فلسطين ليست وطن مسلوب؟!

تابعنا على:   20:00 2021-12-23

محمد حسين قاسم

أمد/ بعد ما شاهدنا العديد من المباريات العربية الأخيرة، بدأت أرى باستغراب شديد أفكار (متقوقعة)، حيث أنني صدمت بالكثير من الكلام المحزن من البعض، هناك من يقول إن الفرق العربية التي تقوم برفع الإعلام الفلسطينية هدفها فقط استفزاز (المطبعين).

لكن أنا أتمنى ألا نصل لهذا التفكير المقلق، فكثيراً من العرب لها علاقات مع الاحتلال وفي نفس الوقت نرى في كل الاحتفالات الفنية والثقافية والرياضية ترفع اعلام فلسطين، ونحن بحاجة ماسة لإظهار العلم الفلسطيني في كل الظروف الممكنة واللا ممكنة، اذ اننا يجب ان نعيد احياء قضيتنا الفلسطينية والتي يحاول الكثير من محركي الدمى حبس أنفاسها.

كثيراً ما أرى  الجماهير العربية  وهي تلوح بالأعلام  الفلسطينية، حتى وإن كانت دولهم تربطها علاقات مع المحتل، لكنه دليلاً  على تمسك شعوبها  بالقضية الفلسطينية،  لذلك لا ينبغي أن يكون التفكير محدود عند البعض، وأخشى أن نصل لمرحلة يصبح فيها العلم الفلسطيني ممقوت، كما أشرت في السابق عن محركي الدمى الذين هم أساس هذه الزوبعة والتخبط في الأفكار، بهدف خلق الصراع أولا وقتل روح الانتماء ثانياً، وما يتم تناقله بين البعض هو بداية الصراع، والمفجع ان هناك صفحات اشك بانها تتبع لأناس يعشقون فلسطين، وأعتقد اعتقاداً جازماً بأنهم غرباء ينتهكون أسماء عربية لتكريس هذه المشكلة، لكن المشكلة الأعمق تأتي من الذين يتفاعلون مع هؤلاء، حيث تتكاثر التعليقات ويصبح الجميع يبني أفكار عشوائية لا أساس لها من الصحة، ونتفاجأ بأنها الأكثر تداولا على منصات التواصل الاجتماعي وهكذا يصبح المتفاعل فاسق.

حتى وإن طبع العالم أجمع مع الاحتلال يجب أن نسعى دائماً لإحياء قضيتنا الفلسطينية في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا وبناتنا، ويجب علينا أن نكون سعداء برفع العلم الفلسطيني حتى وإن كنا نختلف مع من يرفعه، فالقضية الفلسطينية ليست حكرا على أحد وليست ملكا لأحد، ففلسطين للعرب جميعاً أينما رحلوا وارتحلوا.

فلسطين لازالت تعاني، ولا زالت ترهقها الدماء، وهناك الكثير من الأسر الذين يفترشون ركام بيوتهم على أمل بناؤه من جديد، وهناك الآلاف الذين يقفون خلف القضبان يحلمون بالحرية، وهناك الملايين خارج فلسطين، مهجرين مشتتين، يتمنون في كل ليلة أن يأتي صباح جديد يحمل لهم خبر عودتهم لوطنهم المسلوب.

 فلسطين ليست أرض محتلة فحسب، فلسطين قاموس من الاضطهاد والمعاناة، وعلينا أن نكمل مسيرة اجدادنا واباءنا في تجديد عهد الحب والانتماء لفلسطين الحبيبة.

 ‏دعونا نتقمص دور الضحية ولكن بتشبيه يحمل قليلاً من الضرر

إذا فقدنا قليلا من المال نعيش كالبؤساء، وإذا فقدنا ما نملكه نعيش كالتعساء، وإذا أبتعد عنا قريب، يحرقنا لهيب الشوق..

 فما بالك فلسطين... فلسطين التي فقدت أطهر المقدسات، وأجمل المدن، واعرق الاثار، وتعانق الأرض واحداً كل يوم، ويقفل السجان بابه كل ساعة على الاطفال والشباب والنساء، هذا كله جانب مثقل، لكن الاثقل على كاهلنا، اخوة صغار فرقتهم قذائف المدفع ولازالوا يبحثون عن بعضهم في المنفى

فلسطين ليست وطن مسلوب فحسب، بل أرض وحرية وكرامة وحقوق.. أصبحنا نراها احلاما نتمنى أن تتحقق.

#ارفعوا_اعلام_فلسطين

كلمات دلالية

اخر الأخبار