تمهيداً لإقامة منطقة حرة

صحيفة عبرية: اتفاق سري للماس بين إسرائيل وقطر تعزيزا للعلاقات

تابعنا على:   07:44 2021-11-27

أمد/ تل أبيب: توصلت قطر إلى اتفاق تجاري مع إسرائيل بشأن الماس، وذلك بعد سنوات من ”المقاطعة“ الدبلوماسية بين البلدين، ورغم إعلان الدوحة معارضتها ”الشديدة“ لمعاهدات السلام العربية الإسرائيلية المعروفة باسم ”اتفاقات إبراهام“.
وقالت صحيفة ”غلوبس“ العبرية، إنه على الرغم من أن الاتفاق يتعلق بترتيب فني ظاهريًا في قطاع أعمال مهم، إلا أنه يحمل في طياته وجود علاقات مباشرة بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله ”إن الإمارة الخليجية لا ترى مشكلة في إبرام المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، طالما أن ذلك يناسب مصالحها، كما حدث في حالة اتفاق الماس الأخير.“
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن ”قطر ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل  حيث تعهدت بالسماح لأي سائح يرغب بالحضور إلى الألعاب، وعليها أن تثبت للعالم أنها ستفي بتعهداتها، و(اتفاق الماس) مع إسرائيل يُشير إلى رغبتها في الظهور منفتحة على العالم“.
وأكدت الصحيفة أن الحكومتين القطرية والإسرائيلية، توصلتا إلى اتفاق تجاري بشأن الماس سيمكن الدوحة من الانضمام إلى قائمة الدول التي يحق لها تجارة الماس، مُشيرة إلى أن الدوحة تعهدت بالسماح لتجار الماس الإسرائيليين بدخول البلاد دون صعوبة، وحتى إقامة مكاتب تمثيلية إذا رغبوا بذلك، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن ”الاتفاق وقعه كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في البلدين،“ دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأوضحت الصحيفة أن ”قطر تعتزم إنشاء منطقة تجارة حرة تتخصص في الأحجار الكريمة والذهب، ثم لاحقًا لتشكيل بورصة للماس على غرار دبي“.
وأضافت أن هذه الخطوة لا تزال تتطلب الموافقة النهائية من قبل الجلسة الكاملة للدول الأعضاء في ”خطة عملية كيمبرلي لإصدار الشهادات“ (هي نظام اعتماد دولي ينظم تجارة الماس الخام)، ويتطلب إنشاء بورصة موافقة ”اتحاد تبادل الماس“، مُشيرة إلى أن الطريق سيصبح مفتوحًا أمام قطر بعد إزالة المعارضة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن رون ملخا، مدير عام وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، قوله ”إنه في أعقاب الحوار الوثيق والمستمر بين الوزارة وتجار الماس الإسرائيليين ومع وزارة الخارجية أيضًا، تلقت إسرائيل تعهدًا من قبل قطر بعدم الإضرار بمصالح تجار الماس الإسرائيليين وعدم التمييز ضدهم، وتعهدت الدوحة أيضًا بسهولة وصول تجار الماس إلى المركز التجاري الذي تنوي قطر إقامته.“
وأضاف ملخا أنه ”وبعد هذا الالتزام، لم تعترض إسرائيل على انضمام قطر إلى المنظمة، وهذا التطور يدل على تعزيز مكانة إسرائيل الاقتصادية والتجارية.“
ولدى سؤاله عما إذا كانت الاتفاق مع الدوحة ينذر بمزيد من الاتفاقات في المستقبل، أجاب ملخا أن بلاده مستعدة ومنفتحة على أي مبادرة ونهج من أي دولة في المنطقة، بما في ذلك قطر.
من جانبها، قالت مصادر في بورصة الماس الإسرائيلية إنها ترحب بالاتفاق ووصفته بـ“الإنجاز“، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تُعد مهمة للغاية لأنها ستفتح أسواقًا جديدة لتجار الماس الإسرائيليين ولصناعة الماس الإسرائيلية، وستساعد في النهوض بالاقتصاد، وتمثيل الدولة في جميع أنحاء العالم.
في المقابل، قالت ”غلوبس“ إن الأهمية الاقتصادية المباشرة للاتفاقية ليست عالية، على الأقل ليس في السنوات القليلة المقبلة.
ووفقًا لكبار المسؤولين بمجال الصناعة في إسرائيل وفي بورصة دبي للماس، سيستغرق الأمر من القطريين وقتًا لتأسيس تجارة مهمة والحصول على موطئ قدم في مجال يسيطر عليه لاعبان مخضرمان قويان.
مستقبل اقتصادي – تجاري
وأضافت الصحيفة، أن العلاقات الوثيقة والمباشرة بين إسرائيل وبورصة دبي للماس توفر روابط للتجار من الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتابعت أنه ”ومع ذلك، تكمن أهمية الاتفاق في كونها أول اتفاقية تجارية بعد قطع العلاقات بين البلدين، وكونها انفتاحًا أيضًا على مستقبل اقتصادي – تجاري بين الجانبين.“
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه من خلال المحادثات مع المصادر الدبلوماسية والتجارية التي تتعامل في الملفات التجارية مع دول الخليج، يبدو أن الخطوة (اتفاق الماس) تمثل مزيجًا من الاحتياجات والمصالح والرغبة من جانب قطر في عدم استبعادها في الميزان الدبلوماسي الجديد في الشرق الأوسط بعد اتفاقات أبراهام“.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد انقطعت، في العام 2009، خلال عملية ”الرصاص المصبوب“ في قطاع غزة.
وأوضحت ”غلوبس“ أن ”اتفاق الماس“ قد يكون علامة على ذوبان الجليد من جانب الدوحة، وإمكانية إبرام اتفاقيات اقتصادية وغيرها، حتى لو لم يكن هناك تطبيع كامل للعلاقات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها ”إن قطر شهدت نجاحًا اقتصاديًا وتجاريًا لـ(اتفاقات أبراهام) وإمكانياتها الكبيرة، وتسعى إلى طريقة أنيقة للانضمام إلى العملية حتى ولو جزئيًا.“
وعلى الجانب السياسي، لفتت المصادر إلى ”نقطة أخرى يجب التفكير فيها، هي أن أحد المناصب القيادية لقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موجود في قطر، وتستضيفه الحكومة القطرية بسخاء“ وتقصد (خالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسي في الخارج).
وتابعت المصادر أنه ”بالنسبة لإسرائيل، فإن ذوبان الجليد في العلاقات يمكن أن يثمر الكثير، بالتأكيد على المستويين الاقتصادي والتجاري، ولكن ربما أيضًا على المستوى الدبلوماسي، في إبعاد قطر عن الدول والمنظمات المعادية لإسرائيل وتقريبها من الأخرى المعتدلة.“

اخر الأخبار