المملكة الغادرة

تابعنا على:   14:41 2021-09-28

نبيل عبد الرازق

أمد/ كما يعلم الجميع بأن المملكة المتحدة او ما كان يطلق عليها (بريطانيا العظمي) هي صاحبة الوعد المشؤوم.. وعد بلفور هذا الوعد الذي فوض من لا يملك .. إعطاء من لا يستحق..

الاستعمار البريطاني لفلسطين هو من تآمر مع الحركة الصهيونية وكانت النتيجة قيام دولة اسرائيل بكل ما صاحب هذه العمليه من ارتكاب مجازر وتشريد شعب من أرضه وتهجيره…وتسهيل هجرة اليهود من كل انحاء العالم باتجاه فلسطين، لم يكن كل هذا ممكنا لولا الوعد المشؤوم ووجود المندوب.

لقد اجهضت القوات الاستعمارية البريطانية والتي كان وجودها تحت مسمي الانتداب البريطاني علي فلسطين بعد اتفاقيه سايكس بيكو لسنة 1916 والتي تم تقاسم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الدولة العثمانية..
محاولات التحرر والاستقلال التي خاضها الشعب الفلسطيني من خلال التصدي للثورة (عام 1936) واعدام كل فلسطيني بحوزته سلاح،،

والان ونحن نشهد تغيرا جذريا بموقف حزب العمال البريطاني وهو احد الحزبين الكبيرين واللذان يتناوبان علي حكم المملكة منذ عقود…حزب العمال البريطاني وحزب المحافظين!!!!

فلقد صوت حزب العمال لصالح قرار يعتبر فيه دولة الاحتلال الاسرائيلي دولة ابرتهايد اي انها قائمة علي اساس نظام الفصل العنصري باضطهادها وحرمانها الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه المشروعة وفق القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي والامم المتحدة،،

واتخذ الحزب قرار بفرض عقوبات علي دولة الاحتلال ومقاطعته،،

بكل تأكيد أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي،،
إن هذا القرار الصائب لحزب العمال البريطاني بالانتصار للعدالة والحق الفلسطيني،،
يأتي اعترافا بالجرم الكبير والظلم التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني نتيجة لسياسة دولته الاستعمارية ،،
ولقد كانت هناك مطالبات فلسطينية بضروره اعتذار بريطانيا عن وعد بلفور ،،

وفي خطابه في الجمعيه العامة للامم المتحده في (سنة1916)
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بريطانيا لتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج وعد بلفور، والاعتذار للشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات وظلم، وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ولقد كان للحركات النقابية والحقوقية وحركة المقاطعة ومنظمات المجتمع المدني والجاليات والسفير الفلسطيني المتميز في لندن ان يسجلوا نجاحا علي الطريق…
النضال الشعبي ، الجماهيري ،الدبلوماسي ، في كل الساحات وبعمليه تراكمية مستمرة
لابد ان يغير مواقف دول وازنة في العالم لصالح مشروعنا التحرري ويجلب تعاطفا عالميا ،وقد اصبح هذا التغيير في الرأي العام لصالح شعبنا واقعا ،

وقد شاهد العالم أجمع التعبير عنه بالمظاهرات والاحتجاجات الحاشدة في اوروبا وتغييرا في المواقف السياسية لنواب الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الامريكية،،،، وفي مقاطعة جامعات عالمية لجامعات الاحتلال وايضا لا ننسي اعلان الموسيقين العالمين ومخرجين ومثقفين وفنانين مقاطعتهم لدولة الاحتلال وايضا مقاطعة منتوجات المستوطنات والاستثمار فيها كصندوق الاستثمار النرويجي وشركة بن آند جيريز الامريكية للمثلجات والكثير الكثير من نقابات وشركات عالمية اعلنت توقفها عن الاستثمار في دولة الاحتلال،،،
كل هذا النجاح وعلي اكثر من صعيد يجب أن لا يتوقف وأن يتم البناء عليه…

فنضال شعبنا سيثمر يوماً ويهزم كل الغادرين..

كلمات دلالية

اخر الأخبار