القضية الفلسطينية بعد اسلو بين التطبيع والانقسام

تابعنا على:   16:10 2021-11-30

أمد/ #سياسات وافكار..

لم تعد القضية الوطنية الفلسطينية لها مركزيتها واولويتها على القضايا السياسية الاخري لدى اهتمام الأنظمة العربية على مختلف توجهاتها السياسية المتنوعة كما كان الحال في السابق يوم أن كانت القضية الأولى على أجندة أعمال مؤتمرات القمة العربية والشغل الشاغل للنظام العربي الرسمي في مخاطبة الرأي العام الدولي ونسج علاقاته السياسية الدولية على أساس الموقف منها وبالتوصل الى تفاقية اوسلو تهمش دور منظمة التحرير الفلسطينية في النظام السياسي الفلسطيني لتصبح السلطة الوطنية هي المؤسسة السياسية الفلسطينية الأولى الفاعلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية حيث يتم مخاطبتها وحدها في أمور التسوية التي تجرى بشأنها مفاوضات فلسطينية أسرائيلية بين الفترة والآخرى وعادة ما تتجدد هذه المفاوضات برعاية امريكية وذلك قبل أن تصل إلى التجميد الحالي اما القضية الفلسطينية فقد اختلط فيها العامل السياسي بالإنساني وكلما تأخرت التسوية السياسية على أساس مشروع حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي كلما غلب الطابع الإنساني على الطابع السياسي وابتعدت القضية عن كونها قضية تحرر وطني وهو الهدف الذي يسعى إليه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. .. جاء الانقسام السياسي البغيض قبل أكثر من 13 عاما ليقوض نظام السلطة الوطنية في قطاع غزة مما أحدث هذا الانقسام شرخا في طبيعة العلاقة بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة باعتبارهما ولاية جغرافية واحدة وقد طال تأثير هذا الشرخ كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في القطاع المحاصر وعلى المستوى القومي ساهم في تسارع التطبيع العربي مع الكيان اما الجماهير العربية فقد تراجع هي الأخرى حماسها لتحرير فلسطين وهي ترى أصحاب القضية أنفسهم يتصارعون على مسألة الحكم في اطار سلطة تحت الاحتلال .. بتعثر تحقيق المصالحة وفي حال بقاء هذا التعثر على حاله تكون الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة قد خسرت معركتها الحالية مع المشروع الصهيوني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه على حدود 67 ؛؛لكن مع ذلك سيبقى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائما وكذلك الصراع العربي الصهيوني حتى تتحقق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية حسب قرارات الشرعية الدولية. 

اخر الأخبار