حواجز الضفة ساحات للإعدام

تابعنا على:   12:57 2013-11-10

خالد معالي

تنتشر حواجز الاحتلال العسكرية كغدد سرطانية قاتلة في مختلف مناطق الضفة الغربية، خاصة على أبواب المدن والقرى والبلدات؛ حيث يتواجد عليها جنود ومجندات أصابعهم على الزناد طوال الوقت؛ يتصيدون، يترقبون، وينتظرون فريستهم من الشباب لقتلهم بدم بارد؛ كما حصل قبل يومين على حاجزي زعترة والكونتير.

ترى؛ هل مصادفة أن يستشهد شابين في ليلة واحدة، وبينهم ساعتين أو ثلاث؟! وهل مصادفة أن الاستشهاد على  حواجز الضفة الغربية؟! وهل مصادفة أيضا أنهم في سن الشباب؟! وهل مصادفة أيضا أن إعدامهم جرى بالليل ؟!

الصور التي نشرها الاحتلال من السهولة جدا أن تفبرك، فالاحتلال يكذب كما يتنفس، وللكذب  عندهم فنون. لا يعقل أن يفكر المحاضر الجامعي جمال الدين عودة باللعب مع جنود الاحتلال بالألعاب النارية على حواجز الموت الخطرة! ولا يعقل أن يفكر الشاب أنس الأطرش بطعن جندي بسكين صغير!

يكذب الاحتلال بزعمه أن الحواجز لحفظ الأمن، ومنع عمليات المقاومة ضده؛ فقد نجحت المقاومة بتفجير قلب مدن الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى؛ حيث كانت الضفة الغربية محاصرة بشكل خانق وكبير جدا لا يقارن بحالة حواجز الضفة اليوم.

كل فلسطيني يمر عبر الحواجز يتنفس الصعداء بعد عبورها؛ فالمئات قتلوا على حواجز الاحتلال بدم بارد، وآلاف آخرون اعتقلوا. دولة الاحتلال وبسهولة عجيبة؛ حولت الحواجز العسكرية التي تقيمها في الأراضي المحتلة إلى حواجز للموت والاغتيال على أبواب المدن والبلدات في الأراضي الفلسطينية.

الملاحظ أن معظم من استشهدوا من الشبان على الحواجز، قد استشهدوا في نفس الظروف والملابسات. حجج وذرائع الاحتلال لتصفية الشبان بدم بارد هي...هي..، تتكرر بين فترة وأخرى، ولا تتغير؛ حيازة سكين، لم ينصاع للأوامر، حركة مشبوهة، لم يتوقف، حيازة جسم مشبوه...

تشير الإحصائيات الفلسطينية؛ إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا في عمليات إطلاق النار عليهم من قبل جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية – الثابتة او الطيارة- وقتلوا بدم بارد، او منع المرضى من عبورها بحجج واهية، قد ارتفع الى 413 شهيدا منذ انلاع الانتفاضة الثانية.

من بين الشهداء حوالي 32 طفلا ولدوا أمواتا على تلك الحواجز بسبب منع الجنود النساء وهن في حالة مخاض من الوصول إلى المشافي.

لا يتوقف  خطر الحواجز على أرواح الشباب الفلسطيني والأطفال؛ بل تتعدى ذلك إلى إضعاف الاقتصاد الفلسطيني، والنسيج الاجتماعي، وإيجاد حالة من القهر والشعور بالعجز؛ أمام جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة.

تحظر القوانين الدولية المس بأرواح المدنيين أو تغيير طابع الأرض المحتلة، أو تقييد حركة التنقل بين المدن والقرى والبلدات؛ ولكن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل هذا، وكأنه فوق مستوى البشر.

الحل مع الاحتلال؛ يكون كما فعلت كل الشعوب التي احتلت أراضيها. فلكل فعل رد فعل، ومن يظن انه أقوى من السنن الكونية، وطبائع الأشياء، فهو يتحدى الله خالق الكون ومنظمه، وموجده ضمن قوانين لا يمكن الانفكاك منها، ولا جدال بان من يتحدى الله سيبوء بالخسران والخيبة في الدنيا والآخرة.

 

 

اخر الأخبار