مباحثات أمريكية مباشرة مع طالبان للمرة الأولى منذ الانسحاب من أفغانستان

تابعنا على:   16:01 2021-10-09

أمد/ الدوحة – أ ف ب: تعقد الولايات المتحدة، اعتبارا من يوم السبت، محادثات مع حركة طالبان، ستكون الأولى منذ انسحابها من أفغانستان، غداة هجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش المتشدد وأسفر عن سقوط 55 قتيلا في مسجد شيعي في قندوز.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن وفدا أمريكيا سيلتقي بممثلي طالبان يومي السبت والأحد، في الدوحة في قطر،  ولم يحدد المتحدث من هي الشخصيات التي ستمثل الجانبين خلال الاجتماع المقرر.

وأبقت الولايات المتحدة على اتصالاتها مع الحكام الجدد لأفغانستان بعد سيطرة الحركة على كابول في آب/أغسطس الماضي، لكن هذا الاجتماع سيكون أول لقاء مباشر بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "سنضغط لتحترم طالبان حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والفتيات وتشكل حكومة شاملة تتمتع بدعم واسع".

وشددت وزارة الخارجية، على أن الاجتماع في الدوحة لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولايات المتحدة تعترف بنظام طالبان في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "نواصل القول بوضوح إن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال أفعال طالبان".

هجوم انتحاري 

وتعتبر الولايات المتحدة أن حركة طالبان تعاونت إلى حد كبير في السماح للمواطنين الأمريكيين بالمغادرة، لكن نحو مئة أمريكي من أصل أفغاني، بحسب مسؤولين أمريكيين، لا يزالون مترددين حيال مسألة الخروج من أفغانستان.

وتقر الولايات المتحدة بأنها لم تتمكن من إخراج جميع حلفائها الأفغان الذين أرادوا المغادرة خلال عملية الجسر الجوي التي نقلت آلاف الأشخاص من مطار كابول قبل الانسحاب إلى خارج البلاد.

وكان مسؤولون أمريكيون كبار بينهم قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكنزي قد التقوا طالبان في كابول في آب/أغسطس، مع سيطرة القوات الأمريكية على المطار لتنفيذ الجسر الجوي.

يأتي هذا اللقاء غداة مقتل 55 شخصا على الأقل في تفجير انتحاري استهدف مسجدا شيعيا في مدينة قندوز الواقعة في شمال شرق أفغانستان الجمعة.

وتبنى "تنظيم داعش -ولاية خراسان" الاعتداء على إحدى قنواته على تلغرام، موضحا أن الانتحاري هو "محمد الأويغوري" ما يدل على انتمائه إلى الأقلية المسلمة الصينية التي انضم بعض أفرادها إلى التنظيم المتشدد.

وقال مطيع الله روحاني مسؤول حكومة طالبان في الولاية المكلف بالثقافة والإعلام لوكالة "فرانس برس"، إن الانفجار الذي وقع في حي خان اباد بندر في قندوز "حسب معلومات أولية" نفذه انتحاري.

يذكر أن هذا الهجوم هو الأكثر دموية منذ مغادرة آخر جندي أمريكي وأجانب أفغانستان في 30 آب/أغسطس.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان "بأشد العبارات" الهجوم "الثالث على مبنى ديني في أقل من أسبوع".

وقال طبيب طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "فرانس برس" في مستشفى قندوز المركزي، إنه نقل إلى هذا المركز الطبي "35 جثة وأكثر من 50 جريحا".

 من جهتها ، أشارت عيادة أطباء بلا حدود المحلية على موقع تويتر حصيلة موقتة تتحدث عن عشرين قتيلا وتسعين جريحا.

وقال شاهد كان في قاعة المسجد ولم يكشف سوى اسمه الأول رحمة الله: "كان في الداخل 300 أو 400 شخص ولم يعد هناك أماكن. كنا في المدخل عندما وقع الانفجار فجأة".

وأكد زلماي الكوزاي رجل الأعمال الذي توجه إلى مستشفى قندوز المركزي للتبرع بالدم ، لفرانس برس أنه شاهد عشرات الجثث هناك.

وأضاف أن "سيارات الإسعاف كانت عائدة إلى مكان الحادث لنقل القتلى".

من جهته، أكد دوست محمد رئيس جهاز أمن طالبان في قندوز للصحفيين المحليين أن "الذين ارتكبوا هذا العمل يريدون زرع الفتنة بين السنة والشيعة".

وأضاف: "نؤكد لأشقائنا الشيعة أننا سنضمن سلامتهم وأن مثل هذه الهجمات لن تتكرر مرة أخرى. يحزن شيوخنا والأمة كلها بما في ذلك نحن".

واكتفى فرع تنظيم داعش بمراقبة الوضع في الأيام الأولى بعد استيلاء طالبان على السلطة، لكن ضاعف هجماته بعد ذلك، مستهدفا خصوصا مقاتلي طالبان في ولاية ننغرهار (شرق) حيث يتمتع التنظيم بوجود قوي منذ إنشائه في 2015.

أما بالنسبة لطالبان التي تسيطر على أفغانستان بأكملها، يأتي التهديد الرئيسي الآن من تنظيم داعش الذي يضم بين 500 وبضعة آلاف مقاتل على الأراضي الأفغانية، حسب الأمم المتحدة.

"أمر مرعب"
تتبادل الجماعتان السنيتان المتشددتان كراهية كبيرة. ونفذت طالبان في السنوات الأخيرة قمعا شرسا ضد المنشقين عنها الذين جذبهم تطرف تنظيم داعش -ولاية خراسان.

وأعلن داعش مسؤوليته عن هجوم 26 آب/أغسطس بالقرب من مطار كابول الذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم 13 جنديا أمريكيا.

وقالت معلمة من قندوز لوكالة "فرانس برس"، إن الانفجار وقع بالقرب من منزلها. 

وأضافت: "كان الأمر مرعباً. قتل أو جرح العديد من جيراننا"، مشيرة إلى أن "أحد جيرانها يبلغ من العمر 16 عاما قتل ولم يتمكنوا من العثور على نصف جسده".

واستهدف تنظيم داعش – ولاية خراسان الهزارة، الأقلية الشيعية التي تمثل بين 10 و20 % من السكان الأفغان (حوالي 40 مليون نسمة)، مرات عدة في الماضي.

وقال مايكل كوغلمان الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء إن ”الرسالة الرئيسية من طالبان إلى الناس منذ 15 آب/أغسطس هي أنهم استعادوا الأمن بإنهاء الحرب. لكن ما وقع في قندوز يثير شكوكا في ذلك“.

وفي سياق اخر، طالبت حركة طالبان، يوم السبت، الولايات المتحدة الأمريكية برفع الحظر عن احتياطات البنك المركزي الأفغاني، التي تقدّر بنحو 9.5 مليار دولار.

وقال وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي، إن ممثلين عن طالبان طلبوا من الولايات المتحدة رفع الحظر على احتياطيات البنك المركزي الأفغاني في اجتماع مع نظرائهم الأمريكيين في الدوحة، اليوم السبت.

وقال أمير خان متقي في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إن واشنطن ستعرض على الأفغان لقاحات ضد فيروس كورونا.

اخر الأخبار