برقة.. فتى المخيم مازال عصياً على الترويض!

تابعنا على:   15:36 2021-12-26

د. جهاد ملكة

أمد/ كان من المتوقع أن عمليات الطعن والدهس وبعض عمليات إطلاق النار الفردية لن تبقى وحيدة في الرد على إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، وما كان الإرباك الليلي في بلدة بيتا ومنطقة جبل صبيح إلا الشرارة التي أشعلت الفعل الشعبي المنتظر منذ سنين، ليتمدد هذا الحراك ليصل ذروته ليلة أمس إلى قرية برقة شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، والتي يحاول الاحتلال ومستوطنيه الاستيلاء على بيوتها وأشجارها، وقتل المواطنين الفلسطينيين فيها، في مشهد غاب طويلاً عن الساحة الفلسطينية عندما هبت الجماهير الغاضية من نابلس وجنين والمئات من مناطق مختلفة بالضفة الغربية، ومن كل أطياف اللون الفلسطيني ومشاربهم نصرةً لأهالي بلدة برقة ولمساندة الهبة الشعبية فيها ضد إرهاب المستوطنين ولتعلن أن المخزون الثوري الفلسطيني بدأ يتململ مع انخراط حركة فتح أم الجماهير في هذه الهبة قيادةً وقواعد ممثلة بنائب رئيس الحركة المناضل أبو جهاد العالول الذي نزل إلى الميدان بمرافقة أبناء الحركة العملاقة ووقف بين الجموع المحتشدة في هذه القرى ودعا الجماهير للتحرك لصد هجمات المستوطنين وليثبتوا للجميع أن الفلسطيني "كعادته"، عنيدٌ لا يكسره محتل.

إن هبة برقة أثبتت للقاصي والداني أن الشعب الفلسطيني يمتلك كثيراً من القدرات "المعطلة مؤقتاً" في مواجهة الاستيطان، وما اجتياح برقة إلا جرس إنذار لدولة الاحتلال ومستوطنيها بأن الأرض ستحترق من تحت أقدامهم إذا استمروا في احتلالهم لأرضنا الفلسطينية وإذا ما استمروا في عربدتهم لأبناء شعبنا.

المطلوب اليوم هو أن تشارك جميع فصائل الشعب الفلسطيني في أسلوب المقاومة الشعبية السلمية والذي أثبت جدارته ونجاحه في مواجهة غطرسة دولة الاحتلال ومستوطنيها والذي له نتائج مبهرة على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، فعلى الساحة الوطنية نجد أن هذا الأسلوب يلقى قبولا ومشاركةً من جميع طبقات وفئات الشعب (طلاب وعمال وفلاحين)، ويلقى قبولا من جميع الفصائل لتنتج حالة من الوحدة الوطنية في الميدان، فتجد الفتحاوي بجانب الحمساوي بجانب الجهادي والجبهاوي، وبجانبهم الغير منتمي لأي فصيل وينتمي لفلسطين فقط. أما على المستوى العربي والإقليمي فنجد أن مشاهد المقاومة الشعبية السلمية تلهب الشعوب العربية غضباً على الاحتلال وتجعلهم يخروجون في تظاهرات في كل المدن والعواصم يهتفون لفلسطين تنديداً بجرائم الاحتلال ودعماً وتضامناً ومساندةً للشعب الفلسطيني. أما على المستوى الدولي فإن المقاومة الشعبية السلمية تلقى قبولا لدى المجتمع الدولي لأنها مشروعة وهي تفضح الاحتلال وتفضح جرائمه في العالم، لذلك فإن مردودها السياسي يكون كبيرا،

شكرا برقة وسبسطية ودير شرف وبزاريا وسيلة الظهر والناقوره وقرى شمال نابلس وكل قرانا الفاعلة والمحركة للمخزون الوطني والكفاحي لأنكم أثبتم أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لا يمكن أن يستكين طالما بقي الاحتلال وجرائمه، وأن فتى المخيم مازال عصياً على الترويض.

كلمات دلالية

اخر الأخبار