الدولة الواحدة .. حديث الشارع الفلسطيني

تابعنا على:   10:58 2021-11-30

م . عماد جيباوي

أمد/ كنت قبل 8 سنوات ابحث على جوجل عن اي مقال او صورة لها علاقة بالدولة الواحدة , اليوم أصبحت حديث الشارع الفلسطيني والاسرائيلي .. طبعاً بشعوران وفهمان مختلفان.. الفلسطيني يرى فيها أمل بمستقبل أفضل والاسرائيلي يرى فيها نهاية كيانة .. في الحقيقة هما وجهان لنفس العملة ... فلا مستقبل أفضل إلا بتفكيك الكيان وإقامة دولة المساواة للطرفين ..

لو قلنا للاسرائيليين تعالوا نتفاوض ( هي المفاوضات الوحيدة المطلوبة والمسموحة ) على إقامة دولة ديمقراطية واحدة من النهر الى البحر ، دولة حرية وعدالة ومساواة للجميع تضمن حق العودة للاجئين والشتات.. ماذا سيكون الجواب ؟؟ بالتأكيد رفض شديد فذلك يعني زوال كيانهم العنصري !! هذا يعني أن هكذا مفاوضات لن تحصل في ظل موازين القوى الحالية .. يصبح السؤال كيف نغير موازين القوى لصالحنا ؟؟ لفرض هذا الحل ؟؟ غصباً عن إسرائيل قبلت أم لم تقبل .

إن ضعف الفلسطينيين وتشتتهم مقرونا بجشع وطمع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بكل الأرض، يدفع الى استيطان أكبر وأعمق و عنصرية وتطرف ، وتجسيداً للدولة اليهودية و نظامها ( الابارتهايد ) . و ضعف وتهميش السلطة وتقسيم الضفة الى كانتونات، وعزل غزة وفصلها عن الضفة بالكامل . وتصبح إقامة دولة فلسطينية بموافقة إسرائيل مستحيلة , الفلسطينيون يعلمون ذلك و إسرائيل أعلنت ذلك مرارا وتقراراً ..

كل المعطيات تشير الى ان حل الدولتين انتهى بلا رجعة , عملية وقت بل أقرب مما نتصور ويدفع هذا الواقع المأساوي الى تبلور وضع ثوري فلسطيني رافضا للوضع القائم يدعو الى العودة إلى ما قبل أوسلو، وما يتطلبه ذلك من إلغاء الالتزامات المترتبة عليه، بما فيها سحب الاعتراف بإسرائيل،إعادة بناء القدرات، وتراكم القوة والإنجازات، ووضع خطة للتخلص من أوسلو والتزاماته بالتدريج، وتغيير السلطة، وإعادة بناء المؤسسات والنظام السياسي، خصوصًا منظمة التحرير، على أسس وطنية ومشاركة حقيقية وديمقراطية توافقية ومحولا النضال إلى دولة ديمقراطية واحدة بحقوق متساوية .

إن الدولة الديمقراطية الواحدة ليست مجرد هدف بعد التحرير , وإنما طريق واستراتيجية لها شعاراتها ( حرية, عدالة ,مساواة , العودة ) ولها تحالفاتها وقواها , وتوحد كل شعبنا اينما كان وتعيد تعريف الوطن من النهر الى البحر وتقدم حلا للوجود اليهودي الإسرائيلي في فلسطين . و هي مرحلة نضالية متصاعدة ومقاومة مفتوحة تعتمد بالأساس المقاومة الشعبية بكل أشكالها والمقاطعة العالمية على غرار جنوب أفريقيا وأي أسلوب مقاومة يبتكره شعبنا المناضل , تستمر لسنين حتى تفكيك كيان الأبارتايد .وهزيمة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري .

إن هذه الاستراتيجية تتجذر في الوعي الشعبي الفلسطيني يوما بعد يوم ويتمحور النضال في كل الجبهات على هذا الأساس , ولكم أن تراجعوا إنتصارات شعبنا على الساحة الفلسطينية والعالمية كان أساسها المقاومة الشعبية ( الانتفاضة الأولى ) والمقاطعة العالمية .. وهذه الاستراتيجية تنقل الرؤية من مجرد فكر وهدف الى استراتيجية نضالية تشمل الكل الفلسطيني وتفتح المجال لكل اليهود الغير صهاينة بالمشاركة الفاعلة للخلاص من براثن الصهيونية .

اخر الأخبار