المشهد الفلسطينى

تابعنا على:   21:21 2021-11-09

غازى فخرى مرار

أمد/ لشعبنا اخوتى واخواتى الاعزاء ( الحلقة الثانيه )
المشهد الفلسطينى تملؤه الاحداث , العدوان يتصاعد , المواقف الامريكية والاوروبية تتصف بالميوعه والمواقف العبثيه دون فعل على الارض , وكذلك المواقف الدوليه لا تتدحرج خطوة الى الامام سواء قرارات الامم المتحده او منظماتها ولا مواقف الدول الصديقه غير قادرة ان تفرض ارادتها من اجل تحقيق اى من مطالبنا او حقوقنا , مما يجعل شعبنا لا يعلق امالا كبيره على وهم الكلام وصدى الاحاديث والوعود فى الغرف المفتوحة او المغلقه واخرها اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلى مع وفد الكونجرس الذلى اكتفى بهز الرؤس وكتابة الملاحظات , امام الوعيد لرئيس حكومة الكيان بينت الذى رفض نقل القنصلية الى القدس العربية او اقامة دولة فلسطينية وكان بايدن لم يعد فى حملاته الانتخابية . كذلك تصريحات الرئيس عباس اليوم فى افتتاحه للمركز الرئيسى للانتخابات فى رام الله وحديثه السياسى برفض المواقف الاسرائيلية .
تابعت اليوم قبل ان اجلس لاكتب الحلقة الثانية فى حديثى اليكم احبتى والحديث اليكم يريحنى لاننى اتكلم فى الشان الفلسطينى واحاول تحريك المياه الساكنه التى قربت على الاسنه , فاتوجه اليكم علنا نفكر سويا فى الخروج من هذا المستنقع الذى نسهم جميعا فيه ولا نستطيع ان نحركه . تابعت اليوم عمليات العدوان المتصاعد بهدم المنازل فى الطور بايدى صاحبه وفى بيت حنينا وشاهدت الفتاة المقدسية من دار الحسينى تبكى على اطلال المنزل وتتساءل الى متى سنبكى على الاطلال , ونفس العدوان على قرية مسحه قضاء سلفيت والزاوية والولجه بما فى ذلك قتل 70 شجرة زيتون جنوب الخليل وكسر ذراع مواطن فلسطينى على ايدى الشرطة الاسرائيلية , قرب بئر ماء لمنعهم من الشرب ااو سقية اغنامهم , هذا جزء من العدوان سقته كمقدمة لحديثى . صحيح ان شعبنا يقف ويحتج ويحتفل ويحيى ذكرى الشهيد ابى عمار وصحيح ان القادمين من مصر ولبنان وعدد من بلدان الشتات الذين وصلوا وشاركوا مع ابناء شعبنا فى بيتا تحية لمقاومة شعبنا وطرد المستوطنين من جبل اصبيح ووقوفهم مع الاسرى المضربين عن الطعام لليوم بعد المئة وتفاعلهم مع شعبنا ووقوفهم مع صموده على الارض الفلسطينية كما حدث فى مدرسة بنات جنين فى التوعية التى نقدرها ونحترم كل الجهود التى يبذلها المخلصون للوقوف على اخطار العدو وجلرائم العدوان . لكننى ساصل الى النتائج التالية على ضوء هذه المقدمة : العدوان يستهدف كل شعبنا البشر والشجر والبيوت والمقدسات ونحن نعيش الحلقات التى قاربت على النهاية لهذا العدوان ولا بد ان نؤكد ان الاستنكار واحياء المناسبات والبكاء على الاطلال لن ينقذ الوطن وهنا اطالب كل القوى المنظمة من فصائل ومؤسسات ان تعيد بناء نفسها لتقدم الشباب نحو الصفوف الاولى وكل من يؤمن بهذا الوطن ونعيد بناء الشباب على اساس التصدى والمقاومة فلا ينفع هذا المستوطن ان يتجمع عشرات الشبان ليلقوا الحجارة ويقدموا