ألا تفهم ..!

تابعنا على:   14:43 2021-10-12

د. عبد الرحيم جاموس

أمد/ هذهِ الأرضُ تُشبهنيِ …

لا تُشبُهكْ …

هذهِ الأرضُ تُنادينيِ …

صباحَ مساء ..

هذه الأرض تَرفُضك …

*

هل تَعلمْ …

أنك طارئ قد طرأ عليها …

ثقيلُ الظِل …

تُقبحً وجهَها الجَميل …

تَسرِقُ منها السَلامَ والأحلامْ …

تُصادرُ جَمالها الأخَاذْ …

تَسجنُهاَ تَسرقُها …

لَكنهَا لن ترضخُ لك ..

لأنها لا تُشبِهَك …

*

ترفضً الانصياعَ لرغباتكَ …

وإلى حفرياتِ ..

تَزويركَ …

تَفضحكَ …

صباحَ مساء …

تطلبُ منك الرَحيل …

إلى حيثُ كُنتَ …

إلى حيثُ جِئت ..

إلى حيثُ تشاءُ …

*

لا بقاءَ فيها لخائر …

لا بقاء فيها لَك .…

خُذْ جُثتكَ من ترابها ..

خذ بقاياكَ من هوائها ..

وارحلْ …

*

سَتنفجرُ الأرضُ ..

غَضباً …

لَهباً …

يحرقُ قَدَميكْ …

لن تمنحكَ سلامها المخطوفِ …

وأَمنها المُصادرِ …

*

هي السلامُ …

أضحت معكَ بلاَ سلام …

حينَ وطأتها قَدماك النجستان …

الملطخَتانِ بعارِ العُنصريةِ …

الغارقتانِ بدمِ الضحيةِ …

*

هذهِ الأَرضُ هيَ ليِ …

جَوْفُها وَسَماؤُها …

هَلْ تَفهمْ …

*

سَيُفهمُكَ جيلُ الحجارةِ ..

جيلُ السكاكينِ …

جيلُ التمردِ ..

جيلُ الثورةِ ..

جيل اَلغَضبِ العربي ..

الفلسطينيِ …

أن هذهِ الأرضُ ..

عصية عليك …

لَيستْ لَكْ …

ألا تَفهمْ …

*

ألا تصحوا …

من نوبة الحمقِ …

وسكرةِ العنفِ …

وشهوة القتلِ ..

ورحلةَ الدمِ النازفِ …

تَكشفُ لنا السِرَّ المُخَبأ ..

في المسجدِ والكنيسةِ …

*

هنا مهدُ المسيحِ …

أنتَ صالِبُهْ …

هنا مسرىَ محمدٍ …

أنتَ سارِقه .…

هنا الإيمانُ …

هنا السلامُ والإنسانُ …

هنا التقاةُ والزهادُ …

هنا الأخيارُ …

*

أما أنتَ عابرٌ …

كما عبرَّ الغزاة …

غابرٌ كما غَبروا …

مستخدمٌ مؤقتٌ …

زائلٌ كأيِ زائلِ …

مثلَ الزكامِ …

في فصلِ الصيفِ …

*

الأرضُ …

لا زالت تصرخُ في وجهكَ ..

تعلن حقيقتها …

تكشفُ هويتها …

*

هَويتي هويتها …

وَجهُها وَجهيِ …

أما أنتَ …

فلا هوية لك ..

ولا وجهَ لَك ..

ولا الأرضُ تُشبِهَكْ …

ولا شَبيهَاَ لَكْ ..

سوى وجهُ محتلٍ غاصب ..

لن يكونَ الهلاكُ إلا لَك ..

فهل تفهم ..!

كلمات دلالية

اخر الأخبار