء وجبات دسمة من الوعي ، حتى نحافظ على بناتنا وأبنائنا من الوقوع في الخطر ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :
ما دور القضاء في مكافحة هؤلاء المجرمين ؟
أما ٱن الأوان للمشرع إن يتقدم بقوانين حازمة وصارمة لحماية الناس ؟
ولماذا يسارع الشباب والفتيات بوضع صور لهم أثناء حواراتهم ؟
ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعى من الكوارث والتجاوزات أصبح يمثل تهديدا لأخلاقيات المجتمع وثوابته..
لماذا لا نوجه اهتمامات الشباب والشابات فقط للبحث العلمي واستيضاح أمور الدراسة ؟
القضية ياسادة في منتهى الخطورة :
اجلسوا مع أبنائكم وحدثوهم عن مخاطر مواقع التواصل ،وان تلك المواقع يختبئ خلفها بعض الوحوش الٱدمية الذين فقدوا كل القيم والأخلاق
"يوما بعد يوما تداهمنا تعقيدات الحياة، تقض مضاجعنا، وتربكنا، وتجعلنا أسرى لمنعطفاتها، وغدا المواطن الفلسطيني في حيرة من أمره، الأمر الذي يجعلنا ان نغادر الكثير من العادات التي تجعلنا أسرى لها ومنها التسلية وغيرها وهنا لا نطالب مغادرة النت ولكن فى إطار الأمان وعدم عرض الصور الشخصية وخاصة الشابات ونذهب باتجاه الإفادة
الكثير من العادات بإمكاننا تغييرها واتباع الأفضل
أما آن الأوان ان نغير الكثير من سلوكياتنا وعاداتنا، التي أثقلت كاهلنا واصبحت عبئا ثقيلا ؟!!!
الهموم كثيرة والأوجاع تزداد يوما بعد يوم !!!
وهنا نتساءل :
ما ذنب فتاة صغيرة حتى يبتزها شابان فى عملية ابتزاز بهذه الصورة البشعة التى تفتقد القيم والأخلاق.
. إن جرائم النت ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت من الظواهر الخطيرة التى تهدد حياة الناس..ومن هذا المنطلق يجب وضع ضوابط تمنع هذه السلوكيات السائدة من خلال قوانين ملزمة ورقابة مشروعة.. وفى هذا السياق لابد أن تكون الأسرة على وعى بما يجرى لأبنائها, خاصة أن معظم ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعى بين الأبناء يتم فى سرية تامة..
مما لا شك أن ما يحدث من جرائم على مواقع التواصل الاجتماعى تحول إلى منشورات سرية وفضائح وقصص الزواج والطلاق قد أساءت لأصحابها ة بصورة غير مسبوقة.. إن تلفيق الأخبار والاتهامات وتشويه سمعة الناس كلها أشياء تجرى الآن على النت دون حساب أو رقابة.. و غضب الناس لا يكفى فى قضية إنسانية لفتاة صغيرة ، لذا يجب علينا البحث عن الأسباب والتداعيات التي تقي الناس من هذه الشرور تطبيق القوانين والعدالة لابد أن يكون حكما رادعا ضد تجاوزات التواصل الاجتماعى لأنها تجاوزت كل الحدود، يجب أن تراقب الأسرة أبناءها وذلك ليس ضد الحريات الشخصية ويجب أن تحاسب أجهزة الأمن على مثل هذه التجاوزات.. وأن نمنع مثل هذه الكوارث التى تفسد الأجيال الجديدة.. إن حالة الانفلات على مواقع التواصل الاجتماعى تتطلب وقفة صدق مع الذات ،فالحرية لا تعني الفوضى
والحرية مسؤولية
إن جرائم الابتزاز وتشويه سمعة الناس والتشهير بهم أشياء تتعارض تماما مع الاخلاق والدين و قضية الفتاة التي تم ابتزازها من قبل وحوش ٱدمية ، تقرع جرس الإنذار لحماية شبابنا وشاباتنا ، وهي مسؤولية وطنية ، يجب على الجميع أخذها بعين الإعتبار
لقد كشفت دراسة جديدة أن هناك ما يقرب من( 50 تأثيرا ضارا ) مرتبطاً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ليست متعلقة بالصحة العقلية فقط ،بل أفاد أكاديميون في جامعة سيدني للتكنولوجيا عن 46 تأثيرا ضارا مرتبطا باستخدام مواقع مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، من بينها القلق والاكتئاب والمضايقات والتحريض على الانتحار والمطاردة عبر الإنترنت، والغيرة والإفراط في المعلومات، وانعدام الأمان على الإنترنت، كما كشفوا في ورقة بحثية جديدة.
وبشكل عام، تتراوح قضايا وسائل التواصل الاجتماعي من مشاكل الصحة البدنية والعقلية إلى الآثار السلبية على الأداء الوظيفي والأكاديمي، فضلا عن قضايا الأمان والخصوصية، وفقا للأكاديميين.
وفي الحقيقة:
ركزت الأبحاث حول الشبكات الاجتماعية "بشكل كبير على فوائدها وإمكاناتها"، كما يقولون، لكن هذا يعني أنه تم التغاضي عن آثارها السلبية.
ومنها أن بعض الآثار السلبية الأكثر شيوعا شملت الأضرار النفسية مثل الغيرة والوحدة والقلق وتقليل احترام الذات، بالإضافة إلى أشياء مثل التعرض للبرامج الضارة ومخاطر الاحتيال
لقد حبا الله مجتمعنا الفلسطيني بقيم الثورة ضد المحتلين ، حتى غدوا مشاعل حرية لكل الناس وحبانا أيضا المحبة والإحترام ، ولكن ذلك لا يمنعنا من الحذر ثم الحذر ثم الحذر لإن هناك وحوشاً ٱدمية تختبئ خلف تلك المواقع
خلاصة الحديث :
كل انسان حر فيما يسلكه ، لكن الحرية ليست فوضى بل اخلاق وقيم وحياة ولا بأس من استلهام العبر والدروس مما يحدث حولنا

كلمات دلالية

اخر الأخبار