في مواجهة ظاهرة التخلف الحضاري في مجتمعاتنا العربية

تابعنا على:   16:13 2021-12-29

محمد جبر الريفي

أمد/ في بلدان العالم الثالث بصورة عامة والمجتمعات العربية جزءا منها وتتشابه معها في الخصوصية القومية والدينية ونمط العلاقات الاجتماعية ذات النمط القبلي والجهوي ظهور التخلف فيها كظاهرة حضارية هو في الأساس ذو منشأ ذاتي وليس موضوعيا و كان بسبب غياب النشاط العقلي في تفسير الأشياء مما جعل الثقافة الغيبية هي السائدة وجاء الاستعمار الكولنيالي ليسرع في خلق أوضاع طبقية مشوهة مما عمق هذا التكوين الطبقي غير الطبيعي علاقات التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي العالمي الذي يستمر في هيمنته على تلك البلدان عبر تزويدها بسلع الحضارة الغربية البرجوازية الاستهلاكية لإشباع حاجاتها التي حرمت منها سنوات طويلة لذلك فإن في مواجهة ظاهرة التخلف الحضاري التي تعيشه مجتمعاتنا مرهون بتوفر عاملين هامين أولهما : التحرر من الثقافة الغيبية بأحداث مشروع تربوي عقلاني قائم على العلم والتكنولوجيا للحاق بركب التقدم الحضاري وثانيهما :استكمال مقومات التحرر الاقتصادي الكامل للتخلص من علاقات التبعية مع المركز الرأسمالي الامبريالي وهذه مهمة نضالية من مهمات القوي الوطنية والديمقراطية التي يجب أن تتطلع بها لإنجاز مرحلة التحرر الوطني والديموقراطي وبدون تحقيق هذين العاملين لتصحيح الوضع العربي الذي يئن تحت وطأة الأزمات السياسية والمعيشية فسوف يبقى التخلف بكافة مظاهره موجودا يمارس في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

اخر الأخبار