الحكام الفلسطينيون ينتحرون ذاتيا بعد أن تم عزلهم سياسياً

تابعنا على:   20:50 2021-10-02

د. طلال الشريف

أمد/ بعد أن ألغيت الانتخابات الفلسطينية أصبح الحكام الفلسطينيون معزولين سياسيا عن قضيتهم ومغادرين لوظيفتهم ومسؤوليتهم الطبيعية في ممارسة عملية التحرر بعد أن أُبعدوا شعبهم قصراً عن آخر معاقل إمكانية تحقيق إنجازا ممكناً لتثبيت قدميه على أرضه وأصبح لا يقف على أرض هي الأخيرة التي كان له أن يثبت حقه في قضية انتخابات القدس والتي لا يستطيع أن يقف العالم بكافة تقسيماته الحقوقية والتاريخية والروحية وحتى السياسية صامتا عندها ما يدفع في اتجاه تحقيق جزء هام من حقوقنا الفلسطينية، أو جعلها في حالة تفاعل مستمر في الطريق للإستقلال.

المحزن أن الشعب الفلسطيني لم يهزمه الإحتلال بل هزمته قياداته. هذه القيادات التي درجت على التراجع عن كل قضية يمكن أن يربحها الشعب الفلسطيني ويحقق فيها انتصارات تراكمية ولو لم يتم الهروب منها لأصبحنا وأصبحت قضيتنا في وضع أفضل وأكثر قوة.

مثال على هزيمتنا من داخلنا ضياع في بضع السنين الأخيرة ما كان من إمكانية تحقيق نتائج ايجابية مثلا من استعادة الوحدة ومن متابعة تقرير جولدستون، ومثال آخر أيضا عدم تنفيذ قرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني والاعتراف المتبادل، ومثال ثالث رفض استلام أموال المقاصة والعودة لاستلامها، وكذلك الحروب المتكررة دون نتائج التي رفعت درجات المعاناة والخسائر والمثال الخامس الأشد جهلا هو غياب واهمال فكرة الاهتمام بالفعل الشعبي في كل مرة وتلك الفكرة الأكثر جوهرية لأنها من صميم النجاعة الاستراتيجية.

خزعبلات عباس بمنح نفسه البقاء في موقعه وتجديد إقامته في المقاطعة بخطاب الأمم المتحدة ومهلته للإحتلال لمدة عام هي لا تبتعد كثيرا عن خزعبلات الأفيون السياسي الذي ترسله حماس بالضبط كما خزعبلات عباس النووية ومدتها سنة ..

هؤلاء الحكام الجبريون في غزة والضفة فشلوا في السياسة وإدارة شؤون الناس وبدأوا في توزيع الأفيون على وعي شعبنا ... وعلى ما يبدو أن الملهاة التي صنعها هؤلاء الحكام اقتربت من فصلها الأخير هذه المرة حقيقة.

اخر الأخبار