أريحا: الرئيس عباس يفتتح مشروع تغطية أكبر لوحة فسيفساء بالعالم بقصر هشام

تابعنا على:   18:47 2021-10-23

أمد/ أريحا: افتتح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء يوم السبت، مشروع تغطية أكبر لوحة فسيفساء بالعالم في قصر هشام الأثري، بمدينة أريحا.

وكان باستقبال عباس لدى وصوله إلى قصر هشام الأثري، ممثل اليابان لدى فلسطين ماسايوكي ماجوشي، ورئيس مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" في فلسطين توشيا آبي.

اللوحة الفسيفسائية، التي تعود لبدايات الحقبة الأموية، تمتد على أرضية قاعة الاستقبال في قصر هشام في أريحا، الذي يحمل اسم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وبدأ إنشاؤه عام 743 ميلادي، وأكمل بناءه نجله الوليد الثاني.

وبخلاف الأهمية التاريخية، تتجسد الأهمية الفنية لهذه الأرضية بأنها مشكلة من نحو 8 ملايين قطعة فسيفساء تحمل أكثر من 23 لوناً، وهي ألوان أحجار فلسطين، كالحجر الأسود من منطقة النبي موسى، والحجر الأحمر من بيت لحم والقدس، والحجر الأبيض من الخليل وجماعين بنابلس، وغيرها.

وتقع اللوحة على مساحة تقدر بـ827 مترا مربعا وتحوي 38 سجادة فسيفسائية تبرز مجتمعة أشكالا زخرفية وهندسية متعددة.

عام 2016، تم التوقيع على مشروع تعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" وتم إعداد خطة لتغطية الموقع بتكلفة اجمالية بلغت 12 مليون دولار، والتزمت الحكومة اليابانية بتمويل المشروع، الذي تم الإعلان عن انتهائه اليوم وافتتح بشكل رسمي.

مشروع التغطية كما اصطلح على تسميته، يظهر من الخارج على شكل قبة معدنية تغطي الأرضية الفسيفسائية، أقيمت دون الإضرار بالموقع الأثري أو التدخل فيه، استناداً إلى معايير دولية تنظم مسألة الحفاظ على الآثار، بمساحة 2500 متر مربع تقوم على 4 قواعد رئيسية مثبتة في الزوايا، وتم الربط بينها بجسور معدنية.

ويتكون السطح العلوي الخارجي للتغطية، الذي يرتفع في أعلى نقطة لـ13 متراً، من مادة معدنية، حتى يتحمل العوامل الجوية لأغراض الديمومة، ومن الداخل، وضعت 3 طبقات عزل، اثنتان ضد الحرارة وهما متصلتان ببعضهما البعض، فيما الطبقة الثالثة مخصصة للحد من الرطوبة.

أما من الداخل، فيرى الزائر ما يشبه السقف المستعار أبيض اللون، يعلو شبكة جسور معدنية، في تصميم بسيط يعكس حرص القائمين على المشروع على عدم تشتيت تركيز الزائر عن أرضية الفسيفساء.

وفي تموز / يوليو الفائت، أدرجت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، قصر هشام على قائمة التراث الخاصة بها، إلى جانب "قرى الكراسي" والبلدة القديمة في نابلس، وميناء "الأنثيدون" الأثري في قطاع غزة.

وفي سياق آخر، تم افتتاح أعمال تطوير مشروع مدينة القمر في محافظة أريحا والأغوار، بحضور ورعاية الرئيس محمود عباس، والذي أطلقه صندوق الاستثمار الفلسطيني على مساحة 1800 دونم وبتطوير مجموعة عمار العقارية التابعة للصندوق، لتكون مدينة القمر مدينة متكاملة في موقع استراتيجي بمخطط عمراني عصري وبنية تحتية متطورة.

وقال محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني: "سعدنا بوجود  الرئيس عباس اليوم بيننا لنعرض عليه ما يقوم به صندوق الاستثمار في إطار رؤية القيادة الفلسطينية بضرورة تطوير الأغوار الفلسطينية لأهميتها الوطنية والسياسية والجغرافية، ونؤكد أن مشروع تطوير مدينة القمر هو مشروع غير عادي في مكان غير عادي يجسد رؤية وطنية يقودها السيد الرئيس لبناء الوطن الذي نستحق، وفي القلب منه الاغوار — رغم حجم الصعوبات".

وأضاف د. مصطفى: " استطاع الصندوق أن يعمل على تحويل هذه المنطقة إلى منطقة جذب استثماري، من خلال إعداد مخطط لمدينة متكاملة بمساحة 1800 دونم بما يشمل البنية التحتية المتطورة والمرافق التجارية والسياحية والترفيهية، وبحجم استثماري يبلغ 500 مليون دولار".

وتابع د. مصطفى: "يشكل مشروع مدينة القمر أكبر عملية استصلاح للأراضي في المنطقة، حيث استطاع الصندوق تطوير 3.3 مليون متر مربع في مختلف محافظات الوطن، وستضم مدينة القمر 5 مشاريع كبرى في قطاعات السياحة والتجارة، والصناعة، والعقار، والطاقة. ويتم تنفيذ هذه المشاريع من خلال مجموعة عمار التابعة للصندوق كمطور رئيسي، بالشراكة مع 16 مطور فرعي".

ومن المشاريع التي ستحتضنها مدينة القمر، مشروع السكنية والسياحية الذي يشمل 1,500 من المساكن الريفية والسياحية بواقع 10 أحياء سكنية من خلال مجموعة من المستثمرين والمطورين المحليين، وسيمتد هذا المشروع على مساحة 1,200 دونم. بالإضافة إلى إنشاء مشروع "لاكاسا السياحي" بالشراكة مع لاكاسا القابضة على مساحة 70 دونماً بواقع 120 فيلا سياحية متعددة الأحجام، وبحجم استثماري يبلغ حوالي 22 مليون دولار.

كما ستشمل المدينة إنشاء المنطقة التجارية، وهي منطقة متعددة الأغراض تضم مرافق سياحية وتجارية وترفيهية ستكون العصب التجاري للمدينة على مساحة 130 دونم، بحجم استثماري يبلغ 250 مليون دولار.

وتنفيذاً لاستراتيجية التطوير الشامل للمنطقة برمتها، يجري التخطيط لإنشاء منطقة صناعية بحجم 85 مليون دولار إضافية يحيطها حزام من المساحات الخضراء حفاظاً على بيئة المنطقة. في حين تم إنشاء محطة "نور أريحا" للطاقة الشمسية، بقدرة تبلغ 7.5 ميجاواط، وعلى مساحة تبلغ 86 دونم لتشكل بذلك أكبر محطة للطاقة الشمسية في فلسطين ضمن ذات المنطقة التطويرية.

اخر الأخبار