وحدة فتح بين الاوهام والواقع والماضي

تابعنا على:   18:19 2021-10-26

سميح خلف

أمد/ وحدة حركة فتح مطلب يقف امامه الكثيرون و خاصة في اوساط الشباب والاجيال الناشئة وهو شعور وطني يقدرون عليه وهو مطلب ذو مانشيت عريض بدون التدقيق في تاريخ حركة التحرر الوطني الفلسطيني والمنعطفات والازمات التي مرت بها ولم يأخذوا بالاسباب الحقيقية لجميع الظواهر و المنحدرات والانفصامات والانفصالات والانشقاقات التي مرت بها هذه الحركة ويبقى في النهاية المطلب الوطني بوحدة كل قوى التحرر الفلسطينية تحت لواء واحد وبرنامج واحد هدفه التحرير واقصد هنا تحرير فلسطين كل فلسطين .

بالتأكيد ان حركة فتح و ما وضعته منذ البدايات لا يوحد اعضاؤها فقط بل يوحد كل الشعب الفلسطيني بما اضافته من ادبيات و ميكانيزميات لتحقيق الهدف الذي يعتمد على حرب التحرير الشعبية ذات العمق العربي والامتداد العالمي وبأداة الفعل الفلسطينية هذه هي حركة فتح التي توحد الشعب الفلسطيني ولذلك مثلت حركة فتح اقصد هنا (ادبياتها) الخطر الحقيقي على المشروع الصهيوني بما يمكن ان يأتلف عليه كل الشعب الفلسطيني باستثناء بعض الاصوات الناعقة التي لها ارتباطات اقليمية ودولية .

فعندما نتحدث عن حركة فتح نتحدث عن ادبيات موحدة للمفهوم الوطني ولا نتحدث عن مساقات قادتها رياح التغيير الاقليمية والدولية في داخل حركة فتح ولكي اكون صريحا اكثر الاختراق الكبير لبرنامجها و ادبياتها والذي بدأ من القمة الى القاعدة من خلال برنامج زمني متدرج جردها من كل وسائل ومفاهيم حركة التحرر الوطني لكي تدخل في دهاليز الترويض التي تقودها جهات معادية لطموحات الشعب الفلسطيني الوطنية حيث اصبحت تلك الحركة تدريجيا بعد انزواء ادبياتها والعبث في شؤونها الثقافية والاعلامية وادارة رأس المال فيها لخلق بيئة ترتبط بالبقرة الحلوب اكثر ما ترتبط بادبيات هذه الحركة وسلوكياتها التي قد تؤدي للتحرير .

لانريد هنا ان نتوسع كثيرا فربما كتبت منذ عام 2008 دراسة حول الانشقاقات في حركة فتح تتكون من ثلاثين ورقة فالخوض في ازمات حركة فتح ليس من اليسير والسهل و المختصر بل يحتاج الى اكثر من مؤلف او كتاب وخاصة في كل التطورات التي حدثت بعد اغتيال ياسر عرفات .

لكننا هنا سنضع النافذة التي اتت محصلة السقوط والازمات المتكررة و هي نافذة اوسلو التي دمرت كل ابواب المفاهيم الحقيقية لحركة التحرر الوطني حيث اصبحت حركة فتح التي يقدها نهج اتبع كثير من الوسائل بين التصفيات والابعاد والاقصاء والعزل وتحديد الممرات للمعارضة الوطنية في داخلها لانشقاقات تم تشويهها لصالح هذا النهج مدعومة اقليميا ودوليا لتقود العمل الحركي و هنا عندما اقول العمل الحركي بناءا على الخريطة الفصائلية اي انها تقود الحركة الوطنية وهذا مؤسف جدا .

فل نتخيل مدى المأساة التي ارتبطت وما حل بهذه الحركة من اختراق اعظم لتتحول من حركة فلسطينية وطنية ثورية الى حركة تقود و تعترف بوجود دولة اسرائيل وبأحقيتها في الوجود على الأراضي التي احتلتها قبل العام 1967 م.

