كلمة في تحطيم الأصنام/ الأسود في رام الله

تابعنا على:   22:30 2021-10-18

ناهض زقوت

أمد/ عندما تذهب إلى رام الله بالضرورة أن تشاهد ميدان المنارة وأسودها التي تزين وسط المدينة بمحلاتها التجارية واسواقها ومعالمها التاريخية. كأن هذه الأسود هي حارسة الميدان، بل حارسة المدينة، وتحطيمها يعني تحطيم رمز قوتها وهيبتها.

في القرن الحادي والعشرين هل ما زال هناك من يؤمن أن التماثيل السياحية هي أصنام، كالتي كانت في الجاهلية. إن التماثيل في الميادين العامة هي للزينة، وليست للعبادة. ورغم مرور مئات السنين لم نسمع أن أسود قصر الحمراء في الاندلس/اسبانيا هي اصنام، وما زالت تزين المكان والقصر وتجذب السياح، ليشاهدوا عظمة المسلمين.

ما حدث بالامس في رام الله من تحطيم للأسود التي تزين ميدان المنارة وسط رام الله، على يد مأفون مبرمج بأن هذه أصنام كاللات والعزة في زمن الجاهلية، وأن أهالي رام الله حينما يمرون بجوارها يركعون على أقدامهم عبادة للأسود. أي تخلف نحن في زمنه، هذا الشاب مبرمج للفعل ليس أكثر، ويقف خلفه فكر يدعو للتخلف والتطرف والرجعية، والعمل على انهيار المجتمع، فهذا الشاب ليس أكثر من أداة نفذت التعليمات، وهي نفس الأفكار التي نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي في عام 1982 حينما هدم دوار المنارة وأزال الأسود / الأصنام من الميدان، وتم حفظها في مخازن بلدية رام الله، إلى أن قامت السلطة الفلسطينية وأعادت بناء الميدان وزينته بالأسود التي نحتها فنان فلسطيني بناء على طلب مؤسس رام الله راشد حدادين في القرن السادس عشر الميلادي.

فكر التدمير الذي قامت عليه اسرائيل ما زال هو نفس الفكر يتكرر بنسخة جديدة على أيدي مرتزقة اسرائيل.

وإذا كان اليوم تم تحطيم الأصنام/ الأسود، سوف يكون غدا تحطيم النسيج الاجتماعي، والقيم الراسخة في رام الله والبيرة، وذلك بانتشار الفكر التكفيري التدميري.

كانت بدايات طالبان تدمير تماثيل بوذا، ثم تكفير المجتمع، ومن ثم الاستيلاء على البلد، وكان الدواعش حينما يسيطرون على مدينة عربية يبدأون في تحطيم متاحفها وتماثيلها ورموزها التاريخية والتراثية.

إن ما حدث هو جرس إنذار لمن يعي ويتعقل، لنحذر مما يدبر ويخطط له في قادم الأيام في الدوائر الاسرائيلية ضد شعبنا.

اخر الأخبار