أبو عمار،،، بأية حال عادت ذكراك

تابعنا على:   09:12 2021-11-11

د. ياسر الشرافي

أمد/ منذ رحيلك قبل سبعة عشر عام، و نحن الفلسطينين قف سر وبل في تراجع مخيف على الصعيد النفسي و الإجتماعي و الأخلاقي ، ليست هناك أفق للتحرير حيث الانقسام تجذر فينا و أصبحت مقاومتنا للاحتلال موسمية ،و بل من أجل المحافظة و تكريس الانقسام ، و أصبحت الخيانة وجهة نظر وأصبح الفدائي منبوذ وطنياً ، و تراجع الانتماء الوطني للقضية الفلسطينية اميال و اميال ،و أصبح التنسيق الأمني مع الاحتلال مقدس ،و أصبحت مقاومتنا من وجهة نظر المتخاذلين عبثية ،و أصبح حامل البندقية في الشق الآخر من الوطن قاطع طريق ،و هناك من تجرأ على طمس المؤسسة التي تحمل اسمك و تخلد إرثك العظيم ،

 هناك من أبناء جلدتك من شارك في تشكيل الحكومة الصهيونية، و شارك في تمرير ميزانية العدو الصهيوني لقتل أبناءك و لبناء المستوطنات التي أصبحت على بعد أميال من ضريحك الطاهر ، و أصبح أبناءك الأسرى يحفرون الأنفاق من أجل تحرير أنفسهم ، حيث لم يعد تحريرهم على سلم أولويات من يقود سفينة هذا الوطن المتهالكة ، و بل تطاول هذا على أبناء الحركة العظيمة ، فكل يوم نستيقظ على فصل رجالك الشرفاء من هذه الحركة العظيمة ، و كأن هذه الحركة التي أُسّست من أجل تحرير فلسطين عزبة خاصة لهؤلاء الذين اعتادو على بروزة أعناقهم بالقرفتات ، تيّبس غصن الزيتون في أيديهم و أصبح عصا لكل من يخالفهم الرأي ، و بندقية التحرير لم تعد قائمة على أجنداتهم

أبو عمار ....

 لم يعد الشعب الفلسطيني قادر على إنجاب سلالة نسل من جيناتك ، وكأن رحم الأم الفلسطينية أصبح عاقر منذ رحيلك، حتى كتابة هذا المقال اصبح ابنائك المهاجرين بين امواج البحار من اجل ضيق الحال وجبة غنية تلتقطها الاسماك ، حيث نحن منذ رحيلك نقبع في دائرة التوهان و في حالة البحث عن الذات الفلسطينية ، و بل تعدى هذا الى أبناء جلدتنا العرب الذين تاهوا بين رمال التطبيع المتسارعة مع العدو الصهيوني ، واستبدل شعار تحرير فلسطين الذي يمر من العواصم العربية بأعلام العدو الصهيوني، التي ترفرف بكل وقاحة في بلاد لغة الضاد ، و تناسوا هؤلاء السبب الحقيقي وراء زراعة هذا الكيان الغاصب بين ومضات تلك الأمة العربية ،

و تمدده ما بين النيل و الفرات ، حيث لم يعد نشيدنا القومي بلاد العُرب أوطاني ، بل أصبحت بلاد العرب مرتع للنشيد الصهيوني الذي يدعوا إلى قتل العرب أينما كانو ، وأصبحت الوصاية على القرار الفلسطيني تطوف ما بين الدوحة، و تل الربيع ،و طهران ،و انقرة ، و واشنطن ، و كأن الشعب الفلسطيني أصبح بغير راشد أو عاقل في حماية نفسه من هؤلاء الغزاة الجدد، و الذين لايختلفون قيد أنملة عن هذا الكيان الصهيوني في أطماعهم ،بتفتيت هذه الأمة و السيطرة عليها ، متناسين هؤلاء و هؤلاء الحديث النبوي الشريف، أن الخير في أمتي إلى يوم الدين ، و أن نهاية أي احتلال لفلسطين أو للأمة العربية هي مسألة وقت لا أكثر .

ابو عمار ... نم قرير العين فلا نامت عيون الجبناء ، حيث العهد هو العهد و القسم هو القسم .

كلمات دلالية

اخر الأخبار