قناديل مشرقة

تابعنا على:   17:30 2021-11-29

جلال نشوان

أمد/ (أسرانا وأسيراتنا الأبطال ) ننام وأمامنا المدافئ ، وهم يرتجفون من البرد ، نمارس حياتنا العادية بكل تفاصيلها ، وهم يقارعون ظلم السجن والسجان أي بطولة ؟ وأي فداء ؟ أي شجاعة وبسالة وعزم وشموخ ؟.

يخوض أبطالنا الأسرى والأسيرات معارك الأمعاء الخالية ، في مشهد تعجز الأقلام عن وصف رجولتهم وشهامتهم , ونحن نأكل مالذ وطاب ، وعند التضامن معهم ، نجد فقط العشرات ، وهنا نتساءل :

أما ٱن الأوان أن نحمل همومهم وٱلامهم ؟
أما ٱن الأوان أن ننفض الغبار عن أنفسنا ونتوجه إلى مراكز الصليب الأحمر ؟
يقارعون جلاوزة السجون من القتلة الإرهابيين الصهاينة ، ممن فقدوا كل مشاعر الإنسانية ، ونحن لا نعبر ذلك أي انتباه
القضية ياسادة في منتهى الأهمية :
بالله عليكم ، كم من شهيد قضى نحبه من ممارسات القتلة الصهاينة ؟
حتى الدواء يعطى لهم من الأدوية التي تداوي أبسط الجروح
وللأسف دعاة حقوق الإنسان يتشدقون ليلاً ونهاراً بحقوق الإنسان ويتغنوا بسمفونيتهم السخيفة

لقد سجل أبطالنا الأسرى بطولات مشرفة ، وأضحوا أيقونات للحرية في هذا الكون ، يجابهون المحتل بالاضراب عن الطعام أو ما يعرف بـ "معركة الأمعاء الخاوية ، وقليل من الملح،
أنها الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها المعتقلون لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة – جسدية ونفسية- وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم، بدءا بالشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، ووهو بذلك أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، ومروراً بالشهيد راسم حلاوة وعلي الجعفري واللذين استشهدا بتاريخ 24/7/1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على أثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14/10/1992 في إضراب سجن عسقلان.

حقاً :
انها قناديل أضاءت الكون باشراقاتها ، وانتزعت حريتها ولعل الانتصارات التي حققها أبطالنا كالغضنفر وكايد الفسفوس وخضر عدنان وكل المناضلين الذين انتصروا على السجان
وفي الحقيقة ، لا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاذ كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين، حيث أن الأسرى يعتبرون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، كما تعتبر أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل والسلطات الصهيونيه والرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، كما أنها تبقى أولاً وأخيراً معركة إرادة وتصميم.
لن ينسى شعبنا إضراب السجينات الفلسطينيات المناضلات في بتاريخ 28/4/1970. والذي استمر تسعة أيام ، حيث تعرضن جراء الإضراب للإهانة والعقوبات منها العزل في زنازين انفرادية ، لكنهن قدمن أروع نماذج الشرف والعز والفخر والكبرياء.

ولن ينسى شعبنا عملية عشّاق الحريةمن سجن الجلبوع التي أشعلت روح الثورة في شعب ما زال يأبى الخضوع والاستكانة لجبروت الواقع الاحتلالي الصهيوني البغيض ، الذي يجثم على أرضنا أن معجزة البطولة التي اجترحها أسرى الجلبوع باختراق التحصينات الصهيونية التي أعدها خبراء إجانب وإصرارهم على الوصول إلى الضوء الذي في نهاية النفق ومعانقة فضاء الحرية، لا تقل عن معجزة البطولة التي سبق واجترحها الشباب المقدسي في باب العامود والشيخ جراح وساحات الأقصى، وأشعلت هبّة أيّار الشاملة على امتداد الوطن الفلسطيني من غزة إلى اللد ويافا، ومن عكا وحيفا حتى جنين ونابلس.

إن قضية أبطالنا الأسرى والأسيرات ، ستظل ماثلة في وجدان شعبنا ، وكانت وستظل مستنهضة المشاعر الوطنية وإشعال ساحات الوطن بالمظاهرات والمواجهات في وجه الاحتلال المجرم الذي يخالف كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية يا قناديل العز والفخر والكبرياء :

نطير إجمل التحيات لكم أبطالنا مفعمة بروح الشهداءالعظام
نطيرها لكم مع إشراقة كل صباح و غروب شمس
نطير تحياتنا يا قناديل فلسطين المشرقة
مع سحب السماء
لتمطر وتروى ارض الشهداء
فينبت فيها الفل والريحان
ويزهر ورد ربيعها في أجمل بستان
إليكم يا قناديل العز والفخار
يا اسوداشامخة خلف القضبان
بكم تفتخر الأوطان
فأنتم الرجال الرجال
إنتم الرجال الصامدون الذين يأبوا الذل والانكسار
إنتم الزهور التي تفوح عطراً ومسكاً
يامن دفعتم حياتكم ضربية العزة والانتصار
وسوف يأتي اليوم الذي تنكسر فيه القضبان

كلمات دلالية

اخر الأخبار