النهاية المبكرة

تابعنا على:   07:35 2021-09-27

فريد السباخي

أمد/ عندما يتعدى الإنسان سن 60 تتحول اهتماماته للركون للهدوء والسكينة واعطاء وقت لنفسه لملاحقة بقية أيامه بالحياة بدون ضغوط وبدون مسؤوليات وهذا الطبيعي، وبما أننا دخلنا خلاط الأسمنت الذي اسميتموه تقاعد مبكر اجباري" ومن واقع الخبرة بحجم الغضب عندنا دعوني افضفض لكم، فبعد عملية الفرم والخلط والتقليب التي ابدعتم فيها اصبحت أحلامنا مبعثره مدمره كمن فقد الذاكرة، لا نعرف كيف نبدأ وكيف سنستمر ومتى سنتوقف اصبحت السنوات متشابهة لا 40 ولا 50 ولا 60 ، والمؤلم حقاً أن من قسم ظهر مستقبلنا ومستقبل ابناءنا قد تعدى السن القانوني للتقاعد بعشرات السنين، ولكن لأنه منقطع النظير في العقل والتدبير اصبح يتعامل مع حياة البشر وكأنها مجرد أرقام، والحجة القضية والصمود والتحدي والازمة المالية والخ الخ الخ.

أي صمود وأنتم افرغتم الوطن من الحمية وجندتم نصف الشعب على النصف الآخر وشققتم صدر الوفاء وقتلتم الكفاح، بالله عليكم ماذا تبقى لتقفوا على منبركم وتنادوا المواطن بالصبر "بدكم وطن ولا مصاري" أي احنا مش قادرين نجيب حقنا منكم بدنا نجيب كيف حقوقنا الوطنية.!! عن أي مواطن تتكلمون.؟؟ 

المواطن يا والدي" ما تزعلو انتم فعلاً اكبر من والدي الذي مات مبكرا لاجئاً مناضلاً في احدى البلاد العربية" 

المواطن ياسادة ملعون سلسفينه" صار يحلم حلم أنه يقدر يعيش ويعيش اولاده شو بده ياكل اليوم وبكره على ابعد تقدير، ابشركم لا بيفكر بوطن وكل اللي بتشوفوه كذب! فقط شوية خجل من العالم" لكن تعال اسمع بينك وبينه واعطيه الأمان على راتبه... يمكن يلعن ابو اللي جاب السياسة ودير بالك بتياسه"

المواطن يا سادة اللي حطكم مسؤولين صار يخاف منكم ما بيحبكم وشايفكم ما عندكم دين وضمير ولا يثق في نزاهتكم؟! وانصحكم مخلصاً هاي النوعية وخاصة السحيجة الكذابين مخيفة، ما هيرحموا فيكم عظام لو سنحت لهم الفرصة، صدق او لا تصدق نحن لا نريد لكم إلا الخير وللوطن لأننا بالنهاية محسوبين على بعضنا ياسادة فلا تغرنكم قوتكم، فليس لكم قوة إلا المال والمال بيجيب سحيجة والسحيج غير مضمون إن تحركت الأرض من تحت اقدامكم لغيركم فلن ينفعكم إلا المخلصين الذين حيدتموهم بمنهجية عجيبة، ولكم في غزة تجربة مريرة وتذكروا لم تسمعونا ايامها ايضاً. 

انتم ونحن غداً راحلون وجميعاً زائلون والحر لا ينسى فلا تجعلونا نورث اولادكم واولادنا ثأر غبي تسبب فيه حاقد عنصري، نعرف الكثير الكثير وكراسيكم بالمكاتب تنقل عنكم فلا تحسبون أن جدرانكم سميكة وبدون اذان، هذه الأرض المقدسة لا ظلم ولا كذب فيها يدوم والانتقام الألهي قد يكون بعد الموت ممن تحبون، فلا تورثوهم الظلم والحقد والعار واصلحوا" ما زالت الفرصة قائمة مادمتم احياء فصدقونا سيكون أفضل لكم على صفحات التاريخ.

كلمات دلالية

اخر الأخبار