"أشواق تشرين"

تابعنا على:   20:02 2021-11-30

شاكر فريد حسن

أمد/ (المقدمة التي كتبتها لديوان الشاعرة روز اليوسف شعبان الصادر حديثًا ويحمل اسم "أشواق تشرين") 

هذا هو الديوان الشعري الثاني للشاعرة المبدعة د. روز اليوسف شعبان، بعد ديوانها البكر "أحلام السنابل"، ويحتوي مجموعة من القصائد والأشعار والنثريات المفعمة بالرومانسية، التي تناجي الحبيب وتحاكي الحب والوطن والطبيعة والإنسان والجمال.  

شاعرتنا روز تنسج كلماتها من جبين الشمس، وتكتب على النبض وإحساسه تعابير مخملية رقيقة بهمس تغاريد الصباح وغفوة الندى، وما يميز كتابتها مقدرتها الواضحة على المزج والجمع بين جمال الكلمات وعذوبة المعاني وجزالة اللفظ، والرهافة والشفافية، وعمق المضامين، والجمالية الفنية من جهة، ورمزية اللغة الشعرية من جهة أخرى. وتأتي قصائد الديوان عامة إلا بهدف الامتاع وعدم إرهاق القارئ في البحث عن معاني الكلمات في المعاجم اللغوية، ونجدها تبتعد عن التراكيب المعقدة، واعتماد العبارات والجمل والصور الحية البعيدة عن الألفاظ المحنطة، واستخدام الإيحاء والتصوير وبهاء التشكيل والحركة الداخلية للنص، والإيقاع الذي يلف أطياف قيدتها كطفل يتهادى بموسيقى محببة للنفس. 

ويعبّر هذا الديوان عن تجربة وجدانية ذاتية شاملة، فهو رؤية عميقة، أداتها اللغة الحسية الحية، وحصانها الخيال الجامح، فتسافر وتجنح بدلالة اللغة الحقيقة إلى دلالات مبتكرة، وإيحاءات مدهشة، وتحاول الإمساك بلحظات حُبّ ووجد وفرح غامر وشوق عاصف غير ابهة بالوجع. إنها منحازة للمضمون في سياقه الوجداني العاطفي الإنساني، وأكثر حضورًا في السبك والنسج الشكلي البنائي للقصيدة، وإبرازها القيم الجمالية فيها. وإذا تأملنا قصائدها على وجه العموم نجد محاورها ومستوياتها الإيقاعية والأسلوبية والتشخيصية، وانتقاء المفردات، واختيار اللغة والمضمون من منظور إنساني خالص، وإحساس دافئ ومرهف. 

روز اليوسف شعبان تملك تجربة قيّمة تستحق الاهتمام، في نصوصها نزعة جمالية واضحة، متسلحة بأدوات التعبير والصياغة، شعرها رقيق عذب، متدفق من شلال وجداني انسيابي. ولا يمكن أن يكون الشاعر مبدعًا ومؤثرًا دونه، والشعر الحقيقي هو الذي يأخذك باتجاه الشمس وسطح القمر وحدائق الورد، وتعوم معه وسط البحر في جو ربيعي، رغم تساقط الأوراق. وهذا هو شعر روز، التي اراهن على شعريتها، واتنبأ لها مستقبلًا شعريًا وادبيًا بما تملكه من موهبة وثقافة وشاعرية وصفاء روحي وقيم إنسانية. وإنني أترك لكم متعة القراءة، والحكم على قصائد الديوان، ومزيدًا من التقدم والنجاح والتوهج والتألق يا شاعرة النبض والرقة والسنابل.

كلمات دلالية

اخر الأخبار