شهيدا وعددا من الجرحى ويعودون الى منازلهم يكتفون بما قدموا . نحن بحاجة الى وسائل اخرى يعرفها من عاش الثورة فى ينابيعها الاولى وكيف كان التقدم عبر النهر الى ارضنا المحتلة . اعيدوا يا اخوتى البنى التحتيه واطلبوا من كبارنا ان يرتاحوا ليتقدم الى النضال والمقاومة الشباب الذى يعد نفسيا وجسديا للتصدى لهذا العدو وقطعانه من المستوطنين . ارى ان هذا الامر غائب عن فصائلنا ومنظماتنا , ونحن نتحدث نظريا دون فعل على الارض ونكتفى بالتصريحات حول وحدة الفصائل فى جبهة يسار او قيادة مقاومة ولا نرى فعلا , نحن احوج ما نكون الى الفعل لا بد ان نتبادل المواقع لنتغلب على القبضة الحديدية لهذا العدو . لا بد ان نوفر كل الدعم للمقاومين ونعيد احياء تنظيماتهم المقاتله وسنرى كيف سيتوقف هؤلاء المستوطنون عن التوجه الى اى قرية او مزرعة او موقع . لا بد ان نوجع العدو ونكلفه كثيرا ثمن هذا الاحتلال حتى نجعله يعيد النظر فى مخططاته ونجبر المجتمع الدولى للتدخل والوقوف مع صمودنا ونضالنا , اعرف ان التضحيات كبيره ولكن متى كان تحرير الاوطان غير مكلفا . الجزائر قدمت اكثر من مليون شهيد . لكن شعبنا انتصر ونحن قدمنا الاف الشهداء وشعبنا على استعداد لمزيد من الشهداء .
وهنا على القيادات الفلسطينية والرموز الوطنية ان تدرك ان المجتمع الدولى والامم المتحدة ومجلس الامن وحقوق الانسان استنفذت اعمالها ولم تحقق هدفا واحدا من اهداف شعبنا وعلى هؤلاء ان يتجهوا للخيار الفاعل الذى يجبلر العدو والصديق ان يقف مع الحقوق الثابتة لشعبنا , هذا الخيار الذى يتغنى به البعض دون فعل على الارض قضيتنا ليست قضية انتخابات يوافق العدو على اجرائها فى القدس قضيتنا هى قيادات شابه تحتل مواقع النضال والمقاومة للتصدى لهذا العدو الصهيونى . لن يحل مشكلة اهلنا فى الشيخ جراح او اهلنا فى سلوان او انتهاكات العدو للمجلس الاقصى والكنائس وهدم البيوت لاهلنا بايديهم وامام اعين اطفالهم ونساءهم ما يحل المشكلة هى توجه الشباب للتصدى لهؤلاء القتلة بالوسائل المناسبه . لا تكفى التوعية والتظاهر واحياء الذكرى وكلها وسائل مساعده لكن الخيار امامنا هو اعداد الشعب للمواجهة المسلحة لهذا العدو . مواجهة فى مكان وتصدى فى اماكن اخرى اعيدوا التاريخ المقاوم من جديد ولا تنتظروا كثيرا امام ابواب الامريكان والاسرائيليين والاوروبيين . وستجدوا ان كل الشعب الفلسطينى وامتنا العربية واصدقاؤنا فى العالم ستقف مع مقاومتكم وستمدكم بالمال والسلاح والتاييد وهذا ما حصل مع بد=اية الثورة .
لا اريد ان يفهم البعض اننى ضد النضال السياسى والدبلوماسى سيكون هذا مواز للخيار الاساس وهو المقاومة يدعمها ويبررها كبدايات الحركة الصهيونية وتبرير اجهزتها السياسية لجرائم العدو ومذابحه فى فلسطين . لا بد ان يكون هذا نهجنا لنخلص الوطن وننهى الاحتلال . وحتى نحقق ذلك سالقى نظرة فى الحلقة القادمة على احداث التغيير فى مؤسساتا الوطنية من اجل هذا الغرض فى اعداد الشعب لمعركة التحرير والعوده .

كلمات دلالية

اخر الأخبار