ولكن دعونا بدل ان ندخل في هذا المخاض الذي ظواهره تبدو على كل خلايات و جغرافيات ويدموغرافيات الشعب الفلسطيني الى ان نعود مجددا الى فكرة وحدة حركة فتح وبإيجاز شديد و هل يمكن تحقيقها ؟ ام ان حركة فتح لم تكن يوما من الايام موحدة و كان ما يربطها داخليا حتى من بقوا في داخلها كونفدرالية اللقاء الحركية سواءا في التنظيم او في الاجهزة او في باقي المؤسسات ، فاللجنة المركزية التي حافظت على وحدتها صوريا كان لها ارتباطات وتفاهمات كل منها مع نظام ربما لطبيعة ازمة الشعب الفلسطيني وعدم استناده على ارض سيادية ولكن سريعا حتى الذين بقوا في داخل اطار المركزية التي لم تخلو توجهاتهم الجهوية من التصنيف والفرز والجغرافية ايضا الا ان غالبية هذه القيادات لقت حتفها بالاغتيال لصالح نهج واحد ايضا تم تصفية ياسر عرفات لصالح التجديد في هذا النهج واطالة عمره ليكمل ما اعد من برامج لانهاء حركة فتح كحركة تحرر و الاستغناء عن الاجيال التي لديها الذاكرة والادبيات واستبدالها بأجيال جديد كما قلت في مقدمة المقال لا تفهم هذه الاجيال ولا تتعمق في التجربة والصراعات في داخل حركة فتح .

حركة فتح منذ اللبنات الاولى لها تم خروج طوعا لاهم مؤسسيها عبد الله الدنان و عادل عبد الكريم و كثير من الاسماء التي اخفوها بناءا على كتابة تاريخ هذه الحركة الممنهج لصالح هذا النهج بل حركة فتح لم تكن يوما موحدة ولكن لعب رأس المال دور المؤثر القوي فيها ، بل كانت كل مرحلة يتم الفرز فيها بعد الخروج من الاردن وعمليات عقاب و حجز مالي على كثير من القادة مثل ابوجهاد الذي تعرض لازمات مالية بعد معارك طرابلس و كانت قمة هذا الحصار المالي في عام 1986 لاسباب ادت ايضا الى اغتياله لصالح هذا النهج ايضا اما ابو اياد فقد تعرض ايضا لهذا الحصار في عام 1972 في محاولة لاقصاؤه و كانت عملية ايلول الاسود هي تعديل موازين القوى في داخل المركزية لا اريد هنا ان اتطرق لاغتيال القادة الثلاث والاسباب الحقيقية لاغتيالهم ولا لاغتيال ماجد ابو شرار وبعض الكوادر في اوروبا و هنا ايضا من العلامات البارزة الانشقاق الذي دفع له البعض دفعا لتفريغ حركة فتح من قواها الوطنية واتاحة الاسباب لحصار وعزل التصحيحيين فيها و خروج كثير من الكوادر الواعدة في داخل هذه الحركة مثل ابو داوود وسميح كويك وقادة من الجيش مثل ابو صالح وابو موسى والعملة هذا وقد نحتاج تفاصيل كثيرة لانشقاق ابو نضال وخدم من بانشقاقه لا ننسى ايضا منير شفيق  وناجي علوش واحمد جبريل و غيره من الكوادر واختفاء 18 كادر على ما اذكر في 1977 احدهم يدعى ابو الوفى و اغتيال نصر النصر واذ نضع في المقدمة ابو علي اياد .

وحدة حركة فتح لم تكن موجودة اصلا ولو لاحظنا ان هذه الوحدة لم تكن موجودة بعد انتهاء جناح العاصفة لوجدنا ان هناك 7 كتائب او اكثر مسلحة ومجموعات تغذى من جهات مختلفة غير مركزية القرار الحركي و هم : مجموعات الفهد الاسود – صقور الفتح – شهداء الاقصى – كتائب الشهيد احمد ابو الريش – كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني .

ولكن هذه المجموعات ايضا وجدت في الانتفاضة الاولى معظمها وكانت تلك التصنيفات مؤثرة على اضعاف حركة فتح وبعد اغتيال عرفات لم تعترف حركة فتح بتلك الاجنحة والمجموعات بل ضمن تفاهمات بين السلطة وفتح من جانب واسرائيل تم تجريد المجموعات من سلاحها ووقف اعمالها العسكرية مقابل العفو العام .

 

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار