تقرير: شبان غزة باتوا وجبة دسمة للأسماك اليونانية.. من ينقذهم؟

تابعنا على:   13:30 2021-11-09

أمد/ غزة- سماح شاهين: تخيل أن تدفع ثمنًا ماديًا لموتك هذا تمامًا ما فعله الشبان الفلسطينيون من قطاع غزة، الذين ركبوا البحر للهجرة غير القانونية إلى اليونان، فكان الثمن الموت مقابل ثلاث آلاف دولار لكل فرد.

صدمة هائلة تلقاها أهالي غزة، بعد غرق المركب الذي كان يقله عددًا من شبان القطاع، بعدّما أرادوا الهجرة لبلد أجنبي للهروب من جحيم الفقر والبطالة في مدينتهم البائسة.

ودفع تردي الأوضاع الاقتصادية في غزة، التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والآثار التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية، العديدَ من الشباب إلى تحمل مخاطر ركوب البحر والتوجه نحو "مجهول" أوروبا.

"يما أبو أدهم غرق ومات واللي معانا غرقوا، السمك رح ياكلنا يما"، بهذه الكلمات خاطب الشاب يحيى بربخ أمه على الحدود بين تركيا واليونان في رحلة موت لم تكشف تفاصيلها بعدّ.

وبعد ساعتين من صوت يحيى انتشر فيديو لشاب وهو يحصي الناجين من حادثة الغرق هذه، ليطمئن أهاليهم في غزة.

شهداء لقمة العيش

اجتاح الحزن والدي وأسرة "شهيد لقمة العيش"، الفلسطيني نصر الله الفرا، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعدما أُعلِن عن وفاته غرقاً قبالة شواطئ تركيا، مساء يوم الأحد، بعد فقدان أثره يومين، برفقة فلسطينيين آخرين كانوا يحاولون الهجرة إلى اليونان بحراً.

وغرق الفرا مساء يوم الجمعة، وذلك "أثناء محاولته دخول الأراضي اليونانية عبر المياه الإقليمية التركية اليونانية، برفقة آخرين من مدينة خان يونس".

وبعد يوم أٌعلن أيضًا عن انتشال جثمان الغريق أنس أبو رجيلة من خانيونس، بعد أيام من غرق المركب في البحر بين اليونان وتركيا.

لم يقتصر الحزن على عائلتي الفرا وأبو رجيلة فقط، وإنما عمّ قطاع غزة وكان ظاهراً على وسائل التواصل الاجتماعي.

غضب واسع

تداول النشطاء في غزة صورًا وفيديوهات مع إرفاقها بكلمات الرثاء المؤثرة، إلى جانب عبارات التنديد بالواقع المعيشي.

 وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات الغاضبة، تحت وسم "بدنا نعيش"، والمُنادية بضرورة تحسين الواقع السيئ الذي يدفع الشباب إلى الهجرة، خاصة بعد انتشار تسجيل صوتي لأحد الشبان وهو يصرخ "السمك أكلنا يما.. أبو أدهم غرق يما".

وراقب سكان غزة بقلق بالغ، وخاصة أهالي الشبان الذين كانوا على متن قارب الهجرة من تركيا إلى اليونان، الأنباء التي تتردد عن الحادثة بقلق وخوف شديدين، خشية أن يكون أبناؤها الذين تركوا القطاع مؤخرًا، من بين الضحايا.

مصير مجهول

يلجأ الكثير من شبان غزة، بعد تدبيرهم أموالًا إما عن طريق الأهل أو من خلال الاستادنة، إلى الخروج من غزة إلى تركيا، بطرق رسمية، ومن هناك يقومون بدفع أموال كثيرة لمهربين ينقلوهم من تركيا إلى اليونان عبر البحر، ومن اليونان يتوجهون إلى دول أوروبية غنية.

ويخرج الشبان من القطاع إلى أوروبا، بحثًا عن العمل، وذلك في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة، بسبب تشيد إجراءات الحصار، واستمرار حالة الانقسام، حيث تقدر نسبة البطالة في غزة بأكثر من 52%، وترتفع نسبتها بين فئة الشباب، فيما تقارب نسبة الفقر الـ70%، وتمكن شبان وصولوا للقارة الأوروبية بعد عدة أعوام، من الحصول على جنسيات أوروبية، ومن ثم تمكنوا من جلب أسرهم.

أخبار ذات صلة

اخر الأخبار