تبحث عن هوية لها ...

هلسة لـ "أمد": إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتعزيز مشروعها الاستيطاني في القدس

تابعنا على:   18:30 2021-10-11

أمد/ القدس - سماح شاهين: إن إصرار إسرائيل على إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة،   بالرغم من مخالفتها للقانون الدولي وللشرعية الدولية، قضية  أشبه بالكونية، حيث أنها تنتهك القانون الدولي ضاربة في عرض الحائط الشرائع التي وضعتها المواثيق الدولية.

وبالتوجه نحو الفكر الإسرائيلي الاستيطاني قد اعتبر الأرض أحد أركانه الأساسية لمشروعه السياسي، وذلك من خلال استجلاب اليهود من بلدانهم الأصلية وإحلالهم محل الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية وذلك بإتباعها كافة الأساليب في سبيل تحقيق غايتها بالسيطرة على الأرض وإفراغ سكانها منها.

فقضية القدس تُعد من أهم القضايا التي تم تأجيلها إلى مفاوضات الوضع النهائي حسب إعلان المبادئ في سبتمبر 1993، إضافة إلى مجموعة قضايا شائكة مثل المستوطنات واللاجئين، والحدود، والمياه، وجميعها قضايا نتجت عن حرب عام 1948، وإنشاء إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية.

أكّد الأكاديمي والباحث المقدسي في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة، أنّ إسرائيل تسعى إلى طمس صورة مدينة القدس المُحتلة، واستبدالها بمدينة يهودية تلمودية من خلال إجراءاتها التعسفية.

وأوضح هلسة لـ"أمد للإعلام" أنّه لا معنى لوجود هذا الاحتلال الإسرائيلي ولسيطرته دون إقدامه واستمراره في هذه الإجراءات، مشيرًا إلى أنّه يبحث عن هوية في هذه الأرض ويحارب ويقاتل على كل الجبهات المادية والثقافية والمعنوية والدينية.

وبيّن أن الاحتلال يستحدث هوية له؛ ليثبت بأنّ له هوية في القدس من خلال الاستيطان وتكثيف الوجود اليهودي فيها، من خلال تغييب الوجود العربي والإسلامي والاعتقالات والقتل والإعدام بالدم البارد والاستيطان والهدم؛ لدفع الفلسطيني إلى الخارج وفي المقابل إحلال الإسرائيلي مكانه، لافتًا إلى أنّ هذه السياسة اعتمدتها الحركة الإسرائيلي منذ احتلالها لفلسطين لحتى الآن.

وأشار إلى أنّ كل بيت يهدم في حي جغرافي معين في القدس، يحل مكانه مستوطن يهودي، موضحًا بأن هذه حرب دائرة في المدينة جزء منها خفي، وجزء أخر منها ظاهر.   

وأكّد أنّه ستستمر وتيرة هذه الإجراءات طالما الاحتلال قائم وموجود، مشددًا على الفلسطيني سيستمر في منعه وبقاءه السد المنيع أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية.

ونوه هلسة، إلى أنّ هناك مشروعان مشروع استيطاني إحلالي استعماري، ومشروع عربي إسلامي يٌحارب عن الأمة العربية والإسلامية يُمثله المقدسي في داخل مدينته، سيمثله الشجر والحجر والتراث والهوية الوطنية، التي يرفع رايتها الأن الفلسطيني وحيدًا يتسلح بإيمانه بحقه في هذه الأرض رغم كل الإجراءات الاسرائيلية.

وشدد على أنّ هذا الاحتلال لا يُمكن أنّ يتراجع وكف يده ومنع توسعه، إلا إذا كان الثمن باهظ عليه بالشقي المادي و المعنوي، وحتى الإنساني. 

وذكر أنّ المطلوب من التنظيمات السياسية، وخاصة المقاومة التي تتبنى استمرار مقاومة الاحتلال لدحره، كما حدث في هبة القدس الأخيرة بعدم ترك المقدسي وحيدًا. 

وأضاف هلسة، أنّ الاحتلال يُحاول التملص من ربط القدس بقضية إعادة اعمار قطاع غزة، وربط صفقة تبادل  الأسرى بإعادة الاعمار من خلال الوسيط المصري؛ لأنّه مرتبط بالأثمان التي يمكن أن يدفعها. 

وأكّد بأنه مطلوب موقف فلسطيني حازم وخاصة السلطة الفلسطينية باعتبارها نظام سياسي أقيم علاقات دبلوماسية سياسية خاصة مع الأردن الذي مفترض هو حاميًا للمقدسات وتربطها علاقات سياسية مع إسرائيل، وأيضًا من مجلس الأمن والهيئات الدولية المختلفة، بحماية مدينة القدس ومقدساتها ومواطنيها.

وأشار إلى أنّ هناك ضوء أخر للسماح للمستوطنين اليهود بالصلاة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتكريس حقهم فيها، باتجاه التقسيم مكانيًا بعدما كان زمانيًا. 

وأردف إنّ القدس والبيوت والمسجد الأقصى، بحاجة إلى برامج معنوية ومادية لدعم وتعزيز صمود المقدسيين، الذين يتعرضون للقمع والتعسف والبطش الإسرائيلي. 

وتابع: "الهرولة العربية هي من تشجع إسرائيل بالاستمرار في انتهاكاتها ضد الفلسطينيين"، معربًا عن خشيته بأنّ تتمدد الرواية الإسرائيلية على الرواية العربية في داخل المدينة. 

ونوه هلسة، إلى أنّ إسرائيل تصب عشرات ملايين الدولارات في داخل القدس؛ لتعزيز برامجها الاستيطانية والاستعمارية.

أخبار ذات صلة

اخر الأخبار