فورين أفيرز: أمريكا بحاجة لإسترايجية بعيدة عن الخروج من الشرق الأوسط
أمد/ واشنطن: رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، يوم الأربعاء، أن واشنطن لم تخفض قواتها في منطقة الشرق الأوسط، بشكل حقيقي، رغم تصريحات مستمرة لمسؤولين أمريكيين حول الأمر.
وأشارت المجلة، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تخفِ رغبتها في الخروج من الشرق الأوسط، لكن "المنافسة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، تهيمن حاليًا على مناقشة السياسة الخارجية الأمريكية".
وقالت في تقرير إنه "على الرغم من كل الحديث عن الانسحاب من الشرق الأوسط والقلق الإقليمي الحقيقي بشأن التخلي عن الولايات المتحدة في أعقاب الانسحاب من أفغانستان، فإن الواقع على الأرض يشير إلى خلاف ذلك".
وأضافت "لا تزال واشنطن تحتفظ بشبكة مترامية الأطراف من القواعد العسكرية، ومن المرجح أن تؤدي الديناميكيات الإقليمية إلى مزيد من عدم الاستقرار والعنف ما يعزز المطالب باستمرار الوجود الأمريكي".
ورأت المجلة، أن الولايات المتحدة "لم تعد اللاعب العالمي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط بعد أن توسعت الاستثمارات الاقتصادية والتكنولوجية الصينية والنفوذ العسكري الروسي خلال العقد الماضي بشكل كبير".
وتابعت "ومع ذلك، وكما قد يرغب الأمريكيون في إنهاء التعامل مع الشرق الأوسط، فإن الشرق الأوسط لا يريد إنهاء التعامل مع الولايات المتحدة. الانسحاب الأمريكي ليس مجرد أسطورة بل إنه يمنع نقاشًا مهمًا في واشنطن حول كيفية تعديل سياساتها لتحسين حياة مواطني المنطقة والمساهمة في نظام سياسي أكثر عدالة في الشرق الأوسط".
واعتبرت المجلة في تقريرها، أنه "على الرغم من كل المخاوف في العواصم العربية من تراجع الالتزام الأمريكي بالشرق الأوسط، فإن المشاركة العسكرية الأمريكية في المنطقة تظهر استمرارية تواجد أمريكي أكثر مما هو مصرح به".
وقالت "لا يبدو هذا وكأن الإدارة الأمريكية تدير ظهرها لشركائها التقليديين، أو تضع حقوق الإنسان في قلب سياستها الخارجية".
ولفتت المجلة، إلى أن إدارة بايدن أشارت فعلا لإعادة تنظيم تواجدها العسكري من خلال الإعلان عن خفض أنظمتها المضادة للصواريخ في المنطقة، حيث أعادت التركيز على التحدي الذي تمثله روسيا والصين.
وأضافت "لكن ليس هناك أي مؤشرات على تخفيض جذري لعشرات الآلاف من القوات الأمريكية، أو أن واشنطن مستعدة لتجاهل الاحتياجات الأمنية لشركائها الإقليميين".
حرب الظل
وبالنسبة لإيران، أشارت المجلة إلى أن طهران ترى أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يمثل تهديدًا لمصالحها وهدفًا مناسبًا.
ونبّهت إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى تعزيز ردعها، قد تفضل ضرب أعداد صغيرة من القوات الأمريكية بدلا من القواعد الأمريكية الكبيرة في الخليج.
ولفتت إلى أن العداء بين الولايات المتحدة وإيران، أصبح متجذرًا بعمق داخل مؤسسات البلدين، خاصة وأن المتشددين عززوا سيطرتهم في طهران لدرجة أن محاولات إعادة ضبط العلاقة باتت أمرا غير مرجح في السنوات المقبلة.
وقالت "حتى إذا تمكن صانعو السياسة الأمريكيون من تجنب حرب شاملة مع إيران واحتواء طموحاتها النووية، فمن المحتمل أن يجدوا أنفسهم في صراع منخفض الدرجة على النفوذ الإقليمي مع طهران".
وتابعت المجلة "صحيح أن طهران وافقت على العودة للمفاوضات النووية، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن سيكون لديها النطاق السياسي لتخفيف العقوبات من أجل أن توافق إيران على وقف انتهاك الاتفاق النووي".
وختمت المجلة بالقول إنه "يمكن للولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها مساعدة الشركاء الذين يريدون تحويل المنطقة إلى منطقة استقرار. وفي كلتا الحالتين، لن تنفصل الولايات المتحدة والشرق الأوسط، لكن يجب على واشنطن اغتنام الفرصة لتكون جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة".